جاء ذلك على لسان المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك خلال مؤتمر صحفي عقده في نيويورك اليوم الاثنين، أكد فيه مجددا ترحيب الأمين العام بنبأ إطلاق سراح الرهائن وعودتهم إلى أحبائهم. إلا أنه قال: “إن أي خسارة في الأرواح هي مأساة، ومرة أخرى نحث بقوة جميع الأطراف على إعطاء الأولوية لحماية المدنيين الذين يتحملون وطأة هذا الصراع، وخاصة النساء والأطفال. على الجميع التزامات بموجب القانون الدولي، وعليهم أن يمتثلوا لهذه الالتزامات”.
مستشفيات مثقلة بالجرحى
أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم النصيرات تجاوزت القدرة المحدودة أصلا للمستشفيات على الاستجابة، وخاصة مستشفى الأقصى في دير البلح ومجمع ناصر الطبي في خان يونس.
وبحسب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فقد أفادت بعثة مشتركة بين وكالات الأمم المتحدة إلى مستشفى الأقصى يوم السبت بأن المنشأة كانت تستضيف حوالي 700 مريض، “وهو ما يقرب من خمسة أضعاف طاقتها الاستيعابية، ولا يزال هناك مولد واحد فقط في المستشفى يعمل”.
وقال السيد دوجاريك إن غزة تعاني من نقص حاد في الوقود، مما يؤثر بشدة على مرافق المياه والصرف الصحي الحيوية ويحد من وصول الناس إلى المياه. وأضاف: “يقول زملاؤنا من الأونروا إن العديد من العائلات النازحة في غزة تضطر إلى الاعتماد على مياه البحر القذرة لتلبية احتياجاتها اليومية. إن ارتفاع درجات الحرارة ونقص النظافة يجعل الوضع السيئ بالفعل أسوأ”.
توقف العمليات على الرصيف العائم
من جانبه، قال برنامج الأغذية العالمي إنه أوقف مؤقتا عملياته في الرصيف العائم الذي أقامته الولايات المتحدة “حتى إجراء تقييم شامل للوضع الأمني لضمان سلامة الموظفين والشركاء”.
ورحب البرنامج بالإغاثة التي تم تلقيها من خلال الرصيف منذ بدء تشغيله، حيث تم تسليم حتى الآن ما مجموعه 85 شاحنة تابعة له تحمل حوالي 748 طنا متريا من الإمدادات الإنسانية.
وردا على أسئلة الصحفيين، قال السيد دوجاريك إنه “من الطبيعي بعد حدوث مثل هذه العملية مع هذا العدد الكبير من الضحايا أن يتوقف زملاؤنا في المجال الإنساني للحظة، وينظروا في الوضع”. وأعرب عن أمله في إمكانية استعادة عمليات الأمم المتحدة من الرصيف في أسرع وقت ممكن.
وقال إن المنظمة اطلعت على التقارير الإعلامية وأخذت علما بالتصريحات التي أدلت بها الولايات المتحدة بأن الرصيف لم يستخدم في العملية من قبل القوات الإسرائيلية في مخيم النصيرات. وأضاف أنه ليس لديه أي معلومات مؤكدة عن هذه التقارير، لكنه شدد على أهمية احترام الناس “للعمليات الإنسانية في أي مكان حول العالم ولاستقلال العاملين في المجال الإنساني”.
وأضاف: “لقد تحدثنا كثيرا عن أن أفضل حماية لدينا – نظرا لأننا لا نحيط أنفسنا بحراس مسلحين – هي المجتمعات نفسها ونأمل بشدة أن يستمر ذلك”.
مؤتمر الأردن
وفي الأثناء، وصل الأمين العام اليوم إلى الأردن لحضور المؤتمر رفيع المستوى حول المساعدات الإنسانية العاجلة لغزة والذي سيبدأ يوم غد الثلاثاء بدعوة من العاهل الأردني والرئيس المصري والأمم المتحدة.
ومن المتوقع أن يلقي السيد غوتيريش الضوء في كلمته على الأوضاع المؤسفة في غزة، وأن يجدد دعواته لوقف إطلاق النار والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.