بمناسبة دخول رفاته إلى “مقبرة العظماء” الأربعاء، نشرت الصحافة الفرنسية آخر رسالة كتبها ميساك مانوشيان، المقاوم الشيوعي ضد النازية خلال الحرب العالمية الثانية، لزوجته ميليني سوكميان لحظات قليلة قبل إعدامه بالرصاص في موقع “مون فالريان” قرب باريس. وتمنى فيها “السعادة” لكل الذين سيعيشون بعد الحرب، مطالبا زوجته بأن تتزوج من رجل آخر وأن تنجب طفلا تكريما له ولشرفه.
نشرت في:
4 دقائق
بمناسبة دخول المقاوم الشيوعي من أصول أرمنية ميساك مانوشيان إلى مقبرة “العظماء” (البانتيون) الأربعاء وتكريما لكفاحه ضد النظام النازي في فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، تم نشر آخر رسالة له كتبها لزوجته ميليني مانوشيان قبل إعدامه بالرصاص في موقع “مون فالريان” بالضاحية الباريسية، رفقة عدد من رفاقه في النضال.
واستهل مانوشيان مراسلته المؤرخة في 21 فبراير/شباط 1944 بالقول: “عزيزتي ميليني، يتيمتي الصغيرة والعزيزة، بعد بضع ساعات من الآن، سأغادر هذه الحياة وسيتم قتلنا بالرصاص عند الظهر، في حدود الساعة الثالثة. لا يمكن أن أصدق، لكن أدرك بأنني لن أراك أبدا”.
اقرأ أيضافرنسا: دخول ميساك مانوشيان “مقبرة العظماء” تكريما له ولجميع المقاومين الأجانب ضد النازية
وتابع: “كل شيء غامض في ذهني وكل شيء في نفس الوقت واضح. لقد انخرطت في جيش التحرير كجندي متطوع. وسأموت قبل أيام قليلة فقط من النصر ومن تحقيق الهدف”. وتمنى مانوشيان “السعادة” للذين سيعيشون بعد نهاية الحرب و”سيتذوقون نعيم الحرية والسلم”.
“لا أشعر بالكراهية إزاء الشعب الألماني“
وقتل المقاوم في 21 فبراير/شباط 1944 رميا بالرصاص بعد أن تم سجنه عدة مرات من قبل القوات النازية بسبب انخراطه في العمل المسلح والمقاومة إلى جانب عدد من المناضلين الشيوعيين الآخرين. كما لعب دورا مهما في بناء جسور بين الجالية الأرمنية التي كانت تعيش في فرنسا وتلك التي بقت في أرمينيا.
وأعرب مانوشيان في رسالة خطية دونها بقلم من الحبر، عن تمنياته ألا ينسى الفرنسيون “تضحيات الذين قتلوا من أجل الحرية وهزم النازية“، وكتب: “أنا متأكد بأن الشعب الفرنسي وكل المقاومين من أجل الحرية سيكرّمون ذاكراتنا بمهابة”.
وخاطب بشكل مباشر الشعب الألماني قائلا: “حين أموت، أقر بأني لا أشعر بالكراهية إزاء الشعب الألماني…”، مضيفا إن “الشعب الألماني وبقية الشعوب الأخرى ستعيش في سلام ورخاء بعد الحرب التي لن تدوم طويلا”.
“أقول وداعا للدنيا ولَكِ ولكل الأصدقاء”
عاد مانوشيان ليتحدث بشكل مباشر وتلقائي مع زوجته قائلا لها: “أشعر بندم عميق كوني لم أتمكن من إسعادك. تمنيت أن تنجبي طفلا كما كنت ترغبين أنت أيضا”.
وواصل: “أرجو منك أن تتزوجي بعد نهاية الحرب وتنجبي طفلا على شرفي، كي تتحقق رغبتي الأخيرة”. ونصحها أن تتزوج من شخص يُسعدها، ودعاها أن “تطلب من الدولة الفرنسية أن تمنح لها حق المعاش” باسم زوجها الذي مات “جنديا”.
وفيما يتعلق بالأبيات الشعرية التي كتبها عندما كان مقاوما، دعا مانوشيان زوجته ميليني وبعض أصدقائه أن ينشروا تلك التي يرونها جميلة ومعبرة وأن يمنحوا نسخة من الكتاب لعائلته في أرمينيا.
وختم رسالته بالقول: “سأموت رفقة 23 من أصدقائي بعد لحظات بكل شجاعة وبضمير مرتاح (…) اليوم، الطقس مشمس. أقول وداعا للدنيا ولك ولكل الأصدقاء وأنا أنظر إلى الشمس وإلى الطبيعة الجميلة التي كنت أحبها كثيرا…”.
طاهر هاني
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.