فرنسا على موعد الأحد مع مسيرة دعا إلى تنظيمها رئيسة الجمعية الوطنية يائيل براون بيفيه ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه من أجل “الحفاظ على مبادئ الجمهورية الفرنسية والتنديد بالتصرفات المعادية للسامية”. وبينما يتوقع أن تشارك شخصيات سياسية فرنسية، بما في ذلك مسؤولين من اليمين المتطرف، أعلن حزب “فرنسا الآبية” عدم مشاركته وأضاف أنه سينظم تجمعا موازيا بباريس. نفس الشيء بالنسبة للمجلس الأعلى للديانة الإسلامية الذي سيغيب عن المسيرة. أما الرئيس إيمانويل ماكرون، فرغم مساندته للمسيرة إلا أنه لن يشارك فيها وفق الإليزيه.
نشرت في:
6 دقائق
من المتوقع أن يشارك آلاف الفرنسيين الأحد في مسيرة مناهضة لمعاداة السامية دعا إلى تنظيمها كل من رئيسة الجمعية الوطنية الفرنسية يائيل براون بيفيه ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه.
وفي العاصمة باريس، ستنطلق المسيرة من ساحة ” ليز أنفاليد” متوجهة إلى قصر لوكسمبورغ، مقر مجلس الشيوخ، بمشاركة العديد من الجمعيات الدينية اليهودية، وعلى رأسها المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية بفرنسا وجمعيات حقوقية أخرى، لكن بدون حضور الرئيس إيمانويل ماكرون كما كان يظن البعض.
وفي بيان صدر مساء الجمعة، أكد قصر الإليزيه أن “الرئيس يحيي بكل احترام كل الذين سيشاركون الأحد في المسيرة من أجل الجمهورية وتحرير الرهائن ولمناهضة السامية”. وأضاف الإليزيه: “رئيس الجمهورية يحارب بدون هوادة كل أشكال العنصرية ومعاداة السامية منذ اليوم الأول لولايته الرئاسية، وتنظيم مظاهرات داعمة لهذه المعركة في جميع أنحاء البلاد مصدر للتفاؤل والأمل. ولهذا السبب بالذات الرئيس يحيي كل الذين سيشاركون في المسيرة الأحد من أجل الجمهورية وضد معاداة السامية”.
“الجمهورية في خطر وركائزها مهددة”
يتوقع أن تنطلق المسيرة عند الساعة الثالثة بعد الظهر بمشاركة عدد من الشخصيات السياسية، بينها رئيسة الحكومة إليزابيت بورن وأعضاء الحكومة، إضافة إلى الرئيسين الفرنسيين السابقين فرانسوا هولاند ونيكولا ساركوزي.
وبالتزامن مع المسيرة الكبرى التي ستنظم في العاصمة باريس، دعت بدورها جمعية رؤساء البلديات الفرنسية سكان المدن الأخرى إلى “التجمع أمام مقرات مديريات الأمن” لكل مدينة للتعبير عن تضامنهم مع مبادئ الجمهورية الفرنسية.
اقرأ أيضافرنسا: تسجيل أكثر من ألف اعتداء مرتبط بمعاداة السامية منذ هجوم حماس على إسرائيل
وفي مقال كتبه سويا كل من رئيسة الجمعية الوطنية يائيل براون بيفيه ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه ونشرته صحيفة “لوفيغارو” بشكل حصري، قال المسؤولان “الجمهورية (يقصدان الجمهورية الفرنسية) في خطر وركائزها مهددة. لقد حان الوقت لكي نرد ونتخذ إجراءات للدفاع عن المبادئ التي جعلت بلدنا متينا وقويا، وفي مقدمتها احترام حقوق الإنسان ومبدأ العلمانية الذي يعد ركيزة أساسية من ركائز نموذجنا الإنساني”.
وتابعا: “التعبئة العامة مطلوبة أكثر من أي وقت مضى لإيصال رسالة إلى العالم مفادها أن الجمهورية الفرنسية لم ولن تترك أبدا أية مساحة للظلم والمهانة”.
المجلس الأعلى للديانة الإسلامية يرفض المشاركة بالمسيرة
وبينما سيشارك عدد كبير من الجمعيات الدينية والحقوقية اليهودية في مسيرة الأحد، قرر بالمقابل المجلس الأعلى للديانة الإسلامية عدم الانضمام إليها بحجة أن المسيرة انتقائية و”تدين فقط معاداة السامية بدون الإسلاموفوبيا”.
وقال المجلس في بيان نشرته الصحافة الفرنسية: “هذه المسيرة التي تهدف فقط إلى إدانة معاداة السامية بدون أن تذكر ولو مرة واحدة الإسلاموفوبيا لن تساعد للأسف في لم الشمل وتحقيق الوحدة الوطنية. بالعكس يمكن أن يفسرها المعادون للديانة الإسلامية على أنها رسالة من أجل الإفلات من العقاب”.
وأضاف المجلس بأنه “حارب وسيواصل محاربة معاداة السامية لأن ذلك يشكل سما وتجريدا للعقل”، لكنه أشار في نفس الوقت أنه “يجب القيام بالشيء ذاته لمحاربة جميع أشكال الكراهية والعنصرية التي يعاني منها الكثير من المواطنين الفرنسيين من الديانة الإسلامية”.
وتابع: “المجلس الأعلى للديانة الإسلامية يشارك آلام وقلق الرهائن المحتجزين في غزة. لكن في الوقت نفسه من غير المعقول عدم المطالبة بوقف القصف العشوائي الذي لا يتسبب فقط في مقتل آلاف الضحايا، بينهم أطفال ونساء، بل يضع حياة الرهائن في خطر”.
دعوات لعزل اليمين المتطرف خلال المسيرة
وإلى ذلك، أعلنت غالبية الأحزاب السياسية الفرنسية سواء كانت المعارضة أو المساندة للحكومة مشاركتها في مسيرة الأحد. وفي بيان مشترك، دعا كل من الأحزاب الاشتراكي والشيوعي والخضر الفرنسيين إلى “المشاركة في المسيرة لكن مع الحرص على عدم الاختلاط مع أعضاء حزب اليمين المتطرف على الأرض”.
كما دعت الأحزاب الثلاثة رئيسة الجمعية الوطنية ورئيس مجلس الشيوخ إلى “التصريح علنا بأن كل الأطياف المنتمية إلى اليمين المتطرف وأعضائها غير مرغوب بهم في المظاهرة”. لكن حزب مارين لوبان أجاب بأنه “لا يبالي” باقتراح هذه الأحزاب الثلاثة.
وقالت مارين لوبان، زعيمة حزب التجمع الوطني (اليمين المتطرف): “مكاننا بين أفراد الشعب الفرنسي. سواء كان في وسط الموكب أو خلفه. هذا ليس مشكل بالنسبة لنا”. وأردفت: “نحن لا نريد أن نكون قرب الذين أوصلوا البلاد إلى الوضع التي فيها اليوم وذلك بسبب سياسات الهجرة التي طبقوها”.
أما جان لوك ميلنشون زعيم حزب “فرنسا الأبية” فأعلن أنه لن يشارك في المسيرة. وكتب في تغريدة على حسابه على منصة إكس (تويتر سابقا): “يوم الأحد، “القوس الجمهوري” الذي يمتد من حزب التجمع الوطني وصولا إلى حزب ماكرون الذي يضم يائيل براون بيفيه سينظم مسيرة بحجة التنديد بمعاداة السامية لكنه لن يطلب وقف إطلاق النار. أصدقاء الدعم غير المشروط للمجازر لديهم موعد”.
أكثر من 6000 شرطي لتأمين المسار
وأضاف في تغريدة أخرى: “الرئيس ماكرون محق في قراره (عدم المشاركة في المسيرة). هذه المسيرة المزعومة من أجل مناهضة معاداة السامية والتي دعا إليها ميير حبيب وإيريك زمور ومارين لوبان وبراون بيفيه ولارشيه تشبه المناولة. مثل الرئيس ومثلي أنا، لا تسمحوا لأحد أن يقوم بتضليلكم. لنثق في شعبنا ونقول بأن الكلمة الأخيرة لن تكون للعنصريين”.
وإلى ذلك، أعلنت محافظة باريس أن أكثر من 6000 رجل أمن سيتم نشرهم في شوارع المدن الفرنسية للحيلولة دون وقع أعمال عنف أو أي تصرف مخل بالأمن العام.
فرانس24
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.