يواصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولته الأفريقية التي تشمل أربع دول وبدأها من الرأس الأخضر وساحل العاج ونيجيريا على أن يستكملها بزيارة أنغولا، في ظل تدهور الأمن في المنطقة وغموض حول قاعدة أمريكية رئيسية بالنيجر. وفيما لم يف الرئيس بايدن بوعده بزيارة القارة في 2023، توجه بلينكن خلال زيارته الأخيرة للمنطقة إلى النيجر لدعم الرئيس بازوم بعد أربعة أشهر من إطاحته.
نشرت في:
5 دقائق
تباحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الثلاثاء مع رئيسي ساحل العاج ونيجيريا في محاولة لتحقيق تقدم على صعيد التصدي للانقلابات والتطرف في غرب أفريقيا، مشيدا بأبيدجان التي وصفها بأنها “نموذج يحتذى” به.
وفي جولة تشمل أربع دول، يسعى بلينكن إلى حشد تأييد أنظمة ديمقراطية رئيسية في القارة السمراء، حيث التقى بشكل منفصل الثلاثاء رؤساء نيجيريا بولا تينوبو الذي انتُخب قبل سنة بعد حملة تركزت على برنامجه للإصلاح الاقتصادي، وساحل العاج حسن وتارا، الزعيم المخضرم الذي أشادت به الولايات المتحدة لتعزيزه الديمقراطية.
وفي أبيدجان نوّه بلينكن بموقف ساحل العاج من انقلاب النيجر العام الماضي ونهجها في “تحقيق الأمن معا” عن طريق الاستثمار اقتصاديا في محاربة التطرف في مناطق شمالية محاذية لمالي وبوركينا فاسو.
Nigeria is a key partner and leader. In my meeting with President @officialABAT today, I reaffirmed our commitment to U.S.-Nigeria cooperation built on shared values. We discussed joint efforts to build a more prosperous and secure future. pic.twitter.com/xc2q5o71pP
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) January 23, 2024
وقال الدبلوماسي الأمريكي وإلى جانبه وتارا: “عليّ أن أشيد بالنهج الذي اتبعته ساحل العاج، العمل مع المجتمعات المحلية والإصغاء إليها، والتأكد من أن قواتها الأمنية تتفهم احتياجات واهتمامات المجتمعات المحلية”. مضيفا: “أعتقد أن ذلك يمكن أن يكون بمثابة نموذج قوي جدا لدول أخرى”.
ولم تشهد ساحل العاج هجوما إرهابيا كبيرا على أراضيها منذ عامين رغم محيطها المضطرب. وتتوجس البلاد على غرار جاراتها المطلة على خليج غينيا أي توغو وغانا وبنين، من تمدد نزاعات جهادية إلى أراضيها من منطقة الساحل.
“خطة لمحاربة عدم الاستقرار”
في هذا الشأن، وعد بلينكن بتعزيز التعاون مع ساحل العاج، مشيرا إلى تدريب قواتها الأمنية. وقال إن بلاده ستقدم مبلغ 45 مليون دولار إضافية لدول بغرب أفريقيا في إطار خطة لمحاربة عدم الاستقرار ما يرفع إجمالي التمويل بموجب البرنامج الذي بدأ قبل عام إلى 300 مليون دولار تقريبا.
من جانبه، عبّر وتارا عن تقديره للمساعدة الأمريكية مبديا القلق إزاء عدد من الانقلابات في غرب أفريقيا. وقال: “على غرار الولايات المتحدة، نحن ملتزمون بالديمقراطية والعدالة” متعهدا أن تبذل حكومته “كل ما بوسعها لتحسين حياة الناس”.
لكن من غير المرجّح أن تحظى نيجيريا والنهج الذي تّتبعه لمكافحة التطرف بإشادة مماثلة، رغم ترحيب أمريكي بدعوة أطلقها تينوبو لفتح تحقيق بعد أن أدت غارة بمسيرات تابعة للجيش النيجيري إلى مقتل 85 مدنيا عن طريق الخطأ.
ولطالما وقفت نيجيريا وساحل العاج إلى جانب الولايات المتحدة إلى حد كبير، وكذلك كينيا الشريك الرئيسي الآخر، بالرغم من توتر تشهده مناطق واسعة من القارة على خلفية تركيز الغرب على تسليح أوكرانيا، ومؤخرا، دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها مع حركة حماس.
وتأتي مواقفهما على نقيض قوة أخرى هي دولة جنوب أفريقيا، التي تتهمها واشنطن بالسماح بإرسال إمدادات أسلحة إلى روسيا، والتي أزعجت واشنطن مؤخرا برفعها دعوى أمام محكمة العدل الدولية تتهم الدولة العبرية بالإبادة.
ولن يتوجه بلينكن إلى جنوب أفريقيا في هذه الجولة، لكنه سيزور أنغولا التي انتقلت من الحرب إلى الديمقراطية ولعبت دورا محوريا في التوسط لوضع حد للاضطرابات في جمهورية الكونغو المجاورة.
بلينكن في الكان… دبلوماسية الرياضة
والإثنين توقف بلينكن في الرأس الأخضر، الشريك القديم للولايات المتحدة. وسعى لإظهار جانب أكثر ودية خلال جولته بحضوره الإثنين مباراة في كرة القدم ضمن منافسات كأس أمم أفريقيا بين ساحل العاج وغينيا الاستوائية، وقدم له مضيفوه في ساحل العاج قميصا برتقالي اللون للمنتخب يحمل اسمه.
I joined the Ivoirian Foreign Minister for today’s Africa Cup of Nations match against Equatorial Guinea. As a lifelong soccer fan, it was great to feel the energy of all the fans in the arena. pic.twitter.com/vpzd3veGxQ
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) January 23, 2024
ولم يف الرئيس الأمريكي جو بايدن بوعده لقادة أفارقة زاروا واشنطن أواخر 2022، بزيارة القارة في 2023. ويجري بلينكن، الذي انشغل مؤخرا بالأزمة في الشرق الأوسط، رحلته الأولى إلى أفريقيا جنوب الصحراء منذ 10 أشهر.
وخلال زيارته الأخيرة للمنطقة، توجه بلينكن إلى النيجر لدعم الرئيس المنتخب محمد بازوم. بعد أربعة أشهر أطاح الجيش بازوم.
وطرد قادة الانقلاب قوات فرنسا، لكنهم سمحوا بتواجد 1000 جندي أمريكي يستخدمون صحراء النيجر قاعدة لمسيّراتهم في الحرب ضد الجهاديين. غير أن قادة الانقلاب تقربوا من روسيا التي تتواجد مجموعتها المسلحة فاغنر في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى، وفي بوركينا فاسو بحسب تقارير.
وعارضت نيجيريا أيضا الانقلاب في النيجر.
والتقى رئيس نيجيريا بولا تينوبو الرئيس بايدن في سبتمبر/أيلول على هامش قمة مجموعة العشرين في الهند، إلا أن زيارة بلينكن تمثل انخراطا أمريكيا أكثر شمولا على أعلى المستويات معه.
فرانس24/ أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.