حثت أرمينيا السبت على إرسال “بعثة” للأمم المتحدة “على الفور” إلى إقليم ناغورني قره باغ وذلك من أجل مراقبة الوضع الميداني هناك. يأتي هذا في ظل وعود أذربيجان بمعاملة الأرمن في هذه المنطقة الانفصالية على أنهم “مواطنون متساوون”.
نشرت في:
4 دقائق
طالبت أرمينيا السبت على لسان وزير خارجيتها أرارات ميرزويان خلال كلمة ألقاها في الأمم المتحدة، بإرسال بعثة للأمم المتحدة إلى ناغورني قره باغ لمراقبة الوضع الميداني في الإقليم.
وقال الوزير الأرميني “بعد الفشل في منع الإبادة الجماعية في رواندا، تمكنت الأمم المتحدة من إنشاء آليات للوقاية… لكننا اليوم على شفا فشل آخر”.
وأضاف أن على “المجتمع الدولي بذل قصارى جهده لنشر بعثة مشتركة من وكالات الأمم المتحدة على الفور في ناغورني قره باغ لمراقبة وتقييم حقوق الإنسان والوضع الإنساني والأمني على الأرض”، مكررا الاتهامات بارتكاب “تطهير عرقي” في المنطقة الانفصالية.
وتابع “للأسف ليس لدينا شريك للسلام بل بلد يعلن صراحة أن -الغلبة هي للأقوى- ويستخدم القوة باستمرار لتعطيل عملية السلام”، معتبرا أن توقيت الهجوم الخاطف الذي شنته أذربيجان في وقت سابق هذا الأسبوع لم يكن “صدفة” في وقت تنعقد أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
هذا، وشدد الوزير على أن “الرسالة واضحة: يمكنكم التحدث عن السلام ويمكننا الذهاب إلى الحرب، ولن تكونوا قادرين على تغيير أي شيء.”
وبالمقابل، قبل ساعات قليلة ومن على المنبر نفسه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعد نظيره الأذربيجاني بأن معظم الأرمن في ناغورني قره باغ ستتم معاملتهم بصفتهم “مواطنين متساوين”.
وقال جيهون بيراموف “أريد أن أؤكد مجددا أن أذربيجان مصممة على إعادة دمج السكان الأرمن في منطقة قره باغ في أذربيجان بصفتهم مواطنين متساوين”.
مضيفا أن “الدستور والتشريعات الوطنية لأذربيجان والالتزامات الدولية التي تعهدنا بها تشكل أساسا متينا لهذا الهدف”.
كما أردف بيراموف “ما زلنا نعتقد أن هناك فرصة تاريخية لأذربيجان وأرمينيا لإقامة علاقات حسن جوار والتعايش جنبا إلى جنب في سلام”.
“قلق” أمريكي واتهامات روسية
ومن جانبه أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السبت أرمينيا بأن الولايات المتحدة تشعر بـ”قلق عميق” حيال السكان من العرقية الأرمينية في قره باغ، مضيفا أنها سعت إلى تأمين الحماية لهم مع تعزيز أذربيجان سيطرتها على الإقليم.
وإلى ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن بلينكن أعرب في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان “عن قلق الولايات المتحدة العميق حيال السكان الأرمينيين في ناغورني قره باغ”.
وأضاف ميلر أن بلينكن “أكد أن الولايات المتحدة تدعو أذربيجان إلى حماية المدنيين والوفاء بالتزاماتها باحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية لسكان ناغورني قره باغ وضمان امتثال قواتها للقانون الإنساني الدولي”.
وبالمقابل اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت قادة أرمينيا بمفاقمة التوتر في قره باغ، لكنه أبدى أمله في أن تبقى البلاد في فلك موسكو رغم الاضطراب الذي تعيشه بعد استعادة أذربيجان السيطرة على الإقليم الانفصالي.
وفي كلمته بالأمم المتحدة، اتهم لافروف القوى الغربية قائلا إنها “تحرّك الخيوط” لتقويض النفوذ الروسي، مضيفا “للأسف، القيادة في أرمينيا تصبّ من وقت لآخر بنفسها الزيت على النار.”
هذا، وأشار لافروف إلى ما قاله أحد كبار السياسيين الأرمينيين حول تسليم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناغورني قره باغ إلى أذربيجان بعد حرب عام2020، قائلا “من السخافة اتهامنا بذلك”، وأضاف “نحن مقتنعون بأن الشعب الأرميني يتذكر تاريخه.”
كما أعرب عن ثقته في أن الأرمن سيظلون مرتبطين بـ”روسيا والدول الصديقة الأخرى في المنطقة بدلا من أولئك الذين يقفزون عليها من الخارج.”
فرانس24/ أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.