شارك نحو ستة آلاف شخص في مظاهرة كردية بمدينة لوزان السويسرية السبت بمناسبة مرور 100 عام على توقيع المعاهدة التي شكلت تركيا الحديثة. ووقعت معاهدة لوزان بين تركيا وقوى متحالفة بعد الحرب العالمية الأولى، وهي تحظى بتقدير البعض، لكنها تمثل في الوقت نفسه مصدرا لخيبة الأمل وتنكأ جراح آخرين من بينهم الأكراد والأرمن الذين كانوا يأملون في إقامة مناطق لهم تتمتع بحكم ذاتي وأن تأخذ العدالة مجراها فيما يتعلق بجرائم الحقبة العثمانية. ومن بين التداعيات التي نجمت عن المعاهدة أيضا تبادل قسري للسكان بين تركيا واليونان.
نشرت في:
4 دقائق
شارك الآلاف السبت في مظاهرة كردية كبرى في لوزان شارك فيها نحو ستة آلاف شخص وفق مصادر من الشرطة والإعلام، بمناسبة الذكرى المئوية الأولى للمعاهدة التي أبرمت في هذه المدينة السويسرية ورسّمت حدود تركيا الحديثة، منددين بتداعياتها على الأكراد. جابت المسيرة أنحاء المدينة ورفع المتظاهرون أعلاما وشكلوا سلاسل بشرية.
وجرى توقيع المعاهدة بين تركيا وقوى متحالفة منها بريطانيا وفرنسا في 24 يوليو/ تموز من عام 1923.
وأحيا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذكرى ببيان أصدره العام الماضي، وأشاد فيه ببنودها وقال إن تركيا تراقب بدقة متناهية تنفيذها.
ويجتمع أبناء الجالية الكردية بانتظام في الذكرى السنوية للمعاهدة، في مظاهرات يشارك فيها المئات منهم، لكن هذه المرة كان العدد أكبر بكثير من المعتاد، حسب المصادر نفسها المذكورة أعلاه.
وانطلق المتظاهرون من جوار فندق “شاتو دوشي” الواقع على ضفاف بحيرة ليمان والذي استضاف المحادثات التي أفضت إلى المعاهدة.
وقد ساروا رافعين أعلاما تحمل صور الزعيم الكردي المسجون منذ العام 1999 عبد الله أوجلان، وصولا إلى قصر رومين في وسط المدينة حيث وقعت المعاهدة.
وصرح خير الدين أوزتكين وهو عضو في المركز الثقافي الكردستاني لوكالة الأنباء السويسرية “نريد الإفادة من هذه المئوية لكي نظهر للعالم بأسره أن القضية الكردية لا تزال بلا حل”، منددا بـ”تداعيات معاهدة لوزان” وعواقبها “المأسوية” التي ما زال الأكراد يعانون منها.
والمعاهدة وفق المركز الثقافي الكردستاني “أقرت توزيع الشعب الكردي على أربع دول هي تركيا والعراق وإيران وسوريا، وهي دول فاشلة ديمقراطيا إلى حد كبير”.
في تركيا تخلّت القوى الكبرى عن الأكراد “لدولة تركية قومية وعنصرية، ما أدى إلى قرن من المجازر وعمليات التهجير القسري وسياسات القمع والاستيعاب”، بحسب المركز الثقافي الكردستاني.
وقال المتحدث باسم المجلس الديمقراطي الكردي في فرنسا بيريفان فرات إن “الشعب الكردي، على غرار جميع شعوب العالم، يطالب بالحق في العيش بهويته على أرضه”. وأضاف لوكالة الأنباء الفرنسية “هذه المعاهدة فتحت الباب أمام كل المضايقات وكل المذابح بحق الشعب الكردي”.
وأضاف “منتقدونا هم أسوأ الديكتاتوريين في الشرق الأوسط وقد حان الوقت لإلغاء تجريم الحركة الكردية وقبل كل شيء لمراجعة معاهدة لوزان التي لا قيمة لها بالنسبة إلينا. إنها باطلة ولاغية”.
انعقد مؤتمر لوزان في تشرين الثاني/نوفمبر 1922 لإعادة التفاوض على معاهدة سيفر المبرمة في العام 1920 بين الحلفاء والإمبراطورية العثمانية والتي رفضها الزعيم الاستقلالي التركي مصطفى كمال أتاتورك الذي أصبح لاحقا مؤسس تركيا الحديثة.
وتولّت الدبلوماسية البريطانية تنسيق المؤتمر الذي ضم خصوصا بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وتركيا.
ومن بين التداعيات التي نجمت من المعاهدة تبادل قسري للسكان بين تركيا واليونان. وألحق شرق الأناضول بتركيا الحالية في مقابل تخلي الأتراك عن المطالبة بمساحات في سوريا والعراق كانت ضمن أراضي الإمبراطورية العثمانية.
وتُرك الأرمن والأكراد على الهامش وتم تجاهل طموحاتهم المتعلقة بإنشاء كيان لهم.
وقال كاردو لوكاس لارسن (41 عاما) المقيم في الدانمارك لوكالة الأنباء الفرنسية “نعلم أنه لا يوجد بلد يمكنه مساعدتنا (…) في اتخاذ القرار الصحيح لحل المشكلة الكردية”. وأضاف “مظاهرة كهذه تجمع الشعب الكردي وتمنحنا الشعور بالانتماء إلى وطن”.
فرانس24 / أ ف ب/ رويترز
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.