وقدمت روز ماري ديكارلو إحاطة لمجلس الأمن اليوم الاثنين، في أعقاب إعلان روسيا انسحابها من مبادرة البحر الأسود لتصدير الحبوب والأسمدة من أوكرانيا وروسيا إلى العالم.
وحذرت من أنه “كلما طال أمد هذه الحرب، زادت خطورة عواقبها، بما في ذلك احتمال نشوب صراع أوسع. من أجل الشعب الأوكراني ومن أجل مجتمعنا العالمي، يجب أن تتوقف هذه الحرب العبثية وغير المبررة”.
انتهاك ميثاق الأمم المتحدة
وقدمت السيدة ديكارلو حصيلة للدمار الذي الذي خلفه الغزو الروسي لأوكرانيا منذ شباط/فبراير 2022.
حتى الآن، قُتل 9,287 شخصا وأصيب أكثر من 16,300، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، على الرغم من أن الأرقام الفعلية من المرجح أن تكون أعلى.
تأثر الأطفال بشدة من هذه الحرب، حيث قُتل 537 طفلا.
في العام الماضي، كانت أوكرانيا الدولة التي شهدت أكبر عدد من حالات قتل وتشويه الأطفال. كما شهدت أكبر عدد من الهجمات على المدارس والمستشفيات.
وقالت ديكارلو: “كما أكد الأمين العام باستمرار، فإن غزو روسيا لأوكرانيا هو انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”.
مخاوف تتعلق بالسلامة النووية
كما تناولت الوضع في محطة زابوروجيا للطاقة النووية المحاصرة، والتي تخضع للسيطرة الروسية منذ الأسابيع الأولى للحرب.
في الأيام الأخيرة، سمع خبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتمركزة هناك سلسلة من الانفجارات كانت على قد وقعت على ما يبدو في مسافة قريبة من المحطة النووية.
وقالت “إن هذه الهجمات هي تذكير صارخ بمخاطر السلامة والأمن النوويين المحتملة التي تواجه المنشأة أثناء الصراع العسكري في البلاد”.
إيصال المساعدات إلى الملايين
مع احتدام القتال في أوكرانيا، تواصل الأمم المتحدة وشركاؤها تقديم المساعدات، لتصل إلى أكثر من خمسة ملايين شخص حتى الآن من هذا العام، مع أكثر من 65 قافلة مشتركة بين الوكالات إلى مناطق الخطوط الأمامية.
وقالت إن العاملين في المجال الإنساني لا يزالون غير قادرين على الوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها روسيا في مناطق دونيتسك ولوهانسك وخيرسون وزابوروجيا، حيث يحتاج ما يقرب من 3.7 مليون شخص إلى المساعدة. ويستمر التواصل مع كل من موسكو وكييف.
يعد الوصول أيضا أمرا بالغ الأهمية في أعقاب تدمير سد كاخوفكا الشهر الماضي، الذي أثر بشكل كبير على المجتمعات على طول نهر دنيبرو وأثر على النظم البيئية المحلية.
رغبة في العودة إلى الوطن
في غضون ذلك، لا يزال النزوح يشكل مصدر قلق خطير. يعيش أكثر من 6.3 مليون أوكراني كلاجئين، ويقدر أن 5.1 مليون شخص نزحوا داخليا.
وقالت منظمة الهجرة الدولية إن ما يقرب من 4.76 مليون شخص عادوا إلى مجتمعاتهم منذ بدء الحرب في شباط/فبراير 2022، بما في ذلك 1.1 مليون لاجئ.
على الرغم من رغبة معظم اللاجئين والنازحين المتبقين في العودة إلى ديارهم، فإن انعدام الأمن يجعل هذا الأمر مستحيلا من الناحية العملية، لأن أوكرانيا الآن من بين أكثر البلدان التي تعاني من الألغام بشدة في العالم.
انتهاكات مروعة لحقوق
كما تحدثت السيدة ديكارلو عن “السجل المروع لانتهاكات حقوق الإنسان” التي ارتكبت خلال الحرب. وشملت الانتهاكات الحرمان التعسفي من الحياة، والاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري، والتعذيب وسوء المعاملة، والعنف الجنسي المرتبط بالنزاع.
وفقا لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، احتجزت روسيا 864 شخصا، مع العديد من الحالات التي ترقى إلى الاختفاء القسري. وأفادت تقارير بتعرض أكثر من 90 في المائة من المحتجزين المدنيين للتعذيب أو سوء المعاملة، بما في ذلك العنف الجنسي.
العدل والمساءلة
وقالت: “نشعر بقلق بالغ إزاء الإعدام بإجراءات موجزة المزعوم لـ 77 مدنيا أثناء احتجازهم تعسفيا من قبل الاتحاد الروسي، كما أفادت المفوضية السامية لحقوق الإنسان”.
كما وثق مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان 75 حالة احتجاز تعسفي من قبل قوات الأمن الأوكرانية، معظمها لأشخاص يشتبه في ارتكابهم جرائم جنائية متعلقة بالنزاع. وفي معظم الحالات، تعرض المحتجزون للتعذيب وسوء المعاملة.
وقالت ديكارلو: “يستحق جميع ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان العدالة والمساءلة، بغض النظر عن الجانب الذي يأتون منه على خط المواجهة. لا يجب السماح للإفلات من العقاب بالبقاء”.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.