لليوم الثالث على التوالي، تتواصل الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حماس في نقاط قريبة من قطاع غزة، بعد عملية “طوفان الأقصى” التي أحدثت صدمة في الدولة العبرية. في المقابل، تهدد حكومة بنيامين نتانياهو برد غير مسبوق تدفع خلاله حماس “ثمنا باهظا”. الخبير الأمني والاستراتيجي الأردني عمر الرداد يطرح في حوار مع فرانس24، السيناريوهات المحتملة لهذا الرد الإسرائيلي المرتقب.
نشرت في:
4 دقائق
الجيش الإسرائيلي “على وشك استخدام كل قوته للقضاء على حماس”. هذا كان أول رد فعل لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على العملية العسكرية التي شنتها حماس فجر السبت على بلدات إسرائيلية. وقال: “سنضربهم حتى النهاية وننتقم بقوة لهذا اليوم الأسود الذي ألحقوه بإسرائيل وشعبها”.
تصريحات نتانياهو فتحت باب التساؤلات بشأن الطريقة التي سترد بها الدولة العبرية على هذا الهجوم غير المسبوق على أراضيها.
🔴مباشر: الجيش الإسرائيلي يحشد 300 ألف جندي احتياط وصفارات الإنذار تدوي في تل أبيب والقدس
ويفهم من توعد نتانياهو بالقضاء على حماس أن طبيعة الرد الإسرائيلي هذه المرة قد تكون الأعنف، والدليل أن وزير الدفاع يوآف غالانت توعد الاثنين بفرض “حصار كامل” على قطاع غزة.
فرانس24 حاورت الخبير الأمني والاستراتيجي الأردني عمر الرداد بشأن السيناريوهات المحتملة للرد الإسرائيلي.
فرانس24: وعدت إسرائيل برد غير مسبوق على هجوم حماس، فهل أن سيناريو عملية برية واسعة في غزة وارد؟
عمر الرداد: على الرغم من أن سيناريوهات الرد الإسرائيلي مفتوحة على احتمالات كثيرة، إلا أن اجتياحا بريا واسعا لقطاع غزة سيبقى أقل الاحتمالات، على الرغم من التصريحات الإسرائيلية والأمريكية التي تؤكد ذلك.
ويبدو أن هناك عقبات كثيرة تحول دون تنفيذ هذا الاجتياح من بينها أنه تم تجريب ذلك في الحروب السابقة ولم ينجح، ثم أن الأعداد الكبيرة للمخطوفين الإسرائيليين لدى حماس والجهاد الإسلامي، والتهديد باستخدامهم دروعا بشرية ستكون عقبة حقيقية أمام أي اجتياح واسع.
هدف عملية “طوفان الأقصى” هو خطف إسرائيليين ومبادلتهم بسجناء حماس في أية صفقة قادمة
هدف عملية “طوفان الأقصى” هو خطف إسرائيليين ومبادلتهم بسجناء حماس في أية صفقة قادمة، وهو ما تحقق عمليا إلى حد كبير إذ بلغ عدد الأسرى الإسرائيليين أكثر من 130 عسكريا ومدنيا، وفقا لتقديرات إسرائيلية.
ومع ذلك، فإن دخول قطاعات من الجيش الإسرائيلي والتوغل في أراضي القطاع والقيام بعمليات خاصة سيبقى قائما لا سيما وأن إسرائيل مطالبة بعد التضامن الدولي معها برد قاس على حركة حماس.
هناك حالة من الصدمة والارتباك في الداخل الإسرائيلي بالنظر لحجم العملية التي شنتها حماس، هل سيؤثر ذلك على الرد الإسرائيلي المرتقب؟
التردد الإسرائيلي والارتباك سيبقى قائما لكنه لن يطول، إذ تعمل على مسارين بعد استعادة زمام المبادرة والتكيف مع الضربة الأولى.
الهدف الأول لإسرائيل هو تنظيف مستوطنات غلاف غزة من المقاتلين الفلسطينيين
الأول يتمثل في تنظيف مستوطنات غلاف غزة من المقاتلين الفلسطينيين، والثاني شن عمليات جوية عنيفة ضد أهداف تابعة لحماس. وأعتقد أن هناك بنك أهداف لدى إسرائيل ومعلومات واسعة حول مراكز القيادة والتحكم لحماس.
اقرأ أيضاهل يشكل هجوم حماس “فشلا تاريخيا” للاستخبارات الإسرائيلية؟
في حال تلقت إسرائيل دعما عسكريا أمريكيا، في ما سيتمثل برأيك؟
كعادتها، تريد إسرائيل استثمار الحدث بالحصول على مساعدات أمريكية وطلبت قنابل ذكية بالإضافة لمنظومات صواريخ تعزز القبة الحديدية.
في المقابل، تتمثل استراتيجية واشنطن في دعم إسرائيل وإبقاء المعارك في فلسطين، لأنها لا تريد توسيع المعارك لحسابات تضمن عدم دخول إيران ووكلائها للحرب.
نتانياهو تعهد بالقضاء الكامل على حماس. هل ذلك ممكن عمليا؟ وما مدى تأثير الانقسام السياسي الكبير في إسرائيل على قدرات الجيش واستعداداته؟
نتانياهو يريد تصدير موقفه للرأي العام الاسرائيلي، في ظل أن العملية تشكل إضعافا له ولمستقبله السياسي، عمليا يمكن تخفيض مستوى تهديد حماس لكن القضاء عليها بالكامل يحتاج لوقت ولقرارات تتجاوز إسرائيل وحدها وهو ما لا يتوقع حدوثه في المدى المنظور.
زد على ذلك حالة الانقسام السياسي الحاد داخل إسرائيل وتهديدات الاحتياط بعدم الالتحاق بالجيش والشكوك بالمؤسسة العسكرية والأمنية من قبل اليمين المتطرف. كل هذه العوامل ساهمت في نشوء حالة من التراخي استثمرتها حماس في تنفيذ العملية الواسعة النوعية وغير المسبوقة.
عمر التيس
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.