وقالت الناشف في كلمتها في افتتاح جلسة الحوار التفاعلي بشأن وضع حقوق الإنسان للنساء والفتيات في أفغانستان – في إطار فعاليات الدورة الثالثة والخمسين لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان – إنه “لا يمكن السماح بقبول التمييز والعنف البالغين ضد النساء والفتيات ناهيك عن تطبيعه، في أي مكان”.
وأفادت نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأنه رغم تأكيدات طالبان المتكررة طوال 22 شهرا مضت، على صيانة حقوق النساء ضمن إطار الشريعة، إلا أن كل مناحي حياة النساء والفتيات هناك ترزح تحت القيود، ويتم التمييز ضدهن بكل الطرق.
وأضافت الناشف “تم إصدار المرسوم تلو الآخر، فكان الأثر التراكمي طمس النساء والفتيات من الحياة العامة ومنعهن من الحصول على حقوقهن وحرياتهن الأساسية أو التمتع بها”.
الحرمان من التعليم
وأشارت نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى أن أفغانستان هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحرم فيها الفتيات من التعليم ما بعد المرحلة الابتدائية قائلة “إن طالبان قد محت فرص التنمية للفتيات وقضت على قدرتهن على عيش حياة مستقلة الآن وفي المستقبل، وهو ما يؤثر على الأجيال القادمة”.
وقالت الناشف أيضا إن حرمان النساء من الوظائف العامة يؤثر على قدرة النساء والفتيات في أن يُسمعن ويُرين، أو أن يشاركن في عمليات صناعة القرار التي تؤثر بشكل مباشر على حياتهن.
وأثنت الناشف على التقرير المشترك للمقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان وفريق العمل المعني بالتمييز ضد النساء والفتيات في أفغانستان، مشيرة إلى أن التقرير حدد ملامح الطبيعة المنهجية للتمييز والذي تعاني منه النساء والفتيات في أفغانستان.
تطبيع العنف
وكان خبيران أمميان* قد زارا أفغانستان في الفترة ما بين 27 أبريل/نيسان و4 مايو/أيار والتقيا عددا من النساء والرجال الأفغان في مختلف المجالات وممثلين عن وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية وممثلين عن سلطات الأمر الواقع.
وعبر المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في أفغانستان، ريتشارد بينيت، ورئيسة فريق العمل المعني بالتمييز ضد النساء والفتيات، دوروثي إسترادا تانك في تقريرهما عن “قلقهما البالغ” من غياب نظام الحماية القانونية للنساء والفتيات وتطبيع أعمال العنف والتمييز ضدهن.
وقال الخبيران إن المراسيم التي تصدرها حركة طالبان منذ توليها الحكم في أفغانستان في أغسطس/ آب 2021 قيدت بشدة من حقوق النساء والفتيات و“خنقت” كل أبعاد حياتهن.
وأضاف تقرير الخبيرين “تعاني النساء والفتيات في أفغانستان من التمييز الذي قد يرقى إلى اضطهاد على أساس النوع الاجتماعي وهي جريمة ضد الإنسانية”.
ودعا التقرير سلطات الأمر الواقع إلى احترام واستعادة حقوق الإنسان للنساء والفتيات، وزيادة اهتمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة بما يحدث في أفغانستان من تمييز واسع النطاق ضد النساء والفتيات.
———————–
*يشار إلى أن المقررين الخاصين والخبراء المستقلين، يعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف وهي جهة حكومية دولية مسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان حول العالم. ويكلف المقررون والخبراء بدراسة أوضاع حقوق الإنسان وتقديم تقارير عنها إلى مجلس حقوق الإنسان. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنصب شرفي، فلا يعد أولئك الخبراء موظفين لدى الأمم المتحدة ولا يتقاضون أجرا عن عملهم.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.