اختارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” أن تبحث الثلاثاء والأربعاء في تصنيف مواقع ذات حساسية سياسية ضمن التراث العالمي. ومن بين ثلاثة ملفات ترشيح مطروحة على طاولة لجنة التراث المجتمعة في الرياض، يريد الخبراء الأمميون تضمين القائمة مدرسة الميكانيكا السابقة التابعة للبحرية الأرجنتينية، التي كانت مركزا سريا للاعتقال والتعذيب قبل أن تتحول إلى متحف للذاكرة.
نشرت في: آخر تحديث:
4 دقائق
تتجه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” إلى تصنيف مواقع ذات حساسية سياسية ضمن التراث العالمي. وتبحث المنظمة لهذا الغرض الثلاثاء والأربعاء في هذا الملف ما قد يثير حساسيات قومية وسياسية.
وارتبط بعض هذه المواقع التي تبحث فيها المنظمة بجرائم سياسية لأنظمة سابقة، بينها ما يتعلق بعمليات إبادة وتعذيب، أو تلك التي لها ارتباط بأنظمة ديكتاتورية أو بالحرب العالمية الأولى.
ومن بين ثلاثة ملفات ترشيح مطروحة على لجنة التراث المجتمعة في الرياض، قرر خبراء الأمم المتحدة الثلاثاء تضمين القائمة مدرسة الميكانيكا السابقة التابعة للبحرية الأرجنتينية (ESMA)، التي أصبحت اليوم متحفا للذاكرة في الأرجنتين بعدما كانت بين عامي 1976 و1983، خلال آخر ديكتاتورية عسكرية، مركزا سريا للاعتقال والتعذيب قًُتل فيه أو فُقِد أكثر من خمسة آلاف شخص.
واعتبرت السلطات الأرجنتينية أن هذا المتحف بمثابة “شهادة مادية (…) على انتهاكات حقوق الإنسان، وإدانة ودليل وشهادة على أعمال الإرهاب المرتكبة” خلال حقبة الديكتاتورية.
نصب تذكارية في رواندا
وتنظر اليونسكو الأربعاء في ترشيحين آخرين لمواقع تذكارية، أحدهما يخص أربعة نصب تذكارية في رواندا للإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق التوتسي وأسفرت عن مقتل أكثر من مليون شخص ما بين نيسان/أبريل وتموز/يوليو 1994.
ففي نياماتا، استُخدمت الكنيسة الكاثوليكية “مسلخا” لـ”أكثر من 45 ألف شخص لجأوا إليها”، بحسب كيغالي. أما في مورامبي، فجمعت القوات المسلحة الرواندية السابقة ما بين 45 و50 ألفا من التوتسي بحجة ضمان أمنهم، ثم قتلتهم.
اقرأ أيضاإضافة المواقع الأثرية المهددة إلى قائمة اليونسكو… دعم أم إهانة للحكومات؟
وفي بيسيسيرو، “تجمع التوتسي في التلال والغابات للمقاومة”، لكن الأمر انتهى بإبادة 50 ألفا منهم، على ما روى وزير الثقافة الرواندي جان داماسكين بيزيمانا لوكالة الأنباء الفرنسية في مقابلة. وفي جيسوزي، دُفن أكثر من 300 ألف ضحية من العاصمة وجوارها.
مقابر من الحرب العالمية الأولى
وتدرس لجنة اليونسكو أيضا الأربعاء إدراج 139 مقبرة من الحرب العالمية الأولى في فرنسا وبلجيكا في قائمة مواقع التراث العالمي.
وتعليقا على ذلك، قالت وزيرة الدولة الفرنسية لشؤون المحاربين القدامى باتريسيا ميراليس، في رد مكتوب لوكالة الأنباء الفرنسية، إن الاحترام الواجب للقتلى “يأتي ردا على وحشية الحرب من خلال منح الجنود القتلى هوية (…) والاعتراف بتضحياتهم”.
ومن أبرز المواقع التذكارية التي سبق أن أدرجت في الماضي في قائمة التراث معسكر أوشفيتز-بيركيناو النازي للاعتقال، حيث أعدِم ما بين 1,1 و1,5 مليون شخص معظمهم من اليهود، والنصب التذكاري للسلام في هيروشيما، وهو المبنى الوحيد في المدينة الذي بقي قائما بعد انفجار القنبلة الذرية.
وأعلنت اليونسكو الثلاثاء إدراج مدينة سي ثيب الأثرية التايلاندية في القائمة، وباتت هذه المدينة التي تشهد على التعايش بين الثقافتين البوذية والهندوسية في البلد أول موقع تايلاندي يضاف إلى هذه اللائحة منذ عام 1992، والرابع في المطلق.
كذلك وافقت اللجنة الاثنين على ترشيح موقع حديقة تاكاليك أباخ الأثرية الوطنية في غواتيمالا التي تُعدّ أحد رموز التحول من حضارة الأولمك إلى ثقافة المايا المبكرة.
وضمت اليونسكو إلى قائمتها أيضاً موقع “ميزون كاريه” في مدينة نيم الفرنسية، وهو عبارة عن معبد روماني شيّد في القرن الأول الميلادي في مستعمرة نيموسوس الرومانية (نيم راهنا).
وأدرجت أيضا مدينة زاتيك التشيكية وحقول نبات الجنجل في ساز. ويستخدم هذا النبات في صناعة البيرة في شتى أنحاء العالم.
فرانس24/أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.