رؤساء أركان جيوش “إيكواس” يجتمعون في غانا لبحث تدخل عسكري محتمل ضد الانقلابيين

رؤساء أركان جيوش “إيكواس” يجتمعون في غانا لبحث تدخل عسكري محتمل ضد الانقلابيين



يجتمع الخميس والجمعة القادة العسكريون لدول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” في غانا لدراسة وتنسيق تفاصيل قرار زعماء دولهم الأسبوع الماضي بشأن نشر “قوة احتياط لإعادة النظام الدستوري” في النيجر عقب ثلاثة أسابيع من الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد بازوم. ومن ناحية أخرى أعلنت الخارجية الأمريكية أن كاثلين فيتسغيبون السفيرة الجديدة في النيجر ستتجه قريبا إلى نيامي في إطار المساعي الدبلوماسية لوضع حد للانقلاب وإعادة الشرعية إلى البلاد.

نشرت في:

5 دقائق

يعتزم قادة جيوش من غرب أفريقيا الاجتماع الخميس في غانا لتنسيق تدخل محتمل في النيجر يهدف إلى استعادة النظام الدستوري في البلاد بعد إطاحة انقلابيين بالرئيس النيجري المنتخب محمد بازوم.

وقررت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) التي تشعر بالقلق حيال سلسلة انقلابات عسكرية متتالية في المنطقة، تشكيل “قوة احتياط” لوضع حد للانقلاب في النيجر.

ويأتي اجتماع القادة العسكريين يومي الخميس والجمعة بعد تجدد أعمال العنف في الدولة التي يسيطر عليها المتمردون، إذ قتل جهاديون 17 جنديا نيجريا على الأقل في كمين في جنوب غرب البلاد.

ويؤكد محللون أن أي تدخل سينطوي على مخاطر عسكرية وسياسية، فيما أعلن التكتل أنه يفضل الخيار الدبلوماسي.

وتشهد منطقة الساحل في أفريقيا تمردا جهاديا منذ أكثر من عقد بدأ في شمال مالي عام 2012 قبل أن يمتد في 2015 إلى النيجر وبوركينا فاسو المجاورتين.

وتشهد منطقة “الحدود الثلاثية” بين البلدان الثلاثة عادة هجمات ينفذها متمردون على ارتباط بتنظيم “الدولة الإسلامية” والقاعدة.

 وأسفرت الاضطرابات عن مقتل آلاف الجنود وعناصر الشرطة والمدنيين ودفعت الملايين للفرار من منازلهم.

ولعب الغضب حيال أعمال العنف دورا في حدوث انقلابات عسكرية في الدول الثلاث منذ 2020، لتكون النيجر الأخيرة التي تشهد انقلابا عندما أُطيح برئيسها المنتخب محمد بازوم في 26 تموز/يوليو.

جهود دبلوماسية

الثلاثاء أصدرت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بيانا أدانت فيه “بشدة” الهجمات الأخيرة.

وحض بيان “إيكواس” الجيش على “إعادة إرساء النظام الدستوري في النيجر بما يتيح له صب تركيزه على الأمن… الذي أصبح أكثر هشاشة بعد محاولة الانقلاب”.

لكنّ العسكريين الذين استولوا على السلطة ويحتجزون بازوم، يشددون على أن الانقلاب هو نتيجة “تدهور الوضع الأمني”.

وجرت محادثات هذا الأسبوع في أديس أبابا حيث اجتمع ممثلون عن إيكواس وانقلابيي النيجر تحت مظلة الاتحاد الأفريقي.

والثلاثاء، قام رئيس الوزراء المدني المُعيّن من الجيش النيجري علي محمد الأمين زين بزيارة غير معلنة إلى تشاد المجاورة، وهي دولة مهمة في منطقة الساحل غير المستقرة وليست عضوا في إيكواس.

والتقى الرئيس محمد إدريس ديبي إتنو وسلمه ما وصفه بأنها رسالة “حسن جوار وأخوة” من قائد النظام النيجري.

وقال زين “نحن في مرحلة انتقالية. ناقشنا التفاصيل وشددنا على استعدادنا للبقاء منفتحين والتحاور مع كافة الأطراف، لكننا نشدد على استقلال دولتنا”. والأربعاء غادر زين تشاد عائدا إلى نيامي، وفق ما أعلنت السلطات التشادية.

سفيرة أمريكية جديدة للولايات المتحدة في النيجر

وفي واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن سفيرة جديدة للولايات المتحدة ستتوجه قريبا إلى النيجر في إطار جهود دبلوماسية لوضع حد للانقلاب.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل إن واشنطن تتطلع إلى وصول السفيرة كاثلين فيتسغيبون إلى نيامي، مشددا على أن توجهها إلى النيجر ليس قبولا باستيلاء العسكريين على السلطة في البلاد.

وفيتسغيبون دبلوماسية متمرسة ذات خبرة واسعة في شؤون أفريقيا وكان مجلس الشيوخ قد صادق على تعيينها في 27 تموز/يوليو، أي غداة الانقلاب.

واعتُبر انتخاب بازوم عام 2021 حدثا تاريخيا في النيجر لأنه فتح الباب لأول انتقال سلمي للسلطة في البلاد منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960.

ونجا بازوم من محاولتي انقلاب قبل أن تتم الإطاحة به في خامس عملية استيلاء على الحكم من قبل الجيش تشهدها البلاد.

وفرضت إيكواس سلسلة عقوبات تجارية ومالية على النيجر بينما علقت كل من فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة مساعداتها لهذا البلد.

وتُعد النيجر من بين أفقر دول العالم وتحل بشكل دائم في مرتبة متأخرة في مؤشر التنمية البشرية التابع للأمم المتحدة.

تحذير من انعدام الأمن الغذائي

وحذرت الأمم المتحدة الأربعاء من أن الأزمة قد تفاقم بشكل كبير انعدام الأمن الغذائي في البلاد.

وأكد مكتب الأمم المتحدة المعني بتنسيق الشؤون الإنسانية الحاجة لتطبيق إعفاءات إنسانية من العقوبات وإغلاق الحدود لتجنب التدهور السريع للأمن الغذائي والوضع التغذوي في النيجر.

كما تواجه النيجر تمردا جهاديا في جنوبها الشرقي ينفذه مسلحون يعبرون من شمال شرق نيجيريا، مهد حملة تمرد أطلقتها جماعة بوكو حرام عام 2010.

 

فرانس24/ أ ف ب

Share this content:


اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading