- جايمس غالاغار
- محرر الشؤون الصحية – بي بي سي
يقول باحثون اسكتلنديون إنهم تمكنوا من تخليق عضو فعال داخل جسد حيوان لأول مرة في التاريخ.
وهذا العضو عبارة عن مجموعة من الخلايا، تطورت ونمت لتصبح الغدة الزعترية، وهي جزء هام من الجهاز المناعي، عند زرعها في أجساد الفئران.
ونشرت نتائج البحث في مجلة “نيتشر سيل بيولوجي”، ويمكنها أن تمهد الطريق لبدائل جديدة لزراعة الأعضاء.
ويقول الخبراء إن هذا البحث مبشر، لكن ما زال يحتاج إلى سنوات من الاختبار قبل تطبيقه في العلاجات البشرية.
وتقع الغدة الزعترية بالقرب من القلب، وتفرز خلايا تعرف بالخلايا التائية، أحد أهم مكونات الجهاز المناعي التي تحارب العدوي.
تحديات
وبدأ العلماء في المركز الطبي لأبحاث الطب التجديدي بجامعة إدنبرة عملية تخليق العضو من خلايا مأخوذة من أحد أجنة الفئران.
وأعيد ضبط هذه الخلايا وراثيا لتبدأ في التحول لنوعية الخلايا الموجودة في الغدة الزعترية. كما أدمجت معها خلايا أخرى مساعدة، وزرعت داخل أجساد الفئران.
وبمجرد زرعها، تطورت الخلايا إلى غدة زعترية فعالة.
وتتشابه هذه التجربة مع أخرى أجريت العام الماضي، استطاع فيها العلماء تطوير مخ آدمي مماثل للموجود لدى جنين عمره تسعة أسابيع. إلا أن الغدة الزعترية عضو أكثر بساطة، وأمكن تطويره ليصبح فعالا تماما.
وتتكون الغدة الزعترية المخلقة من جزئين؛ القشرة والنخاع، كما تفرز الخلايا التائية.
وقالت كلير بلاكبيرن، أحد أعضاء الفريق البحثي، لـ بي بي سي “كانت هذه مفاجئة لنا. وهو تقدم مذهل ومحير جدا في مجال الطب التجديدي”.
ويمكن للمرضى الذين يحتاجون زراعة نخاع للعظام أو الأطفال الذين ولدوا بدون غدة زعترية فاعلة أن يستفيدوا من هذا الاكتشاف.
كذلك تمتد فائدة الاكتشاف إلى كبار السن، إذ تنكمش الغدة مع التقدم في السن، مما يضعف الجهاز المناعي.
إلا أن الطريقة الحالية تواجه بعض العقبات أمام نقلها من التجارب الحيوانية إلى العلاج البشري، إذ تعتمد التجارب على الأجنة، مما يعني أن تنمية الغدة لن تعتمد على توافق الأنسجة مع المريض.
كما يحتاج الباحثون إلى التأكد من أن زرع الخلايا لا يعرض المرضى لخطر الإصابة بالسرطان نتيجو نمو الخلايا بشكل خارج عن السيطرة.
ويقول روبن لوفيل-بادج، من المركز الوطني للبحث الطبي، إن الدراسة “تعتبر إنجازا كبيرا لسببين؛ الأول أنها تقدم طريقة لصنع عضو، رغم كونه بسيطا. والسبب الثاني هو الدور الهام للغدة الزعترية في دعم عمل الجهاز المناعي. إلا أنه من الصعب نقل هذه التجربة إلى المرضى من البشر.”
وتطور مجال الطب التجديدي بسرعة كبيرة، فهناك مرضى يعيشون بأوعية دموية، وقصبات هوائية، ومثانات مخلقة معمليا. وصنعت هذه الأعضاء عن طريق “غرس” خلايا المريض في سقالات ثم زرعها داخل جسده.
إلا أن تجربة الغدة الزعترية تتطلب حقن الخلايا فحسب.
ويقول باولو دي كوبي، أحد رواد العلاج بالطب التجديدي في مستشفى “غريت أورموند ستريت”، إن “تخليق الأعضاء البسيطة جرب في عدد من المرضى. ويمكن خلال السنوات الخمس القادمة تخليق أعضاء أكثر تعقيدا، عن طريق خلايا مأخوذة من الخلايا الجذعية، في طريقة مشابهة للتي يوضحها البحث الخاص بالغدة الزعترية.”
وأضاف: “لكن يجب التأكد على المدى البعيد من إمكانية حفاظ الأعضاء الجديدة على شكلها الخاص، وتجنب مشكلات مثل تكون الأورام”.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.