نشرت في:
كل شيء من حولنا يحتوي على الرمل، إذ يعتبر ثاني أكثر مادة يستعملها الإنسان بعد الماء. ويقدر باحثون حجم استهلاكنا للرمل سنويا بخمسين مليار طن سنويا، يدخل الجزء الأكبر منها في مشاريع البناء. لكن، ورغم الوفرة الظاهرة لهذه المادة، إلا أن المختصين يُحذرون من عدم مسايرة الطبيعة لوتيرة استخراجنا لها. ودقت الأمم المتحدة مؤخرا ناقوس الخطر بشأن عمليات استخراج الرمل مباشرة من البحار والمحيطات عبر بواخر عائمة. فكيف بعثر الإنسان المسار الطبيعي لإنتاج الرمال؟ الجواب مع ربيع أوسبراهيم.
منذ القدم، استغل الإنسان الرمل لما له من خصائص فريدة. فهو “الصخر السائل” كما يوصف. ويُستعمل الجزء الأكبر من الرمال في البناء وذلك بشكل متزايد لمواكبة النمو الديمغرافي في العالم. ويعتبر استغلال الرمال نشاطا اقتصاديا هاما يُذر مليارات الدولارات سنويا ما يخلق منافسة كبيرة. وعُرفت “مافيا الرمال” في عديد الدول كالهند مثلا.
وتبقى رمال الشواطئ والوديان والمحاجر الأكثر استعمالا لما لها من خصائص هامة في البناء. وقد تبدو كمياتها غير متناهية. لكن وتيرة استغلالنا لها تزعزع التوازنات البيئية المسؤولة عن إنتاجها طبيعيا. لا تقدر الطبيعة حاليا أن تعوض كل الرمال التي نخسرها سنويا.
وفي تقرير لها نُشر هذا الأسبوع، ركزت الأمم المتحدة على مسألة تجريف الرمال من البحار والمحيطات. فبالإضافة إلى استغلال الرمل الظاهر على السطح، في الشواطئ والمحاجر، اخترع الإنسان بواخر متطورة تجرف الرمال وتستخرجها مباشرة من البحر تشبه “المكانس الكهربائية”. وتمكنت الأمم المتحدة هذا العام من تقدير حجم الرمال المستخرجة بهذه الطريقة بفضل الذكاء الاصطناعي والنظام الآلي للتعرف إلى السفن والذي يتيح تحديد مواقعها وتحليل تحركاتها وأنشطتها حول العالم.
وأوضح مدير مركز تحليل البيانات التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة باسكال بيدوتسي خلال مؤتمر صحافي أن سفن الاستخراج “تطحن قاع البحر” و”تعقّمه”، ما يتسبب في اختفاء الكائنات الحية الدقيقة في المحيطات، ويعرّض التنوع البيولوجي والموارد السمكية للخطر، بحسب الخبير.
وتأمل الأمم المتحدة في إجراء مناقشات مع الدول والشركات العاملة في هذا القطاع لحملها على احترام البيئة بشكل أكبر من خلال تحسين ممارسات الاستخراج الخاصة بها.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.