وأضاف غروسي في كلمته اليوم الاثنين أمام اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا إن عملية التحقق والمراقبة المتعلقة بخطة العمل الشاملة المشتركة التي تقوم بها الوكالة قد تأثرت بشكل خطير بقرار إيران في شباط/فبراير 2021 بوقف التنفيذ الكامل لالتزاماتها المتعلقة بالبرنامج النووي بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة.
وأشار إلى “تفاقم الوضع” بسبب قرار إيران اللاحق بإزالة جميع معدات المراقبة والرصد المرتبطة بتطبيق خطة العمل المشتركة التي تحدد قواعد مراقبة برنامج إيران النووي.
وأعرب غروسي عن أسفه لعدم تحقيق أي تقدم بشأن تنفيذ الإجراءات التي نص عليها البيان المشترك الذي وقعته الوكالة مع هيئة الطاقة الذرية الإيرانية في 4 آذار/مارس 2023.
المطالبة بتفسيرات
وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن “إيران لا تزال بحاجة أيضا إلى تزويد الوكالة بتفسيرات موثوقة تقنيا بشأن وجود جزيئات يورانيوم ناجمة عن نشاط بشري في موقعي فارامين وتركيز آباد، وإبلاغ الوكالة بالموقع أو المواقع الحالية للمواد النووية ذات الصلة والمعدات الملوثة”.
وشدد على ضرورة حل المشكلات العالقة بشأن توفير الضمانات النابعة من التزامات إيران بالاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كي تصبح الوكالة في موقع يُمَكنها “من التأكيد على أن برنامج إيران النووي هو برنامج سلمي حصرا”.
ودعا المسؤول الأممي إيران إلى العمل مع الوكالة بشكل جدي وبطريقة مستدامة من أجل الوفاء بالالتزامات الواردة في البيان المشترك.
تحذير من اختبارات نووية
وتحدث المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن مجموعة من الملفات النووية الأخرى، حيث قال إن استمرار البرنامج النووي لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية (كوريا الشمالية) يعد انتهاكا واضحا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة و“أمرا مؤسفا للغاية”.
وأشار إلى أن موقع بونجي-ري للاختبارات النووية مازال مجهزا لإجراء اختبارات نووية، مؤكدا أن إجراء أي اختبار نووي يتعارض مع قرارات مجلس الأمن وسيكون “سبباً لقلق بالغ”.
ودعا غروسي كوريا الشمالية إلى الامتثال بصورة كاملة بالتزاماتها بموجب قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتعاون على الفور مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل التطبيق الكامل والفعال لاتفاق الضمانات الخاص بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وحل جميع القضايا العالقة، خاصة تلك التي نشأت خلال غياب مفتشي الوكالة عن البلاد.
وشدد على أن الوكالة تظل مستعدة للعب دورها الأساسي في التحقق من البرنامج النووي لكوريا الشمالية.
اغتنام الفرصة
وفيما يتعلق بسوريا، قال غروسي إنه لم تصل إلى الوكالة أي معلومات جديدة “من شأنها أن تؤثر على تقييمنا للمبنى المدمر في دير الزور، بما يتفق مع كونه مفاعلا نوويا كان ينبغي الإبلاغ عنه للوكالة من قبل سوريا بموجب اتفاق الضمانات الخاص بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية”.
وأفاد بأنه كتب إلى وزير الخارجية والمغتربين السوري، فيصل المقداد، الشهر الماضي مكررا استعداده للتواصل مع سوريا بهدف مناقشة القضايا التي لم يتم حلها.
وأعرب عن أمله في أن تغتنم سوريا هذه الفرصة لإظهار التزامها بالتعاون الكامل والبناء مع الوكالة بشأن تنفيذ اتفاق الضمانات الشاملة.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.