أكد علماء نجاحهم في تطوير لقاح تجريبي للعلاج من فيروس الإيبولا يوفر “مناعة لمدة طويلة” ضد المرض لدى القرود، مما يرفع الآمال بتطوير لقاحات ناجحة للإنسان.
وكشفت التجارب التي أجراها المعهد القومي الأمريكي للصحة، أن المناعة التي يوفرها هذا اللقاح التجريبي قد تصل إلى عشرة شهور، كما وستبدأ تجارب لتقييم سلامته على الانسان هذا الأسبوع في الولايات المتحدة وبريطانيا.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن “أكثر من 2000 شخص قضوا جراء الاصابة بفيروس الإيبولا في غرب افريقيا”، مضيفة أن هناك العديد من اللقاحات التجريبية يمكنها الحد من انتشار الإيبولا ومنها لقاح طوره المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية وشركة الأدوية جلاكسو سميث كلاين.
ويستخدم هذا اللقاح فيروس الشمبانزي المعدل وراثيا والذي يحتوي على مكونات نوعين من فيروس إيبولا “زائير” الذي ينتشر حاليا في غرب أفريقيا، والأنواع الشائعة من الفيروس المعروفة باسم السودان.
ويؤمل أن يعمل هذا اللقاح الفيروسي على تحفيز الجهاز المناعي ضد الإيبولا.
“حماية كاملة”
ونشرت نتائج البحث التي أجري على الحيوانات والذي بموجبه اتخذ قرار بدء التجارب على الانسان في مجلة نيتشير الطبية.
وأظهرت نتائج البحث أن أربعة قرود من فصيلة المكاك نجت بعد إعطائها جرعة من فيروس الإيبولا كادت أن تقتلها لو مر عليها 5 اسابيع لولا اللقاح التجريبي المضاد للفيروس الذي اعطي لهم. وقد نجا نصفهم من التهابات اصابتهم بعد 10 شهور.
وقال الدكتور أنتوني فوتشي، مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية لبي بي سي: “هذا اللقاح يوفر مناعة كاملة من فيروس الإيبولا لمدة خمسة أسابيع أو أقل من ذلك بقليل”.
وأضاف فوتشي ” الخبر السيء أن هذا اللقاح لا يستمر مفعوله لمدة طويلة، وهذا ليس بالأمر الجيد، إلا في حال إعطاء جرعة اضافية لتدعيمه”، مشيراً إلى أن هذا الأمر نجح خلال التجارب على القرود، وبناءاً على ذلك فإننا بدأنا التجارب على الانسان”.
وأردف ” يعتبر نجاح هذا اللقاح على القرود من أفضل الأدلة المتاحة لدينا بأن مثل هذا اللقاح سيكون فعالاً على الانسان”.
وأعطي هذا اللقاح التجريبي لأول سيدة مصابة بفيروس الإيبولا الاسبوع الماضي، وسيكون هناك تجارب منفصلة للقاح على فيروس إيبولا “زائير”.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن العاملين في مجال الصحة سيكون لهم الأولوية لإعطائهم هذا اللقاح.
“أمر مشجع”
ويتوفرحالياً حوالي 400 جرعة من اللقاح إذا احتاج المرضى لجرعات كبيرة أو 4000 جرعة إذا كان إعطاء جرعات صغيرة منه أمراً كافياً.
ورحب البروفسور جوناثان بول، عالم الفيروسات في جامعة نوتنغهام بهذه البيانات، مشيراً إلى أن “الحماية من الفيروس التي منحها اللقاح التجريبي للشمبانزي، دفعنا لتقييم سلامته على الانسان في بريطانيا ومالي وغامبيا”.
وأضاف” إن هذا اللقاح سيؤمن حماية جيدة من فيروس الإيبولا الذي ينتشر في غرب أفريقيا في الوقت الراهن”.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.