في ظل بيئة عالمية خصبة بالتحديات، يحيي حلف شمال الأطلسي (الناتو) الخميس الذكرى الـ 70 لإنشائه. وتحل هذه الذكرى بينما يهيمن ملف حرب أوكرانيا على هواجس قادة الحلف. ويسعى الناتو إلى زيادة المساعدة لكييف أمام التقدم الميداني للقوات الروسية واستمرار تأخر المساعدات العسكرية الأمريكية. ويعقد وزراء خارجية الناتو لليوم الثاني اجتماعهم في بروكسل، بينما تنتقد روسيا حلف شمال الأطلسي، معتبرة أن لا مكان في “العالم متعدد الأقطاب”.
نشرت في:
4 دقائق
يحيي وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو) الخميس الذكرى السبعين لإنشاء الحلف، في ظل تحديات أمنية متزايدة خاصة في الجناح الشرقي لهذا التحالف العسكري. ويقول الأمين للناتو ينس ستولتنبرغ إن الذكرى الـ 70 تأتي “في الوقت الذي نواجه فيه عالما أكثر خطورة”. وتأسس الحلف في مثل هذا اليوم من عام 1949 في العاصمة الأمريكية واشنطن. وكان عند التوقيع على معاهدة إنشائه يضم فقط اثني عشر عضوا من أمريكا الشمالية وأوروبا، لكنه توسع كثيرا عبر العقود الماضية، ويضم الآن 32 عضوا، بينها فنلندا والسويد اللتين التحقتا به مؤخرا.
واتفق وزراء خارجية الحلف على البدء في التخطيط للقيام بدور أكبر في تنسيق المساعدات العسكرية لأوكرانيا، بعدما دفعت الحرب الروسية في أوكرانيا الحكومات الأوروبية مرة أخرى للنظر إلى موسكو باعتبارها تهديدا أمنيا كبيرا.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن الحلفاء “اتفقوا على المضي قدما في التخطيط لدور أكبر للحلف في تنسيق المساعدة الأمنية والتدريب” بهدف التوصل إلى اتفاق بحلول قمة تعقد في واشنطن في تموز/يوليو المقبل.
وأضاف بعد أن أجرى وزراء الخارجية محادثات في بروكسل “التفاصيل ستتبلور في الأسابيع المقبلة. لكن لا يخطئن أحد، يمكن لأوكرانيا الاعتماد على دعم حلف شمال الأطلسي الآن وعلى المدى الطويل”.
ورغم الترحيب بالصندوق المقترح من أقرب حلفاء أوكرانيا مثل بولندا ودول البلطيق، يبدو أن هناك شكوكا كبيرة بين حلفاء آخرين.
وأيدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إنشاء “آليات طويلة الأمد” لدعم كييف، لكنها حذرت من تحديد أرقام من دون توضيح مصدرها.
وشددت وزيرة الخارجية البلجيكية حاجة لحبيب على أن الاقتراح الذي ينص على مساهمة أعضاء الناتو وفقا لحجم اقتصادهم ليس “صدقة”، مضيفة “لكن من الخطير تقديم وعود لا يمكننا الوفاء بها”.
أما البند الثاني من خطة ستولتنبرغ، والذي يبدو أنه حظي بقبول أوسع، فيتمثل في أن تتولى مهمة تتبع حلف شمال الأطلسي المزيد من السيطرة على تنسيق إمدادات الأسلحة من المجموعة التي تقودها الولايات المتحدة وتشرف حاليا على الدعم.
وتمثل هذه الخطوة تحولا كبيرا في دور الحلف العسكري الغربي الذي يرفض حتى الآن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا خشية أن يؤدي ذلك إلى جره لنزاع مباشر مع روسيا.
لكن المجر، وهي الدولة الأكثر تقاربا مع روسيا في حلف شمال الأطلسي، قالت إنها لن تدعم أي اقتراح قد “يقرب الحلف من الحرب”.
وذكر دبلوماسيون أنه بموجب مقترح تقدم به ستولتنبرغ، سيأخذ حلف شمال الأطلسي على عاتقه العمل الذي يقوم به تحالف خاص بقيادة الولايات المتحدة تحسبا لتطورات من بينها أي خفض في الدعم الأمريكي إذا عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وجاءت مقترحات ستولتنبرغ فيما تواجه القوات الأوكرانية صعوبات في التصدي للجيش الروسي مع تضاؤل الإمدادات من داعمي كييف الغربيين.
ولا تزال الخلافات السياسية داخل الكونغرس الأمريكي تعرقل منذ عدة أشهر، حزمة تمويل بقيمة 60 مليار دولار، لكن هناك آمال في أن يتحرك المشرعون لإقرارها خلال الأسابيع المقبلة.
من جهتها، قالت روسيا الأربعاء إن الحلف عاد لعقلية الحرب الباردة.
وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحفيين أن الحلف ليس له مكان في “العالم متعدد الأقطاب” الذي تقول موسكو إنها تسعى إلى بنائه لإنهاء الهيمنة الأمريكية.
فرانس24/أ ف ب/ رويترز
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.