قالت حكومة شرق ليبيا الثلاثاء إن نحو رُبع مدينة درنة “اختفى” تقريبا بعد انهيار سدود بسبب عاصفة عاتية، وفي أماكن أخرى من المناطق المتضررة، قال المجلس النرويجي للاجئين إن “قرى بأكملها غمرتها المياه”. فيما أوضح الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ التابع لوزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية الذي ينتشر فريق تابع له في درنة منذ الإثنين أن الفيضانات الناجمة عن العاصفة دانيال خلفت ما لا يقل عن 2300 قتيل ونحو 7000 جريح، في حين ما زال أكثر من 5000 آخرين في عداد المفقودين.
نشرت في:
8 دقائق
أدت السيول الناجمة عن عاصفة عاتية إلى انهيار سدود وجرف مبان وتدمير ربع مدينة درنة الواقعة في شرق ليبيا بعد مرور العاصفة “دانيال”، وسط مخاوف من فقد ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص الثلاثاء، فيما أفادت آخر حصيلة لجهاز الطوارئ الليبي الثلاثاء أن 2300 شخص على الأقل لقوا حتفهم.
وحالت طرق مقطوعة وانهيارات أرضية وفيضانات دون وصول المساعدة إلى السكان الذين اضطروا لاستخدام وسائل بدائية لانتشال الجثث والناجين الذين كانوا على وشك الغرق.
وما زالت درنة ومدن أخرى مقطوعة عن بقية العالم رغم الجهود التي تبذلها السلطات لاستعادة شبكات الاتصالات والإنترنت. وقالت حكومة شرق ليبيا الثلاثاء إن نحو رُبع مدينة درنة “اختفى” تقريبا بعد انهيار سدود بسبب عاصفة عاتية.
فيما قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة إلى زوال “أحياء بأكملها” في درنة حيث “جرفت المياه سكانها بعد انهيار سدين قديمين، ما جعل الوضع كارثيا وخارجا عن السيطرة”.
“قرى بأكملها غمرتها المياه”
وبحسب مسؤولين في شرق ليبيا التي تتنافس فيها حكومتان على السلطة، انهار السدان الرئيسيان على نهر وادي درنة الصغير ليل الأحد الإثنين ما تسبب في انزلاقات طينية ضخمة دمّرت جسورا وجرفت العديد من المباني مع سكانها.
وأوضح الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ التابع لوزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية الذي ينتشر فريق تابع له في درنة منذ الإثنين أن الفيضانات الناجمة عن العاصفة دانيال خلفت كذلك نحو 7000 جريح، في حين ما زال أكثر من 5000 آخرين في عداد المفقودين.
وفي أماكن أخرى في شرق ليبيا، قال المجلس النرويجي للاجئين إن “قرى بأكملها غمرتها المياه، وما زال عدد القتلى يرتفع”.
وأضاف “عانت المجتمعات المحلية في كل أنحاء ليبيا سنوات من الصراع والفقر والنزوح. ستؤدي الكارثة الأخيرة إلى تفاقم الوضع بالنسبة إليهم. ستنهك المستشفيات والملاجئ”.
ولم يتم التأكد بعد من الحصيلة الإجمالية لضحايا هذه الكارثة لكن السلطات في شرق ليبيا تتحدث منذ الإثنين عن “آلاف” القتلى والمفقودين.
وفي حديثه لقناة “المسار” التلفزيونية الليبية، أكد رئيس حكومة شرق البلاد أسامة حماد أن هناك “أكثر من ألفي قتيل وآلاف المفقودين” في مدينة درنة وحدها.
والثلاثاء، قال المسؤول في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر تامر رمضان للصحافيين في جنيف “لا نملك أرقاما نهائية” لعدد القتلى حاليا لكنه أوضح أن “حصيلة القتلى ضخمة وقد تصل إلى الآلاف”، فيما أكد أن “عدد المفقودين وصل إلى نحو 10 آلاف شخص”.
وأعرب عن أمله في التوصل إلى أرقام أكثر دقة في وقت لاحق الثلاثاء
تعبئة فرق الطوارئ
ومن المدن الأخرى التي طالتها العاصفة شرق البلاد، ومنطقة الجبل الأخضر وبنغازي ثاني أكبر المدن الليبية، وقال تامر رمضان إن عدد القتلى سيكون “ضخما”.
وقال مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة مارتن غريفيث في منشور على منصة إكس، تويتر سابقا، إنه يجري الآن تعبئة فرق الطوارئ لتقديم المساعدة على الأرض.
وذكرت الرئاسة المصرية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى الثلاثاء اتصالا هاتفيا من محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي عبّر الرئيس المصري خلاله عن تعازيه وعن “تضامن مصر الكامل ووقوفها بجانب الأشقاء في ليبيا في مواجهة تداعيات الكارثة الإنسانية”.
وأشار المتحدث باسم الرئاسة إلى أن المنفي عبّر عن تقديره “للجهود المصرية الحثيثة في مواجهة هذه الأزمة غير المسبوقة وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي للقوات المسلحة المصرية لتقديم الدعم الفوري، من أطقم إغاثة ومعدات إنقاذ ومعسكرات إيواء للمتضررين”.
وبينما سارعت تركيا ودول أخرى إلى تقديم المساعدات إلى ليبيا وتزويدها بمركبات للبحث والإنقاذ وقوارب للإغاثة ومولدات كهربائية ومواد غذائية، هرع مواطنو درنة إلى منازلهم بحثا عن ذويهم وهم في حالة ذعر.
وأعلن السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند على منصة “إكس” أن السفارة أصدرت “إعلانا للحاجة الإنسانية من شأنه السماح بالتمويل الأولي الذي ستقدمه الولايات المتحدة لدعم جهود الإغاثة في ليبيا”.
بدوره، قال منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل “الاتحاد الأوروبي يشعر بالحزن لصور الدمار في #ليبيا التي دمرتها ظروف جوية قصوى تسببت بخسائر بشرية مأسوية، ويراقب الوضع من كثب وهو على استعداد لتقديم دعمه”.
كذلك، أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجندر الثلاثاء أن فرنسا مستعدة لإرسال “مساعدات طارئة” إلى السكان المتضررين في ليبيا.
وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني الثلاثاء عبر منصة “إكس” أن إيطاليا ستقدم مساعدات إلى ليبيا موضحا “توجّه فريق تقييم بتنسيق من الحماية المدنية (الإيطالية) إلى البلاد”.
ووصفت الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس الوضع في ليبيا بأنه “كارثة مأسوية”.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.