في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للسكان اليوم الثلاثاء، حذر السيد غوتيريش من أنه “في منتصف الطريق إلى الموعد النهائي لعام 2030، خرجت أهداف التنمية المستدامة بشكل خطير عن المسار الصحيح. فالمساواة بين الجنسين على بعد ما يقرب من 300 سنة، وهناك جمود في تقدم صحة الأم والوصول إلى خدمات تنظيم الأسرة”.
يتم الاحتفال باليوم العالمي للسكان في 11 تموز / يوليو من كل عام، وينصب تركيز هذه السنة للنهوض بالمساواة بين الجنسين وإيصال صوت النساء والفتيات.
الاستثمار في النساء
على الرغم من أنهن يشكلن نصف عدد سكان هذا الكوكب، إلا أنه غالباً ما يتم تجاهل النساء والفتيات في المناقشات حول التركيبة السكانية، فيما تنتهك حقوقهن في السياسات السكانية، وفقاً للأمم المتحدة.
ونتيجة لذلك، يمكن أن تكون للنساء والفتيات قدرة محدودة على اتخاذ القرارات بشأن صحتهن وحياتهن الجنسية والإنجابية، مما يزيد بدوره من تعرضهن للعنف والممارسات الضارة ووفيات الأمهات التي يمكن الوقاية منها.
وقال الأمين العام إن التمييز على أساس نوع الجنس يضر بالجميع، بينما يؤدي الاستثمار في المرأة إلى رفع مستوى جميع الناس والمجتمعات والبلدان.
وأضاف: “إن النهوض بالمساواة بين الجنسين، وتحسين صحة الأم، وتمكين المرأة من اتخاذ خياراتها الإنجابية أمر ضروري في حد ذاته، وأساسي لتحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة”.
ودعا السيد غوتيريش إلى الوقوف إلى جانب النساء والفتيات اللواتي يناضلن من أجل حقوقهن، وإلى تكثيف الجهود “لجعل أهداف التنمية المستدامة حقيقة واقعة” لجميع سكان الأرض.
تسخير قوة النساء
من جهته، شدد صندوق الأمم المتحدة للسكان على أن تطلعات النساء والفتيات مهمة. وقالت المديرة التنفيذية للصندوق، الدكتورة ناتاليا كانيم، إن اليوم العالمي للسكان هو تذكير بأنه يمكن تحقيق مستقبل أكثر ازدهارا وسلاماً واستدامة “إذا سخرنا قوة كل إنسان على هذا الكوكب”.
وسلطت في رسالتها لليوم العالمي الضوء على أن أكثر من 40 في المائة من النساء في جميع أنحاء العالم لا يمكنهن ممارسة حقهن في اتخاذ قرارات أساسية مثل إنجاب الأطفال أم لا.
المساواة تعود بالفائدة على الجميع
وقالت: “إن تمكين النساء والفتيات، بما في ذلك من خلال التعليم والوصول إلى وسائل منع الحمل الحديثة، يساعد على دعمهن في تحقيق تطلعاتهن – ورسم مسار حياتهن”.
وشددت الدكتورة كانيم على أن النهوض بالمساواة بين الجنسين هو حل شامل للعديد من المشاكل الاجتماعية.
وقالت إنه بالنسبة للمجتمعات المسنة التي تشعر بالقلق بشأن الإنتاجية في العمل، فإن تحقيق المساواة بين الجنسين في مكان العمل يمثل الطريقة الأكثر فعالية لتحسين الإنتاج والنمو الاقتصادي.
وأضافت: “في الوقت نفسه، في البلدان التي تشهد نمواً سكانياً سريعاً، يمكن أن يحقق تمكين المرأة من خلال التعليم وتنظيم الأسرة فوائد هائلة في مجال رأس المال البشري والنمو الاقتصادي الشامل”.
وقالت الدكتورة كانيم إن الحل واضح، “فتسريع النهوض بالمساواة بين الجنسين – من خلال الوصول إلى الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية، وتحسين التعليم، وسياسات العمل المناسبة، والمعايير العادلة في مكان العمل والمنزل – سيؤدي إلى أسر أكثر صحة، اقتصادات أقوى ومجتمعات مرنة”.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.