- جوناثان أموس
- مراسل بي بي سي لشؤون الصحة
أظهرت أحدث التقديرات الصادرة عن مركبة “كريو سات” الفضائية الأوروبية أن جزيرة غرينلاند تفقد نحو 375 كيلو مترا مكعبا من الجليد كل عام.
وإذا وضعنا في الاعتبار ذوبان الجليد من القطب الجنوبي، فهذا يعني أن طبقتين كبيرتين من الصفائح الجليدية على سطح الأرض تفقدان الآن ما يقرب من 500 كيلو متر مكعب من الجليد في المحيطات سنويا.
وقالت أنجيليكا همبرت، من معهد ألفريد فيجنر الألماني: “مساهمة الطبقتين الجليديتين معا في ارتفاع مستوى سطح البحر تضاعف منذ عام 2009، وهذا شيء لا يصدق بالنسبة لنا”.
وفي تقريره لمجلة “كريوسفير”، لم يحسب الفريق التابع لمعهد ألفريد فيجنر ارتفاع مستوى سطح البحر بنفس المعدل، ولكن إذا اعتبرنا أن هذه الكمية بالكامل من الجليد (وجزء صغير من الثلج)، فمن المرجح ألا تزيد المساهمة في زيادة مستوى سطح البحر عن ملليمتر واحد في السنة.
وهذه أحدث دراسة تستخدم البيانات الدقيقة لقياس الارتفاعات التي يتم جمعها من قبل مركبة “كريو سات” التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية.
وأطلقت المركبة عام 2010 وبها جهاز متطور يعمل بالرادار صمم خصيصا لقياس شكل الصفائح الجليدية القطبية.
واعتمد الفريق التابع لمعهد ألفريد فيجنر، بقيادة الباحث البارز فيت هيلم، على بيانات ركزت على عامي 2012 و2013 لبناء ما يسمى بنماذج الارتفاعات الرقمية في غرينلاند والقطب الجنوبي، بهدف تقييم تطورها.
تتضمن هذه النماذج 14 مليون قياس فردي للارتفاعات في غرينلاند و200 مليون أخرى للقارة القطبية الجنوبية.
وبالمقارنة ببيانات مشابهة جمعتها رحلة “ايس سات” الفضائية التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية بين عامي 2003 و2009، تمكن العلماء من حساب التغيرات في حجم الجليد في أماكن أبعد من الأماكن التي التقطتها مركبة “كريو سات”.
وتشهد غرينلاند أكبر انخفاض في الارتفاع حاليا، إذ تفقد نحو 375 كيلو مترا مكعبا سنويا ( 24 كيلو مترا مكعبا في السنة،زيادة أو نقصانا)، ويتركز معظم الانخفاض في الغرب والساحل الجنوبي الشرقي من الجزيرة.
وهناك انخفاض كبير أيضا في المجرى الجليدي شمال شرق غرينلاند.
ويفقد القطب الجنوبي نحو 128 كيلو مترا مكعبا سنويا (و 83 كيلو مترا مكعبا سنويا زيادة أو نقصانا).
وأفادت دراسات أخرى بأن هذا المفقود من جليد القارة يتركز في قطاعها الغربي، وبالتحديد في منطقة بحر أموندسن، كما تتراجع الأنهار الجليدية الكبيرة، مثل ثويتس وجزيرة الصنوبر، بمعدل سريع.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.