من هو سلوان موميكا مدنس القرآن ومثير غضب المسلمين؟

من هو سلوان موميكا مدنس القرآن ومثير غضب المسلمين؟



أثار اللاجئ العراقي في السويد سلوان موميكا موجة غضب واسعة بعدد من الدول والمنظمات الإسلامية، خاصة، لا تزال تداعياتها مستمرة إلى اليوم، بعد إقدامه على حرق وتدنيس المصحف خلال تجمعات نظمها في العاصمة ستوكهولم، آخرها كان الخميس. ورغم تحفظه على ماضيه، فإن حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد نشاط موميكا السياسي في العراق، وتظهر صلاته مع مجموعة مسيحية مسلحة أثناء القتال ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.

نشرت في:

5 دقائق

بعد تنظيمه تجمعا جديدا الخميس لتدنيس المصحف، أجج اللاجئ العراقي في السويد سلوان موميكا غضب مسلمي العالم وخلق أزمة دبلوماسية لستوكهولم بلغت حد استدعاء سفرائها بالعديد من عواصم الدول الإسلامية.

بالنبش في ماضي موميكا، يظهر أنه حافل بنشاط سياسي واحتجاجي وصلات مع مجموعات مسيحية مسلحة.

في 28 حزيران/يونيو، داس الرجل الذي يبلغ من العمر 37 عاما نسخة من المصحف قبل أن يدس فيه قطعا من لحم خنزير ويحرق بضع صفحات منه أمام أكبر مسجد في ستوكهولم في اليوم الأول من عيد الأضحى.

ونظم الخميس تجمعا جديدا سمحت به الشرطة السويدية داس خلاله مصحفا ومزق صفحات منه أمام سفارة العراق.

في المرتين، تحدى سلوان موميكا المسيحي المتحدر من نينوى في العراق، متظاهرين معارضين كانوا ينتقدون تصرفه وواجه إهاناتهم بابتسامة متكلفة.

وقال في 28 حزيران/يونيو في إشارة الى القرآن، “هذا الكتاب يشكل خطرا على هذا البلد (السويد)، لذلك سأطالب حظره من جميع المدارس”، مضيفا “أنا أخاطب المجتمع السويدي من خطورة هذا الكتاب. صدقوني الآن هم ضعفاء لا يستطيعون تطبيقه ولكن بعد سنين سيطبقونه عليكم كما طبقوه على الأشوريين من مئات السنين وعلى الأيزيدية قبل سنوات”.

قبل انتقاله إلى منفاه في السويد، تشير حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي إلى محاولته الانخراط في العمل السياسي في العراق، بما في ذلك صلات له مع مجموعة مسيحية مسلحة أثناء القتال ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” وإنشاء حزب سياسي سرياني غامض ومنافسات مع مجموعات مسيحية مسلحة مؤثرة، واعتقال لفترة قصيرة.

كما شارك في المظاهرات الواسعة ضد الفساد في العراق في نهاية 2019، الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة التي قمعتها السلطات بقسوة وقتل خلالها أكثر من 600 شخص.

إدانات في جميع أنحاء العالم 

خطط سلوان موميكا في البداية للقيام بعمله في ستوكهولم في شباط/فبراير، لكن الشرطة حظرت التجمع آنذاك، مشيرة إلى خطر إخلال بالنظام العام.

وطعن المنظمون في منع المظاهرة وأصدرت محكمة إدارية في بداية نيسان/أبريل، ثم محكمة الاستئناف الإدارية في منتصف حزيران/يونيو، قرارا لمصلحتهم.

وردا على سؤال لصحيفة “افتونبلاديت” السويدية في نيسان/أبريل، أكد سلوان موميكا أنه لا يهدف إلى “المس بهذا البلد الذي استقبله وحافظ على كرامته”، موضحا أنه يأمل أن يمنع القرآن في السويد.

لكن سلوكه المثير للجدل سبب مشكلة دبلوماسية للحكومة السويدية.

وأثار تصرفه في 28 حزيران/يونيو إدانات في جميع أنحاء العالم بما في ذلك في تركيا التي تنتظر ستوكهولم ضوءا أخضر منها لتنضم السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). ودعت منظمة التعاون الإسلامي ومقرها السعودية إلى اتخاذ تدابير جماعية لمنع حرق مصاحف مرة أخرى.

في بغداد، اقتحم أنصار رجل الدين الشيعي النافذ مقتدى الصدر السفارة السويدية لفترة وجيزة.

“التحريض ضد مجموعة عرقية”

وأدانت الحكومة السويدية ما وصفته بـ “العمل المعادي للإسلام”، وفتحت الشرطة تحقيقا في “التحريض ضد مجموعة عرقية” لأن إحراق المصحف حدث أمام مسجد.

لكن هذا الاستنفار و”آلاف التهديدات بالقتل” التي تلقاها سلوان موميكا على حد قوله، لم تضعف تصميمه.

وقال لصحيفة “إكسبريسن” السويدية “في غضون عشرة أيام، سأحرق العلم العراقي والقرآن أمام السفارة العراقية في ستوكهولم”، نافيا أن تكون أفعاله “جرائم كراهية”.

ودفع قرار السويد السماح بالتجمع الثاني، العراق إلى الرد بطرد السفيرة السويدية في بغداد وتعليق ترخيص مجموعة “إريكسون” السويدية العملاقة لمعدات الاتصالات في البلاد.

وأُحرقت السفارة السويدية في بغداد خلال مظاهرة جديدة لمؤيدي مقتدى الصدر، وجرت مظاهرات في العراق وإيران ولبنان الجمعة، وأعلنت إيران أنها لن تقبل بالسفير السويدي الجديد بعد انتهاء مهام سلفه ولن تعيّن سفيرا لها في ستوكهولم.

على مواقع التواصل الاجتماعي، علق سلوان موميكا القادم من محافظة نينوى (شمال) على أخبار العراق بالتعبير عن خيبة أمله من السياسة والتنديد بحركة مقتدى الصدر.

وعقب تحركه الخميس، نشر على فيس بوك رسالة قال فيها “سأستمر في مواجهة الفكر الإسـلامي وتجاره الى أن يتم حظره”.

وأقر سلوان موميكا في أوائل تموز/يوليو بأن لديه طموحات سياسية في السويد، قائلا إنه يأمل في أن يترشح يوما ما للبرلمان عن حزب الديمقراطيين السويديين المناهض للهجرة.

ورد الحزب المؤيد للحكومة الائتلافية الحالية برئاسة أولف كريسترسون أن تصرفات سلوان موميكا لا تمثله.

فرانس24/ أ ف ب

Share this content:


اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading