تتعرض إسرائيل إلى ضغوط دولية بما في ذلك من حليفتها الرئيسية الولايات المتحدة لحثها على حماية المدنيين في غزة، مع الارتفاع المستمر في أعداد القتلى -والذي بلغ حسب مسؤولي الصحة في القطاع الفلسطيني المحاصر أكثر من 11 ألف ضحية- في ظل احتدام المعارك مع حماس قرب المستشفيات وأبرزها مجمع الشفاء الطبي.
نشرت في:
7 دقائق
تمارس دول عدة ضغوطا على إسرائيل بما في ذلك حليفتها الرئيسية الولايات المتحدة، لبذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين في قطاع غزة، مع الارتفاع المستمر في أعداد القتلى واحتدام المعارك مع حماس قرب المستشفيات.
في هذا الشأن، قال مسؤولو الصحة في غزة إن أكثر من 11 ألف فلسطيني قتلوا في القصف الإسرائيلي المستمر منذ خمسة أسابيع والذي جاء ردا على هجوم الحركة في 7 أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل.
وفي أقوى تصريحاته حتى الآن بشأن أزمة المدنيين الذين تقطعت بهم السبل وسط تبادل إطلاق النار في غزة، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصحافيين خلال زيارته الهند الجمعة: “قُتل عدد كبير جدا من الفلسطينيين، وعانى عدد كبير جدا في الأسابيع الماضية”. إلا أن بلينكن أكد مجددا دعم بلاده للحملة الإسرائيلية لضمان عدم إمكانية استخدام غزة “كمنصة لشن الإرهاب”.
ماكرون: على إسرائيل أن تتوقف عن قصف غزة وقتل المدنيين
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) نشرت في وقت متأخر من مساء الجمعة، إن على إسرائيل أن تتوقف عن قصف غزة وقتل المدنيين. وأضاف أن بلاده “تندد بوضوح” بالأعمال “الإرهابية” التي تقوم بها حماس.
لكن مع الاعتراف بحق الدولة العبرية في حماية نفسها، قال ماكرون: “فإننا نحثها على وقف هذا القصف” في غزة.
اقرأ أيضاالرئيس الفرنسي: “لا يوجد أي مبرر ولا أية شرعية” لقصف المدنيين في غزة
تعقيبا، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن زعماء العالم يجب أن ينددوا بحماس وليس بإسرائيل. وأضاف بأن “هذه الجرائم التي ترتكبها حماس اليوم في غزة سترتكب غدا في باريس ونيويورك وفي أي مكان في العالم”.
وقالت تب أبيب إن مقاتلي حماس، الذين يحتجزون ما يصل إلى 240 رهينة من جنسيات مختلفة تم أسرهم في هجوم الشهر الماضي، سوف يستغلون أي هدنة لإعادة تنظيم صفوفهم إذا كان هناك وقف لإطلاق النار.
في نفس السياق، أعلنت وزارة الخارجية السعودية أن المملكة ستستضيف قمة إسلامية عربية مشتركة غير عادية في الرياض السبت. وأضافت أن القمة المشتركة تأتي “استجابة للظروف الاستثنائية التي تشهدها غزة”. وتابعت: “يأتي ذلك استشعارا من قادة جميع الدول لأهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موحد يعبر عن الإرادة العربية الإسلامية المشتركة”.
بدوره، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي السبت في مطار طهران قبل مغادرته إلى الرياض لحضور القمة إن “غزة ليست ساحة للكلمات. يجب أن تكون ساحة للفعل”. وتابع: “اليوم، وحدة الدول الإسلامية مهمة للغاية”. وقال رئيسي أيضا إن “آلة الحرب في غزة تعود للولايات المتحدة”. وتابع: “الولايات المتحدة منعت وقف إطلاق النار في غزة وتوسع نطاق الحرب”.
وتدعم إيران كلا من حماس وحركة الجهاد الإسلامي في غزة وكذلك جماعة حزب الله في لبنان.
مدير مستشفى الشفاء: “إسرائيل تشن حربا على مستشفيات غزة”
تصاعدت حدة القتال خلال الليل حتى السبت قرب مستشفيات مدينة غزة المكتظة، والتي قال مسؤولون فلسطينيون إنها تعرضت للانفجارات وإطلاق النار.
في هذا الصدد، قال محمد أبو سلمية مدير مستشفى الشفاء: “إسرائيل تشن الآن حربا على مستشفيات مدينة غزة”. وأعلن في وقت لاحق بأن 25 شخصا على الأقل قتلوا في الضربات الإسرائيلية على مدرسة البراق في مدينة غزة التي كانت تؤوي أشخاصا دُمرت منازلهم.
كما قال مسؤولون في غزة إن الصواريخ سقطت في فناء مستشفى الشفاء، أكبر مستشفيات القطاع، في الساعات الأولى من صباح الجمعة ما أدى لإلحاق أضرار بالمستشفى الإندونيسي، كما تسببت في اشتعال النار في مستشفى الرنتيسي لسرطان الأطفال.
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن مقذوفا أطلقه مقاتلون فلسطينيون في غزة أصاب عن طريق الخطأ مستشفى الشفاء.
وتقع المستشفيات، التي تكتظ بالنازحين وكذلك المرضى والأطباء، في شمال قطاع غزة حيث تقول إسرائيل إن مسلحي حماس متمركزون.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي إن مقر حماس يقع في قبو مستشفى الشفاء، ما يعني أن المستشفى قد يفقد وضعه المحمي ويصبح هدفا مشروعا.
وتقول تل أبيب إن حماس تخفي أسلحة في أنفاق تحت المستشفيات، وهو ما تنفيه الحركة.
في قطاع غزة “لا أحد آمن”
وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن أفراد الطاقم الطبي الذين تتواصل معهم المنظمة في مستشفى الشفاء اضطروا إلى مغادرة المستشفى بحثا عن الأمان. وكتب على منصات التواصل: “الكثير من الآلاف الذين لجأوا إلى المستشفى أجبروا على الإخلاء بسبب مخاطر أمنية، بينما لا يزال الكثيرون هناك”.
We are extremely disturbed by reports of airstrikes in the vicinity of Al-Shifa hospital in #Gaza. Many health workers we were in contact with have been forced to leave the hospital in search of safety. Others report being unable to move due to grave insecurity. Many of the…
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) November 10, 2023
هذا، وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن إسرائيل قصفت مباني مستشفى الشفاء خمس مرات. وأضاف عبر الهاتف: “قُتل فلسطيني وأصيب عدد آخر في الهجوم الذي وقع في الصباح الباكر”. وأظهرت مقاطع مصورة تحققت منها رويترز مشاهد ذعر وأشخاصا مضرجين بالدماء.
وأفاد طاقم طبي في وقت سابق بأن هناك دبابات إسرائيلية تتمركز حول مستشفى الرنتيسي ومستشفى القدس.
وقال الصليب الأحمر الفلسطيني إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على مستشفى القدس، ووقعت اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 28 آخرين، معظمهم من الأطفال.
إسرائيل تتهم حماس بإطلاق النار من مستشفيات غزة
لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيخت قال في مؤتمر صحفي إن الجيش “لا يطلق النار على المستشفيات. إذا رأينا إرهابيي حماس يطلقون النار من المستشفيات فسنفعل ما يتعين علينا القيام به. نحن ندرك حساسية (المستشفيات)”. ولكن مرة أخرى، إذا رأينا إرهابيي حماس فسنقتلهم”.
كذلك، قال مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان إن إسرائيل شكّلت قوة عمل لإنشاء مستشفيات في جنوب غزة.
وفي 12 أكتوبر/تشرين الأول، أمرت إسرائيل حوالي 1.1 مليون شخص في غزة بالتحرك جنوبا قبل اجتياحها البري.
وقال مسؤولون فلسطينيون الجمعة إن 11078 من سكان غزة قُتلوا في الضربات الجوية والقصف المدفعي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن نحو 1200 شخص معظمهم مدنيون قتلوا في هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وهو تعديل لعدد القتلى السابق عند 1400 لكنها أضافت أن هذا الرقم قد يتغير مرة أخرى بمجرد التعرف على جميع الجثث.
وقالت الدولة العبرية أيضا إن 39 جنديا قُتلوا في المعارك منذ هجوم حماس.
فرانس24/ رويترز
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.