موفد فرانس24 إلى ساحل العاج – كشف اللاعب الإيفواري الدولي السابق إيمانويل إيبوي في حوار حصري مع فرانس24 بأبيدجان أنه رشح الجزائر والمغرب للفوز بكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقامة في بلاده. وتحدث مدافع أرسنال بين 2004 و2011، والذي عانى الإفلاس والعزلة جراء الطلاق من زوجته الأولى، عن النهائي المرتقب بين نيجيريا وساحل العاج، مساء الأحد، مؤكدا أن “الأفيال” تسعى للثأر من “النسور” بعد خسارتها بدور المجموعات صفر-1.
نشرت في:
7 دقائق
التقت فرانس24 إيمانويل إيبوي، اللاعب الإيفواري الدولي السابق، بأبيدجان وذلك غداة تأهل منتخب بلاده إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم حيث سيواجه نيجيريا الأحد المقبل على ملعب “الحسن واتارا” بضاحية إبيمبي.
دار الحديث عن فعاليات البطولة القارية التي تستضيفها بلاده للمرة الثانية بعد عام 1984، وعن الخروج المبكر لمنتخبات الجزائر وتونس ومصر والمغرب. كما تناول الحديث أيضا النهائي الناري المرتقب بين “الأفيال” و”النسور الممتازة”، ورؤية المدافع السابق لناديي أرسنال الإنكليزي (2004-2011) وغالاطة سراي التركي (2011-2015) للمشوار الخرافي لمن يسميهم “إخوتي الصغار” وعن “الظاهرة” فيكتور أوسيمهن مهاجم نيجيريا.
وقبل نشر نص الحوار، يجب الإشارة إلى أن إيمانويل إيبوي (40 عاما) عانى من الإفلاس والعزلة على مدى سنوات جراء طلاقه من زوجته الأولى (وهي بلجيكية) عندما كان لاعبا في أرسنال (من 2004 لغاية 2011). وقد كشف في عدة مقابلات صحفية، سواء في بلاده أو خارجها، أن زوجته السابقة حرمته من رؤية أولادهم الثلاثة وحصلت بقرار من القضاء البريطاني على كل ممتلكاتهم المادية (منازل وسيارات فاخرة…).
إلا أننا قررنا التركيز في هذه المقابلة على الجانب الرياضي من حياته، ولا سيما كأس الأمم الأفريقية التي خاضها عدة مرات ولعب النهائي في 2006 أمام مصر (وفازت الأخيرة بركلات الترجيح). ولعب في 2006 أيضا نهائي دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة (وفازت الأخيرة 2-1).
اقرأ أيضانيجيريا-ساحل العاج عنوان نهائي كأس الأمم الأفريقية 2024
وانتهت مسيرته الرياضية بصورة درامية في 2016 عندما قرر ناديه سندرلاند الإنكليزي فسخ العقد الذي يربط الطرفين على خلفية إيقاف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للاعب الإيفواري السابق بسبب مخالفات قانونية تتعلق بوكيل أعماله.
بعد سنوات من الشقاء والعناء، عاد إيبوي إلى أبيدجان حيث ولد وبدأ ممارسة كرة القدم في أكاديمية جان-مارك غيو. وقد أسس منذ عودته مركزا لتكوين الناشئين يحمل اسم “نادي إيمانويل إيبوي لكرة القدم”. ويعيش حياة “عادية” بعيدا عن ذكريات الماضي المؤلمة. وهو أيضا عضو باللجنة المنظمة لكأس الأمم الأفريقية 2024.
فيما يلي أبرز ما جاء في المقابلة.
مشوار ساحل العاج في البطولة
“كنا نظن أننا خرجنا من السباق…”
بعد الخسارة أمام غينيا الاستوائية (صفر-4)، انتابني اليأس والخوف من الخروج المبكر، مثل الكثير من الإيفواريين. فلا أحد هنا كان مطمئنا. اعتقدنا كلنا بأننا خارج السباق، إلى أن حدثت المعجزة. كان منتخب ساحل العاج ساقطا منهارا فنهض مجددا وسار بالاتجاه الصحيح.
صحيح، كانت الخيبة لا توصف لدى المشجعين ولدى الشعب الإيفواري بصورة عامة. في الأخير، ونظرا لما آلت إليه الأمور، أظن أن رحيل المدرب-جان-لوي غاسيه، والذي استقال غداة الخسارة أمام غينيا الاستوائية في دور المجموعات) لم يغير شيئا، لأن إيميرس فايي (الذي خلفه في المنصب) كان مساعدا له.
فاللاعبون أنفسهم تحدثوا فيما بينهم وتعهدوا بالذهاب لأبعد حد، اجتمعوا واتفقوا على الاجتهاد سويا للذهاب بعيدا، مدركين بأن الهزيمة الثقيلة أمام غينيا الاستوائية كانت السبب الرئيس في آلام الشعب الإيفواري. فحضور غاسيه من عدمه لم يغير شيئا.
الثأر من نيجيريا
“أفضل نهائي على الإطلاق”
منتخب نيجيريا هو منتخب مختلف عما شاهدناه في السنوات الأخيرة، فبات من الصعب الفوز عليه. وعنده أفضل دفاع في هذه البطولة. أتذكر جيدا أن المشكلة في هذا الفريق كان الجانب الدفاعي، لكن اليوم لاحظنا أنه الأفضل دفاعيا (تلقى هدفين منذ انطلاق البطولة). لكن أخي إيميرس فايي (مدرب ساحل العاج) لديه فكرة مسبقة على هذا الخصم وهو يعرف كيف يحضر الفريق وكيف يتحدث للاعبين حتى نتمكن من مواجهة نيجيريا بإرادة قوية.
ستكون مقابلة ثأرية بالنسبة إلينا بعد خسارتنا أمامهم في الجولة الثانية من دور المجموعات (صفر-1). نيجيريا فريق قوي، ويقدم كل ما لديه. ولديه أيضا أوسيمهن.
أوسيمهن فخر الكرة الأفريقية
هذا اللاعب الصارم يعمل بجدية. إنه لاعب مقاتل في الميدان… وأظن أن هذا النهائي سيكون الأفضل في تاريخ البطولة القارية. ساحل العاج ترغب بالثأر من هزيمة دور المجموعات ونيجيريا تريد التتويج لأول مرة منذ العام 2013.
يذكرني أوسيمهن بديديه دروغبا (نجم ساحل العاج السابق) لأن دروغبا كان له نفس الأسلوب. كان يقدم كل ما لديه، ويقلق الدفاع كثيرا، وأوسيمهن يقوم بذلك أيضا. أنا كمدافع سابق أؤكد لك أنه من الصعب اللعب أمام مهاجمين مثل أوسيمهن لأنه عندما يتلقى الكرة لا تعرف ما سيفعل بها. وعندما تكون الكرة لدى المدافعين فتجده يضغط عليهم. أهنئ أوسيمهن لأنه فخر الكرة الأفريقية.
عودة سيباستيان هالر بعد تعرضه لمرض السرطان
“عاد للحياة كما عادت ساحل العاج للمسابقة”
هالر عاد من بعيد مثلما عاد منتخب ساحل العاج [في يوليو/تموز 2022، انتقل هالر من أياكس أمستردام إلى دورتموند، لكنه أصيب بالسرطان باكتشاف ورم في الخصية، ليجري بعدها عدة جراحات ويخضع للكيماوي. وقاوم حتى كُتب له الشفاء، فكان ضمن تشكيلة ساحل العاج لكأس الأمم الأفريقية 2024 وكان صاحب الفوز على الكونغو الديمقراطية في نصف النهائي].
هالر لم يكن جاهزا مئة بالمئة، إلا أنه قدم أفضل ما لديه… قاوم مدافعي منتخب الكونغو الديمقراطية الأقوياء. ساحل العاج فخورة بهذا الفريق وأيضا بسيباستيان هالر، الذي يعيش فترة صعبة مع ناديه الألماني (بوروسيا دورتموند). نحن سعداء عندما نراه يبتسم في الميدان.
الأخ إيميرس فايي
“أثق بقدرته على الفوز”
فايي بمثابة شقيق لي. لعبنا سويا في المنتخب الإيفواري لهذا فأنا أعرفه جيدا. إنه شخص صارم جدا، فعندما أصبح مسؤولا عن هذا المنتخب كنت متأكدا بأنه سيعمل كل ما في وسعه حتى يتمكن هذا الفريق من تخطي الصعوبات. نحن فخورون به. يعمل كل ما هو إيجابي. اتخاذ قرار استبدال لاعبين من حجم فرانك كيسيه وسيكو فوفانا يعد مثالا للشجاعة التي يتحلى بها.
النص: علاوة مزياني – الفيديو: عثمان طايبي موفدا فرانس24 إلى ساحل العاج
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.