وفي حوار خاص مع أخبار الأمم المتحدة، قال غريفيثس ردا على تقارير إعلامية تفيد بأن الأمم المتحدة حذرت من أن جهود المساعدة قد تضطر إلى التوقف ما لم يتحسن الوضع الأمني والتنسيق مع الجيش الإسرائيلي، “ردي واضح. هذا ليس إنذارا نهائيا”.
غريفيثس الذي يتولى أيضا منصب منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ، أشار إلى أنهم مستمرون في التفاوض مع السلطات الإسرائيلية وغيرها وبمساعدة من الولايات المتحدة، لإيجاد الظروف المناسبة للسماح بتسليم المساعدات الإنسانية بشكل آمن.
وقال المسؤول الأممي“إننا قلقون بشكل خاص بشأن الوضع الأمني في غزة، وأصبح العمل هناك أكثر صعوبة”.
وشدد على أن المساعدات يمكن أن تحدث فارقا، مضيفا “ولهذا السبب يجب فتح كل هذه المعابر، ولهذا السبب نحتاج إلى السلامة والأمن، ولهذا السبب نحتاج إلى إعادة تشغيل الرصيف العائم وإخراج تلك المساعدات من الشاطئ إذا كان ذلك ممكنا أيضا”.
“المشكلة سياسية”
وأكد منسق الإغاثة في حالات الطوارئ أنهم سيستمرون في توصيل المساعدات إلى الناس في غزة، لكنه أضاف أننا “نخذلهم يوميا في كل مرة لا نتمكن فيها من إيصال المساعدات إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها”.
وقال إن “المشكلة سياسية. وهذا هو الجهد الحقيقي، والذي يجب أن يكون محور كل جهودنا”، مضيفا أن “الأمر لا يتعلق بما إذا كانت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة مستعدة، بل بما إذا كان العالم سيتدخل لوقف هذا التدهور”.
وأشار إلى أن أحد الجوانب المثيرة للاهتمام في الشرق الأوسط هو أن هناك الكثير من الدبلوماسية السياسية، والكثير من الوساطة الجارية. وتمنى رؤية ذلك في أماكن أخرى، مثل السودان، لكنه أضاف “نحن بحاجة إلى أن نرى نتائج ذلك”.
“تفاوت مخزٍ”
وتطرق غريفيثس إلى الدور الذي يلعبه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقديم المساعدة للأشخاص في حالات الطوارئ في جميع أنحاء العالم. وذكر بأنهم قدموا مساعدات إلى 144 مليون شخص العام الماضي، “وهذا يمثل ثلثي ما كنا نأمل الوصول إليه في وقت كان التمويل إشكاليا”.
وأشار إلى الدور غير العادي الذي تقوم به وكالات الإغاثة، وبالأخص ما يقوم به مقدمو المساعدات على الخطوط الأمامية.
وقال المسؤول الأممي “بقدر ما يبدو عدد الأشخاص الذين يتلقون المساعدة مذهلا، فإن عشرات الملايين من الناس ما زالوا خارج نطاق وصول الأمم المتحدة، بسبب نقص التمويل”.
وتحدث عن التفاوت بين “أكثر من تريليوني دولار سنويا يتم إنفاقها على الحرب، ومقدار المال الذي يتم إنفاقه على المساعدات الإنسانية لصنع السلام. هذا تفاوت مذهل. إنه تفاوت مخزٍ”.
إصلاح جذري
مسؤول الإغاثة في حالات الطوارئ أشار إلى الحاجة إلى إصلاح جذري للنظام الإنساني العالمي، نظرا للاحتياجات المتزايدة وحالات الطوارئ المطولة.
وقال غريفيثس إن “الأمم المتحدة والمجتمع المدني والحكومات المضيفة في جميع أنحاء العالم والمنظمات الإقليمية يجب أن تبدأ في النظر إلى حقيقة إعادة توزيع السلطة في هذا العالم اليوم. وربما لا يكون هذا أمرا سيئا أيضا. نحتاج إلى القيام بكل هذا بناء على طلب الناس في تلك المجتمعات وليس ما نعتقد أنه الأفضل، ولكن ما يعرفون أنه الأفضل”.
وضرب مثالا بالسودان حيث التقى بممثلين من منظمات المجتمع المدني الذين يديرون غرف العلاج الطارئة “على الخطوط الأمامية، في الخرطوم، وفي جميع أنحاء البلاد. إنهم المعيار الذي أعتقد أنه يمكننا جميعا من القول؛ نعم، هذا (العمل) يستحق ذلك (العناء) بالتأكيد”.
ومن المقرر أن يُنهي غريفيثس فترة ولايته في منصبه خلال الأيام القادمة، ونصيحته لخليفته هي “أعتقد أن حياه واحدة يتم إنقاذها تجعل هذا الأمر يستحق العناء”، مضيفا أنه “مندهش من قدرة المجتمعات على الصمود. ومندهش من شجاعة عمال الإغاثة”.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.