نشرت في: آخر تحديث:
هل للذكر مثل حظ الأنثى من حيث موروثه الجيني؟ تجيب الدراسات العلمية بأن للرجال صبغيّا صغير الحجم، مقارنة بالنساء، يُحدد ذكورته يسمى الكروموسوم Y. واستعصى على العلماء لمدة طويلة تحليل هذا الكروموسوم لكي يتعرفوا على خاصياته بدقة ولكي يحددوا سبب تلاشيه تدريجيا. ويتوقع بعض العلماء اختفاء الصبغي الذكري نهائيا مستقبلا. ونشرت مجلة “نيتشر” مؤخرا دراستين علميتين لفريقَي بحث تمكنا من فك شفرة الكروموسوم Y. فما الذي تم اكتشافه؟ الجواب مع ربيع أوسبراهيم.
بين الذكر والأنثى فرق أساسي تُحدده الصبغيات أو الكروموسومات الجنسية. وبعد سنوات وسنوات من العمل المضني، تمكن أخيرا العلماء من سبر أغوار الصبغي أو الكروموسوم الذي يحدد الجنس الذكري وهو الكروموسوم Y. وكان أكثر من 50% من طول الكروموسوم مفقودا في خرائط الجينوم البشري السابقة. ونشر فريقا بحث أمريكيان نتائج أعمالهم في مجلة “نيتشر” العلمية العريقة. وأظهرت الدراسة بشكل دقيق التسلسل الجيني داخل الكروموسوم Y.
وقد يساعد هذا الإنجاز على فهم أمراض واختلالات لدى الرجال كبعض أنواع السرطان وظاهرة العقم لدى الذكور.
ويوجد في نواة كل خلية من خلايا جسم الإنسان 46 كروموسوما على شكل “أزواج”، أي 23 زوجا من صبغيا. ويحدد الزوج الثالث والعشرون يحدد جنسنا، ذكرا أم أنثى. بشكل عام، للأنثى زوج من كروموسوميْن متماثليْن XX، وللذكر زوج من كروموسومين مختلفيْن XY. ويمنح الأب الكروموسوم Y لطفله الذكر.
ومنذ اكتشافه، بدا الصبغي الذكري مختلفا في شكله إذ يبدو قصيرا وصغيرا ويمثل ثُلث الصبغي X. ويعود ذلك لتاريخ تطور الكروموسوم Y الطويل. إذ لا يدخل في “تعاون” مع الصبغي X لإنجاز ما يسمى بإعادة التركيب الجيني أو التوليف الجيني. وهي آلية تمكن من إزالة كل الشوائب في الجينات كتصحيح طفرات غير مرغوب فيها مثلا. في غالب الأحيان، يعيد الصبغي الذكري تركيب نفسه بنفسه. وأدت هذه الظاهرة إلى فقدان الصبغي Y أجزاء كاملة من الجينات اندثرت، فأضحى قصيرا. أما الجينات المتبقية داخله، فهي جد جد معقدة مع التواءات عدة وتكرار للجينات في كل الجهات ما يُصعب قراءة الدي.إن.إيه داخل الكروموسوم Y.
وإن صدقت فرضية اندثاره تماما، هل سينقرض الذكور تلقائيا؟ لا، ليس من المؤكد. فمن بين الكائنات الحية التي تعيش حاليا، هناك قليل منها فقد الكروموسوم Y من دون أن يندثر الجنس الذكري. إذ انتقل الجين أو المورث المسؤول عن تحديد وتشكيل الجنس إلى كروموسومات أخرى داخل نواة الخلية بشكل تدريجي. كل ذلك التطور يحدث بشكل بطيء وبطيء جدا يدوم ملايين وملايين السنين.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.