كانت السيدة إنغرام تتحدث اليوم إلى الصحفيين في جنيف عبر تقنية الفيديو بعد عودتها من بعثة إلى غزة استمرت أسبوعين. وقالت إنها أذهلت بأعداد الأطفال الجرحى، ليس فقط في المستشفيات، بل في الشوارع والخيام المؤقتة “الذين يتابعون حياتهم التي تغيرت بشكل دائم”.
وقالت المتحدثة باسم اليونيسيف إن الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، والتي وثقت إصابة أكثر من 12 ألف طفل، هي بالتأكيد أقل من الواقع.
وأضافت: “أصبح هؤلاء الأطفال وجوهاً للحرب المستمرة. ومن الإصابات المدمرة التي لحقت بهم في الغارات الجوية، إلى الصدمة الناجمة عن وقوعهم في اشتباكات عنيفة، ترسم قصصهم صورة مروعة للعواقب الإنسانية للصراع”.
وروت للصحفيين قصة صبي يبلغ من العمر 14 عاماً اسمه يوسف التقت به في مستشفى ميداني في خان يونس قائلة: “تخيل أنك تتعرض للتفتيش وأنت عار من ملابسك، وتُترك عاريا ويتم استجوابك لساعات. عندما أخبروك أنك آمن وأنه يمكنك المغادرة، سارعت بسرعة في الشارع، وأنت تردد الصلوات (الدعاء). ولكن بعد ذلك، تم إطلاق النار عليك. قُتل والدك، واخترقت رصاصة حوضك العاري مسببة إصابات داخلية وخارجية خطيرة تتطلب جراحة ترميمية”.
ونقلت رسالة من الطفل يوسف من سريره في المستشفى قال فيها: “أوقفوا الحرب، كفى. نحن أطفال؛ ما ذنبنا؟ لقد تلقيت هذه الطلقة؛ ما ذنبي أن أعاني هكذا؟”
ما تبقى من القطاع الصحي
من جانبها، جددت منظمة الصحة العالمية نداءها لوقف إطلاق النار لإدخال الإغاثة الإنسانية إلى غزة والمساعدة في إعادة بناء المستشفيات، بما في ذلك مستشفى الشفاء الذي دمر بعد التوغل الإسرائيلي الأخير.
وفي أعقاب بعثة جديدة قامت بها الوكالة أمس الاثنين إلى المنشأة الطبية المدمرة في مدينة غزة، قال المتحدث باسمها طارق ياساريفيتش إن إدارة المستشفى تحاول تنظيف قسم الطوارئ، “لكن العمل هائل للغاية فقط لإنجاز عملية التنظيف، ناهيك عن الحصول على الإمدادات”.
وقال ياساريفيتش إن الثلث فقط من مستشفيات غزة البالغ عددها 36 لا تزال عاملة، مما يؤكد ضرورة “الحفاظ على ما تبقى” من النظام الصحي في القطاع.
الاحتياجات في غزة لا تزال هائلة، حيث أصيب أكثر من 76 ألف شخص على الأقل، وفقاً للسلطات المحلية، وحذرت العديد من الوكالات الأممية مراراً وتكراراً من أن عمليات بتر الأطراف والولادات القيصرية تتم دون تخدير.
وشدد المتحدث باسم المنظمة على الحاجة إلى آلية فعالة وشفافة وعملية لتجنب استهداف أو تعرض القوافل والعامليين الإنسانيين للأذى. لا تزال هناك مخاوف بشأن بروتوكولات التنسيق والإخطار بعد مقتل سبعة من عمال الإغاثة من منظمة المطبخ المركزي العالمي غير الحكومية عندما تم استهداف سياراتها بقصف إسرائيلي في الأول من نيسان /أبريل.
وقال ياساريفيتش إن أكثر من نصف البعثات المخطط لها من قبل منظمة الصحة العالمية بين تشرين الأول /أكتوبر الماضي ونهاية آذار /مارس “إما تم رفضها أو تأخيرها أو واجهت عقبات أخرى أدت إلى تأجيلها”، وشدد على الحاجة الماسة لضمان وصول المساعدات الإنسانية.
Share this content: