- ديف لي
- مراسل التكنولوجيا-بي بي سي
اعترف القائمون على موقع شبكة “دياسبورا” للتواصل الاجتماعي – التي يستخدمها تنظيم “الدولة الإسلامية” – بأنهم عاجزون عن منع انتشار المحتويات المتطرفة.
ودياسبورا عبارة عن شبكة لا مركزية تخزن فيه البيانات على العديد من أجهزة الخوادم الخاصة التي لا يمكن أن تخضع للإدارة من جهة واحدة.
ويسود اعتقاد بأن تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي كان معروفا باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، تحوّل إلى استخدام موقع دياسبورا بعد عزز موقع تويتر جهوده لحجب حسابات خاصة بالتنظيم.
وقال مؤسسو دياسبورا إنهم “قلقون” من أنشطة التنظيم.
وكتب المؤسسون في مدونة أن “العديد من الصحف أشارت في تقارير إلى أن أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية أنشأوا حسابات على دياسبورا لترويج أنشطة التنظيم.”
وأضافوا أنهم “كانوا يستخدمون في السابق موقع تويتر ومنصات أخرى، وهم يتجهون حاليا إلى مصدر مجاني ومفتوح.”
وشرحت المدونة أن شبكة “دياسبورا” تنتشر عبر أجهزة خوادم مستقلة، لا تخضع لسيطرة فريق العمل، وبالتالي “لا يوجد سبيل أمام فريق عمل المشروع للتلاعب أو إزالة محتوى من منطقة خاصة في الشبكة.”
وأضافت المدونة أن “ذلك يعد أحد الأسباب التي جذبت نشطاء تنظيم الدولة الإسلامية إلى شبكتنا.”
وأطلق موقع دياسبورا في عام 2010 بتمويل من حملة جماعية تزعمها أربعة طلاب في نيويورك.
جهود تويتر
وقال القائمون على “دياسبورا” إنهم اتصلوا بمسؤولي الصفحات الفردية على الشبكة وحذروهم من مشكلة المحتويات المتطرفة للمدونات، كما شددوا على التبعات القانونية التي قد تقترن باستضافة مثل هذه المواد على الشبكة.
وأشاروا إلى أن “مسؤولي الصفحات الكبرى استطاعوا حتى الآن حجب حسابات ومدونات ذات صلة بتنظيم الدولة الإسلامية.”
وقال فريق العمل إن التحدي الأكبر يكمن في التواصل مع أصحاب الصفحات الأصغر وطلب حجب المواد عندهم.
يذكر أن جهود تنظيم الدولة الإسلامية انصبت في السابق على استخدام موقع تويتر قبل أن تتحول إلى “دياسبورا”. لكن خلال الأسبوع الماضي، استطاع الموقع إلغاء حسابات أعضاء ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية وأنصار لهم.
ومنذ ذلك الحين، استطاع الموقع توسيع رقعة نشاطه ليشمل أي عضو يتبادل مقاطع مصورة تحتوي على صور مؤلمة تتعلق بقتل الصحفي الأمريكي جيمس فولي.
لكن “دياسبورا”، ونظرا لطبيعته، سيكون عاجزا عن اتخاذ إجراء مماثل. فهو حتى الآن مندهش لتحول تنظيم الدولة الإسلامية إلى استخدام الشبكة، حسبما قال جيمي بارليت، مؤلف كتاب (الإنترنت الأسود)، الذي يتناول الخدمات المستترة في عالم الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي اللامركزية.
وقال بارليت لبي بي سي إنه “لا يمكن عمل الكثير”، مضيفا أنه “من حيث التكنولوجيا، يصعب على الشرطة التعامل مع الخدمات اللامركزية . ففي كل مرة يتصدون فيها لنشاط، تصبح الخدمات أكثر ذكاء وأفضل من حيث التهرب من عمليات الكشف.”
ومضى قائلا إنه “لا مفر على الاطلاق من أن تكون تنظيمات مثل تنظيم الدولة الإسلامية من أوائل المستخدمين لهذا الابتكار.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.