وفي مقابلة حصرية مع أخبار الأمم المتحدة، قالت السيدة توما إن الوكالة فقدت أربعة من موظفيها نتيجة الغارات الجوية على غزة، وأضافت أن 14 من منشآتها على الأقل تعرضت للضرر بشكل مباشر وغير مباشر.
وذكرت أن مقر الأونروا تعرض لأضرار جانبية صباح الثلاثاء بسبب الضربات الجوية العنيفة في الأحياء المجاورة، وقد حدث ذلك فيما كان بعض موظفيها يحتمون في نفس المجمع في مبنى مجاور.
وأشارت أيضا إلى أن مدرسة تابعة للأونروا تؤوي النازحين “تعرضت لضربة مباشرة” قبل بضعة أيام، لكنها أكدت أنه حتى الساعة لم تقع أي إصابات وضحايا في مرافق الوكالة.
وشددت مسؤولة الأونروا على ضرورة أن تحمي أطراف النزاع مرافق الأمم المتحدة وجميع المدارس، وأضافت أنه في هذه الحالة بالذات، تعرضت مدرسة تابعة للأمم المتحدة للضرب وهي تتمتع “بحماية مزدوجة”.
وقالت السيدة توما إن الأونروا تستضيف حاليا 170 ألف شخص في أكثر من 80 مدرسة ومرافق أخرى في جميع أنحاء قطاع غزة. وأشارت إلى أن وصول المدارس إلى طاقتها الاستيعابية قد أجبر الناس على البدء بالتوجه إلى مرافق الرعاية الصحية بحثا عن المأوى.
اضطرار إلى خفض العمليات
قالت المديرة الإعلامية للأونروا إن الوكالة اضطرت إلى إغلاق مراكز توزيع الأغذية التابعة لها، والبالغ عددها 14 مركزا، وخفضت عملياتها بسبب الوضع الحالي.
وبينما أشارت إلى أن بعض المحلات التجارية لا تزال مفتوحة وأن هناك بعض الإمدادات داخل غزة، قالت إن الأمم المتحدة لم تتمكن من إدخال أي إمدادات إنسانية إلى القطاع منذ 7 تشرين الأول /أكتوبر، وأضافت: “قطاع غزة مغلق تماما أمام المساعدات الإنسانية والموظفين الإنسانيين”.
وأعربت عن قلقها من نفاد الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الوقود، في الأسابيع القليلة المقبلة.
الأبطال المجهولون
قالت السيدة توما إن العديد من زملائها في الأونروا على الأرض أجبروا على مغادرة منازلهم بحثا عن الأمان، وقد لجأ البعض منهم إلى مباني ومدارس الأمم المتحدة.
وأضافت: “فقد الكثيرون منهم أحباءهم وأقاربهم وجيرانهم. لقد فقد بعض الزملاء منازلهم. لدينا عدد كبير جدا من الموظفين الذين يعملون لدى الأونروا في قطاع غزة… هؤلاء هم الأطباء والممرضون والمعلمون والمهندسون وعمال النظافة والسائقون واللوجستيون. إنهم في الواقع جوهر عملياتنا، وهي الأكبر التي تديرها الأمم المتحدة على الأرض في قطاع غزة والأقدم. هؤلاء هم أبطالنا المجهولون. وعلى الرغم من كل شيء، الكثيرون منهم موجودون على الأرض لتقديم الخدمات للمحتاجين”.
إنهاء المعاناة
وكررت السيدة توما دعوة الأمم المتحدة لجميع الأطراف إلى إنهاء القتال في كل مكان وتجنب وقوع مزيد من الخسائر في صفوف المدنيين.
وقالت: “أعتقد أن الناس عانوا كثيرا ولفترة طويلة. بالنسبة لكثير من الناس في قطاع غزة، هذه هي المرة السابعة التي يمرون فيها بالصراع. بالنسبة للعديد من موظفينا الذين مروا بالسراء والضراء في غزة، فإنهم يقولون إن [الوضع الآن] هو الأسوأ على الإطلاق. إنهم قلقون وخائفون على أنفسهم، وعلى أطفالهم، وعلى أحبائهم، مما ستحمله الساعة القادمة، ناهيك عن اليوم القادم: عدم اليقين والخوف والحزن والأسى. لقد حان الوقت لإنهاء كل هذا من أجل الجميع”.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.