وأضاف هوبكنز – في حوار مع أخبار الأمم المتحدة – أن هناك “حاجة إلى أن يكون لدينا بدلا من 20 شاحنة، ما لا يقل عن 100 أو 200 شاحنة” تدخل القطاع يوميا.
ودعا إلى “وقف كل الأعمال العدائية بشكل فوري” لأنه السبيل الوحيد الذي يُمَكن العاملين في المجال الإنساني من إيصال المساعدات بأمان.
كما طالب جميع الأطراف بتجنب استهداف المنشآت الصحية والتعليمية، وبحماية العاملين في المجال الصحي كي يؤدوا عملهم.
سألنا ممثل اليونيسف في مصر، أولا عن طبيعة المساعدات التي ساهمت بها المنظمة في القافلة التي دخلت إلى غزة يوم السبت؟
جيريمي هوبكنز: تمكنا اليوم من ضم شاحنتين تابعتين لليونيسف إلى القافلة التي دخلت غزة، محملتين بمياه الشرب. كانت تحمل 40 ألف لتر. إنها قطرة في بحر، تقريبا بالمعنى الحرفي للكلمة. وهذا يسمح لنا بالوصول إلى حوالي 27 ألف شخص بإمدادات تكفي ليوم واحد، لأن ما دخل اليوم هو كمية صغيرة للغاية. وهذا يعزز الحاجة الملحة لوجود ممر إنساني مستدام مفتوح للإمدادات.
ونأمل أن يكون هناك فتح للمزيد من المعابر الحدودية حتى يتسنى للإمدادات الضرورية الدخول.
أخبار الأمم المتحدة: بالحديث عن الإمدادات الإضافية، هل لديك أي معلومات عن عملية دخول المساعدات التالية؟ وهل لديكم إمدادات طوارئ إضافية بمجرد منح الضوء الأخضر لعملية دخول المساعدات التالية؟
جيريمي هوبكنز: لدينا خط إمداد جيد للمياه ومعدات أنظمة المياه، والأدوية، ومعدات الأنظمة الصحية، وعدد من العناصر الأخرى الخاصة بحماية الأطفال ورعايتهم.
أعتقد أن لدينا 12 شاحنة محملة بالمساعدات على أهبة الاستعداد على الحدود، وقادرة على عبورها في غضون ساعات في المرة القادمة التي يتم فيها فتح الحدود. ولدينا خط إمداد آخر عن طريق الطائرات والشاحنات من القاهرة وجهات دولية، يحمل المزيد من الإمدادات الطبية، وأنظمة شبكات المياه. هذا هو نوع الأولويات المطلوبة، لأننا نعلم أن الأولويات في غزة الآن هي المياه والغذاء والدواء والوقود، ولذا فإننا نرتب أولويات خطوط إمداداتنا استنادا إلى ذلك. وعلى سبيل المثال، لدينا مليون زجاجة مياه شرب جاهزة للتوصيل. لدينا كميات كبيرة من المواد اللازمة. نحتاج فقط إلى أن يتم فتح الممر الإنساني بشكل مستدام ومستمر.
أخبار الأمم المتحدة: ولكن هل هناك أي معلومات بشأن العملية القادمة لإدخال المساعدات؟
جيريمي هوبكنز: نعلم أن السلطات والأطراف المختلفة تواصل مناقشة كيفية فتح تلك الحدود بطريقة أكثر استدامة، ويحدونا الأمل في أن يفعلوا ذلك. أعتقد أن التفاصيل ستصبح أكثر وضوحا عندما ينجلي الأمر.
أخبار الأمم المتحدة: هناك 20 شاحنة داخل غزة الآن. فما هي الترتيبات والاستعدادات داخل القطاع لإيصال الإمدادات المنقذة للحياة؟
جيريمي هوبكنز: أود أن أشير أولا إلى أن لدينا فريقا متفانيا للغاية من موظفي اليونيسف في دولة فلسطين. في غزة يعملون ليلا ونهارا في ظل ظروف رهيبة لتقديم المساعدة بشكل مستمر منذ البداية. وبالطبع قبل اندلاع تلك الجولة من الصراع الرهيب.
أعلم أن زملاءنا في غزة قاموا بإعادة تجهيز المراكز الصحية بإمدادات طبية تم تخزينها مسبقا، وحافظوا على تشغيل بعض شبكات المياه. أعلم أن طاقة عملنا انخفضت إلى 5 في المائة فقط من طاقتنا العادية، لكن هناك بعض أنظمة المياه التي مازالت تعمل.
كما أن نظام الصرف الصحي الذي مازال يعمل، مستمر بدعم من اليونيسف. ولذلك فإنني أشيد بالعمل الرائع الذي يقومون به في غزة.
ما نعلمه الآن عن الاحتياجات المتزايدة هو أن هناك مليون نازح. نعلم أن ما لا يقل عن 300 ألف طفل من النازحين. هذا يعني أنه ليس لديهم منزل في الوقت الحالي، أو أنهم ليسوا في منازلهم. وهذا يعني أن الاحتياجات الإنسانية ملحة للغاية.
ولكن ما الذي يعنيه هذا على أرض الواقع؟ في الوقت الحالي، يقل معدل توفر الماء للشخص الواحد في غزة عن ثلاثة لترات يوميا، وهو أقل بكثير مما تحدده المعايير الدولية ليعيش المرء بصحة وكرامة. ومن ثم فإننا أمام هذا النوع من الاحتياجات التي نعرف كيفية الاستجابة لها ولكن ما نحتاج إليه ببساطة هو فتح الممر الإنساني.
أخبار الأمم المتحدة: قلت إن ما دخل اليوم هو مجرد نقطة في بحر. كم من الوقت يمكن لتلك الإمدادات أن تغطي احتياجات الناس في غزة؟
جيريمي هوبكنز: لا، ما دخل اليوم إلى غزة، لا يغطي الاحتياجات على الإطلاق. إنه نسبة ضئيلة للغاية مما هو مطلوب. لذلك نحن بحاجة إلى أن يكون لدينا بدلا من 20 شاحنة، ما لا يقل عن 100 أو 200 شاحنة تدخل القطاع يوميا. وهذا فقط يعتمد على ما تحمله الشاحنات. لكننا نتحدث عن الغذاء والماء والدواء والوقود. وهذا شرط أساسي حتى نتمكن من الاستجابة للمتطلبات والاحتياجات الإنسانية المنقذة للحياة في الوقت الحالي.
أخبار الأمم المتحدة: في ظل عدم وجود وقف لإطلاق النار في الوقت الراهن، ما هي التحديات التي تواجه إيصال المساعدات لجميع أنحاء غزة؟
جيريمي هوبكنز: سيكون الأمر صعبا. نحن بحاجة إلى تقديم الخدمات ولدينا ضرورة إنسانية هي التي تحركنا.
وفي الوقت نفسه، ندعو إلى وقف الأعمال العدائية على الفور، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها تقديم الخدمات بأمان. ولكن في الوقت نفسه، ندعو أيضا أطراف النزاع إلى تجنب أي استهداف للمرافق الصحية والتعليمية، ما يسمح لنا بإيصال المساعدات بشكل آمن إلى المرافق الصحية وإلى أي مكان توجد فيه حاجة لتلك المساعدات.
ونذكّر الأطراف كذلك بضرورة حماية العاملين في المجال الصحي حتى يتمكنوا من الاضطلاع بمهماتهم.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.