خلال زيارة إلى طهران لترسيخ المصالحة بين البلدين، دعا وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان السبت إلى تعزيز الأمن البحري في منطقة الخليج، في إطار تقارب الرياض مع إيران التي كانت منافستها في المنطقة منذ فترة طويلة. والتقى المسؤول السعودي أيضا بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لتسليمه دعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة المملكة قريبا. وبن فرحان هو أول وزير خارجية سعودي يزور طهران منذ 17 عاما.
نشرت في: آخر تحديث:
“أشير إلى أهمية التعاون فيما يتعلق بالأمن الإقليمي بين البلدين”. هذا ما صرح به وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال زيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران السبت.
كانت إيران والسعودية قد قررتا في مارس/ آذار، من خلال اتفاق توسطت فيه الصين، إنهاء الخلافات الدبلوماسية واستئناف العلاقات بعد عداء استمر لسنوات هدد استقرار المنطقة في دول منها اليمن وسوريا ولبنان.
وقال الأمير فيصل “أشير إلى أهمية التعاون فيما يتعلق بالأمن الإقليمي بين البلدين، لا سيما أمن الملاحة البحرية والممرات المائية وأهمية التعاون بين جميع دول المنطقة لضمان خلوها من أسلحة الدمار الشامل”.
وأضاف بعد محادثاته مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في طهران أن العاهل السعودي وولي العهد “يتطلعان إلى تلبية فخامته (الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي) الدعوة الموجهة له لزيارة المملكة قريبا إن شاء الله”.
وقال أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحفي مشترك أذاعه التلفزيون إن الأمن أمر حيوي لدول المنطقة. وأضاف “إيران لا تعتبر أبدا الأمن مكافئا للعسكرية بل تعتبره مفهوما واسعا يشمل الجوانب السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتجارية”.
وبعد لقائه نظيره حسين أمير عبداللهيان، التقى الوزير السعودي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ويسلمه دعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة المملكة العربية السعودية قريبا. ولم يتم الإعلان عن موعد هذه الزيارة التي من المفترض أن تضع اللمسات الأخيرة على عملية المصالحة التي تم إضفاء الطابع الرسمي عليها في 10 آذار/مارس في بكين عبر اتفاق أبرم بوساطة الصين، الفاعل المهم الجديد في الشرق الأوسط.
قطعت المملكة الخليجية علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية عام 2016 بعد هجوم متظاهرين إيرانيين على سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد احتجاجا على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر.
مذاك، تنامى بين القوتين المتنافستين العداء القائم أصلا منذ الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، ودعمتا معسكرات متنافسة في سوريا ولبنان واليمن.
احترام “السيادة”
شدّد الوزير السعودي على أن العلاقات الثنائية الآن تقوم على “أساس واضح من الاحترام الكامل والمتبادل للاستقلال والسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.
وأضاف أن التعاون بين الرياض وطهران مهم “في ما يتعلق بالأمن الإقليمي لاسيما أمن الملاحة البحرية والممرات المائية”، إذ يطل البلدان على الخليج الذي يمر عبره قسم كبير من صادرات النفط العالمية.
بدوره، أكد أمير عبد اللهيان أن “الأمن الإقليمي لا يمكن ضمانه إلا من الفاعلين الإقليميين”، في إشارة إلى رغبة طهران في إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.
وكانت واشنطن أعلنت في أيار/مايو تعزيز وجودها الإقليمي بسبب تزايد الحوادث في مياه الخليج، لا سيما احتجاز القوات الإيرانية ناقلات نفط.
بموجب المصالحة، أعادت إيران فتح سفارتها في الرياض في 6 حزيران/يونيو وعيّنت الدبلوماسي علي رضا عنياتي، نائب وزير الخارجية حتى ذلك الحين، سفيرا لها.
وتأخرت إعادة فتح السفارة السعودية في طهران بسبب سوء حالة المبنى الذي تضرر جراء هجوم المتظاهرين عام 2016.
وسيتم تشغيلها مرة أخرى “قريبا”، وفق ما أشار فيصل بن فرحان من دون إعلان موعد محدد. وبانتظار الانتهاء من الأشغال، سيعمل الدبلوماسيون السعوديون في أماكن آمنة في فندق فخم في طهران، بحسب تقارير إعلامية.
أعقبت المصالحة الإيرانية-السعودية سلسلة من التغييرات في المشهد الدبلوماسي في الشرق الأوسط، فقد أعادت المملكة العربية السعودية علاقاتها مع سوريا التي استأنفت نشاطها الكامل في جامعة الدول العربية.
كما كثّفت الرياض جهود السلام في اليمن حيث تقود تحالفا عسكريا يدعم الحكومة اليمنية ضد الحوثيين القريبين من إيران.
في الوقت نفسه، بدأت إيران عملية تطبيع مع الدول العربية الأخرى التي كانت على خلاف معها، ومن المتوقع أن تعيد علاقاتها قريبا مع البحرين ومصر.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.