عقد مجلس الأمن جلسة اليوم الثلاثاء خصصها لمناقشة الأولويات الاستراتيجية لعناصر شرطة الأمم المتحدة في عمليات السلام.
وخلال حديثه في الجلسة، أثنى جان بيير لاكروا على خدمة وتفاني الضباط والضابطات المنتشرين في عمليات السلام الأممية، والذين يعملون بلا كلل لخدمة المجتمعات في سياقات متزايدة الصعوبة.
وقال إن الصراعات العنيفة تتزايد في أجزاء كثيرة من العالم، منبها إلى بلوغ عدد وكثافة وطول الصراعات في جميع أنحاء العالم “أعلى مستوياتها منذ ما قبل نهاية الحرب الباردة في خضم توترات جيوسياسية متزايدة”.
وفي هذا السياق، يقول لاكروا إن عمليات حفظ السلام الأممية لا يمكنها سوى تحقيق ما أسماه بـ “الأهداف المتوسطة” لحفظ السلام، والتي تشمل الحفاظ على وقف إطلاق النار، وحماية مئات الآلاف من المدنيين، والتوسط في النزاعات المحلية وتعزيز المؤسسات كلما أمكن ذلك.
تعزيز مشاركة النساء
وأشار إلى دمج أجندة المرأة والسلام والأمن في جميع جوانب عمليات حفظ السلام بهدف تعزيز حماية النساء والفتيات في الحالات الضعيفة. وقال إن شرطة الأمم المتحدة تواصل التركيز على تعزيز المشاركة مع المجتمع المدني ومنظمات حقوق المرأة.
واستشهد لاكروا بجمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث أدت الشراكات المجتمعية طويلة الأمد مع المنظمات التي تركز على الإعاقة إلى تحسين فعالية خدمات الشرطة والتواصل مع النساء والفتيات ذوات الإعاقة في المجتمعات المحلية.
أما في جنوب السودان، ومن أجل التصدي للمخاطر المتعلقة بحماية النساء، فقد أجرت شرطة الأمم المتحدة دوريات مراعية للمنظور الجنساني بناء على تحليل لمستويات التهديدات التي تواجهها النساء.
تحدث في جلسة مجلس الأمن أيضا الجنرال كريستوف بيزيمونغو، مفوض الشرطة في بعثة الأمم المتحدة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى (مينوسكا).
وقال إن شرطة مينوسكا ساهمت في بناء قدرات قوات الأمن الداخلي في أفريقيا الوسطى، وساهمت بشكل فعال في اختيار مجندين جدد في قوات الأمن الداخلي من أجل ضمان عملية توظيف شفافة وشاملة على النحو المنصوص عليه في اتفاق السلام.
تعزيز التحول الرقمي في عمليات حفظ السلام
من جانبها، قالت كريستين فوسن، مفوضة الشرطة من بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (أونميس) إنه وعلى الرغم من الاعتراف بالدور المهم الذي تؤديه المرأة في تحقيق السلام المستدام، إلا أن “عدم وجود نساء في المناصب القيادية في جنوب السودان لا يزال يشكل تحديا. خاصة ونحن نتجه نحو الانتخابات”.
وقالت إن خطة العمل الوطنية تحدد بوضوح القيادة النسائية باعتبارها هدفا عاما. “ولدعم ذلك، تستكشف شرطة الأمم المتحدة إمكانية إطلاق مبادرة لبناء كفاءة الضابطات، وتأهيلهن للتنافس على المناصب القيادية”.
متحدثا أما جلسة المجلس، قال فيصل شاهكار، مدير قسم الشرطة ومستشار شرطة الأمم المتحدة إنه وفي سبيل تعزيز التحول الرقمي لعمليات حفظ السلام، سنحتاج، من بين أمور أخرى، إلى أدوات لرصد وتحليل وسائل التواصل الاجتماعي لاستخدامها كآليات للإنذار المبكر وموظفين يتقنون تحليل البيانات وإدارتها والتحقيقات في الجرائم الإلكترونية والأمن السيبراني.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.