قال الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء إنه سيلقي “خطابا هاما” حول دعم بلاده لكييف. يأتي ذلك في ظل انقسامات سياسية حادة داخل الكونغرس حالت دون تخصيص واشنطن أموالا جديدة لمساعدة كييف. ويخشى الأوكرانيون وحلفاء الولايات المتحدة من انقطاع المساعدات الأمريكية لأوكرانيا مؤقتا بسبب ضبابية المشهد السياسي في واشنطن. كما أن مجموعة صغيرة من النواب المحافظين تعارض تقديم مزيد من الأموال لأوكرانيا.
نشرت في:
4 دقائق
بينما تشهد واشنطن خلافات سياسية حادة انعكست على مساعداتها لأوكرانيا، كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء أنه سيلقي قريبا “خطابا هاما” حول دعم بلاده لكييف. بالتزامن مع ذلك أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده تبذل “كل ما بوسعها” كي تحصل على المزيد من أنظمة الدفاع الجوي في الأشهر القليلة القادمة. ويواجه بايدن ضغوطا لتهدئة مخاوف الحلفاء بعدما توصل الكونغرس إلى اتفاق على الميزانية لا يتضمن تخصيص أموال جديدة لأوكرانيا.
وقال بايدن لصحافيين في البيت الأبيض “سألقي قريبا جدا خطابا هاما، سأتطرق فيه إلى هذه المسألة ولماذا من المهم جدا بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائنا أن نحافظ على التزامنا”.
والثلاثاء، عزل مجلس النواب الأمريكي رئيسه الجمهوري كيفن ماكارثي في سابقة في تاريخ الولايات المتحدة تعكس حدة الانقسامات التي يعاني منها الحزب الجمهوري.
وللمرة الأولى في تاريخه الممتد منذ 234 سنة، صوت مجلس النواب بأغلبية 216 صوتا مقابل 210 لصالح مذكرة طرحها الجناح المتشدد في الحزب الجمهوري تنص على اعتبار “منصب رئيس مجلس النواب شاغرا”.
وقال بايدن “هذا يقلقني، لكنني أعلم أن هناك غالبية من المسؤولين في مجلسي النواب والشيوخ في الحزبين قالت إنها تدعم تمويل المساعدات لأوكرانيا”، مضيفا أنه “قلق دائما إزاء أي خلل وظيفي”.
وأكد أنه “من مصلحة (الولايات المتحدة) أن تنتصر أوكرانيا” على روسيا، مشددا على أن “من المهم للغاية بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائنا أن نفي بوعودنا”.
“طرق أخرى”
ولم يرغب الرئيس الديموقراطي في تحديد المدة التي ستواصل خلالها الولايات المتحدة تقديم مساعدات عسكرية ومالية لأوكرانيا إذا لم يتبن الكونغرس حزمة جديدة طلبها البيت الأبيض.
واكتفى بالإشارة إلى أن واشنطن لديها الوسائل اللازمة لتمويل “الشريحة التالية” من المساعدات مشيرا إلى أن هناك “طرقا أخرى” لتوفير الأموال، أي من دون المرور بالإجراءات البرلمانية.
وتواجه الحكومة الفدرالية خطر الإغلاق مجددا بحلول 17 تشرين الثاني/نوفمبر إذا لم يتبن الكونغرس الميزانية السنوية.
وحتى قبل عزل ماكارثي الثلاثاء، كانت المناقشات المتعلقة بالميزانية متعثرة بشأن مسألة المساعدات لأوكرانيا، والتي يريد بعض المشرعين من أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب إنهاءها.
وفي هذا الصدد، قال بايدن “لقد جمعنا أكثر من 50 دولة (…) لدعم أوكرانيا. نحن الذين نظمنا هذا”.
وتحدث الثلاثاء مع زعماء عدد من الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة لمحاولة طمأنتها، ومن بينهم المستشار الألماني أولاف شولتس الذي قال الخميس إنه “مقتنع” بأن دعم الولايات المتحدة سيستمر.
وأضاف بايدن “لا أعتقد أنه ينبغي لنا أن نسمح لألاعيب سياسية صغيرة أن تعترض طريق” الالتزام الأمريكي تجاه أوكرانيا.
ويقدر معهد كيل للاقتصاد العالمي، وهو معهد ألماني يتتبع المساعدات المقدمة لأوكرانيا، أن الولايات المتحدة أنفقت حتى الآن ما يقل قليلا عن 75 مليار دولار في دعم أوكرانيا، بما في ذلك أكثر من 42 مليار دولار من المساعدات العسكرية.
ويجعل ذلك واشنطن أكبر مساهم في العالم بالقيمة المطلقة.
زيلينسكي: “نفعل كل ما بوسعنا”
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء أن بلاده التي تشهد نزاعا مدمرا تبذل “كل ما بوسعها” كي تحصل على المزيد من أنظمة الدفاع الجوي في الأشهر القليلة القادمة.
وقال في كلمته المسائية المعتادة “نفعل كل ما بوسعنا من أجل أن تتزود أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي قبل الشتاء”، مضيفا “أننا الآن بانتظار بعض القرارات من شركائنا”.
ورأى أن على المناطق الأوكرانية أن تقوم بحماية المنشآت الحيوية وتنفيذ أعمال إعادة البناء الضرورية “في أقرب وقت”.
وكانت كييف قد قالت إن موسكو تستأنف حملة من الهجمات الجوية على منشآت البنية التحتية للطاقة التي حرمت العام الماضي ملايين الناس من التدفئة والمياه لفترات طويلة.
وهذا الأسبوع، دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى وضع استراتيجية لحماية أوكرانيا من تداعيات حملة قصف روسي على منظومتها الطاقية.
فرانس24/ رويترز / أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.