في إجراء أمريكي نادر، فرضت الولايات المتحدة الخميس عقوبات على أربعة مستوطنين إسرائيليين متورطين في أعمال العنف ضد فلسطينيين في الضفة الغربية. جاء ذلك بموجب أمر تنفيذي وقعه الرئيس الأمريكي جو بايدن. وتضمن الأمر التنفيذي حالة طوارئ وطنية للتعامل مع “التهديد” الذي تمثله تصرفات المستوطنين المتطرفين.
نشرت في:
4 دقائق
فرض الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس عقوبات على مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية، كما أعلن حالة طوارئ وطنية للتعامل مع “التهديد” الذي تمثله تصرفات المستوطنين المتطرفين. وتمثل هذه العقوبات إجراء أمريكيا نادرا تجاه المستوطنين، لكن واشنطن سبق أن فرضت في كانون الأول/ ديسمبر الماضي قيود تأشيرة على مستوطنين متورطين في أعمال عنف ضد فلسطينيين بالضفة الغربية.
ويبلغ عدد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة نحو 490 ألفا فيما عدد الفلسطينيين ثلاثة ملايين. وهم يقيمون في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وهذه هي أول مرة تفرض فيها واشنطن عقوبات مالية على مستوطنين، لكن إدارة بايدن سبق أن أعلنت أنها سترفض منح تأشيرات دخول إلى المستوطنين المتطرفين الضالعين في أعمال العنف في الضفة الغربية.
وأصدر بايدن أمرا تنفيذيا يتضمن إجراءات أمريكية ردا على هجمات و”أعمال إرهابية” في الضفة الغربية المحتلة حيث صعد المستوطنون هجماتهم على الفلسطينيين منذ بدء الحرب الحالية.
وقال بايدن في الأمر التنفيذي “الوضع في الضفة الغربية المحتلة ولا سيما مستويات العنف المرتفعة للمستوطنين المتطرفين والتهجير القسري لأفراد وبلدات وتدمير الممتلكات بلغ مستويات لا تحتمل ويشكل تهديدا خطرا للسلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية وغزة وإسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط”.
وكشفت وزارة الخارجية الأمريكية عن فرض عقوبات على أربعة مستوطنين. وستجمد كل الأصول التي قد يكونون يملكونها في الولايات المتحدة، فيما سيمنع الأمريكيون من القيام بأي تعاملات مالية معهم.
وبين المستوطنين الأربعة دافيد شاي شاسداي من مستوطنة عشوائية في بلدة الحوارة المتهم بقيادة أعمال شغب أدت إلى مقتل مدني فلسطيني. وكذلك ينون ليفي المتهم بقيادة مجموعة من المستوطنين من مستوطنة مزرعة ميتاريم العشوائية اعتدوا على فلسطينيين ومدنيين من البدو ودمروا ممتلكاتهم.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان إن “على إسرائيل بذل المزيد لوقف العنف ضد المدنيين في الضفة الغربية ومحاسبة المسؤولين عنه”.
وحذر بلينكن من أي تحركات من شأنها تهديد قيام دولة فلسطينية.
وقتل مستوطنون إسرائيليون ما لا يقل عن عشرة فلسطينيين وأحرقوا عشرات المنازل في الضفة الغربية المحتلة خلال العام 2023 ما جعله “أكثر السنوات عنفا” على صعيد هجمات المستوطنين بحسب منظمة ييش دين للدفاع عن حقوق الإنسان.
وتزامنت هذه العقوبات مع زيارة بايدن إلى ولاية ميشيغن المحورية في الانتخابات الرئاسية المقبلة في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر. ويقطن هذه الولاية عدد كبير من الأمريكيين من أصول عربية.
وقد تصاعد الغضب في صفوف هذه الجالية بسبب دعم بايدن لإسرائيل. ويقاطع رئيس بلدية إحدى ضواحي ديترويت زيارة الرئيس.
وكانت هذه الجالية دعمت بايدن بشكل واسع خلال الانتخابات السابقة التي هزم فيها دونالد ترامب في العام 2020.
الرد الإسرائيلي
وتعليقا على القرار الأمريكي، أكدت إسرائيل أن “لا مكان لاتخاذ إجراءات استثنائية” ضد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة.
وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في بيان إن “الغالبية العظمى من المستوطنين في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) مواطنون ملتزمون القانون، ويقاتل الكثير منهم حاليا دفاعا عن إسرائيل. إسرائيل تتخذ إجراءات ضد كل من ينتهك القانون في كل مكان”.
وأظهر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش اعتراضه في بيان على الأمر التنفيذي الصادر عن بايدن.
وقال سموتريتش “حملة عنف المستوطنين كذبة معادية للسامية نشرها أعداء إسرائيل بهدف تشويه المستوطنين الأوائل والمؤسسة الاستيطانية وإلحاق الضرر بهم، وبالتالي تشويه سمعة دولة إسرائيل بأكملها”.
وسموتريتش هو رئيس حزب (الصهيونية الدينية) المنتمي إلى اليمين المتطرف والمؤيد لبناء المستوطنات.
وتقول إسرائيل إن حماس قتلت 1200 شخص واحتجزت 253 رهينة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الذي سبق الهجوم الإسرائيلي على غزة الذي دمر مناطق كبيرة من القطاع.
وفي قطاع غزة المحاصر، بلغ عدد القتلى نتيجة العمليات العسكرية والقصف الإسرائيلي المكثف أكثر من 27 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال، حسب آخر حصيلة صادرة عن وزارة الصحة المحلية التابعة لحماس.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.