قتل رجل فلسطيني الأحد في الضفة الغربية المحتلة وأصيب أربعة فلسطينيين آخرين خلال هجوم شنه مستوطنون إسرائيليون. ويقول السكان إن عنف المستوطنين أصبح أكثر جرأة منذ أن شنت إسرائيل حربا على قطاع غزة بعد هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. وتظهر أرقام الأمم المتحدة أن هجمات المستوطنين اليومية تضاعفت مرتين منذ بدء الحرب الحالية. وقتل أكثر من 200 فلسطيني في أحداث العنف بالضفة الغربية هذا العام، بما في ذلك خلال هجمات نفذها مستوطنون.
نشرت في:
4 دقائق
في أحدث حلقات عنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، قتل فلسطيني رميا بالرصاص الأحد في هجوم لمستوطنين أصيب خلاله أربعة فلسطينيين آخرين. وتشهد الضفة الغربية ارتفاعا في حوادث العنف خلال الأشهر الأخيرة مع استمرار رقعة المستوطنات الإسرائيلية في الاتساع. وتثير هجمات المستوطنين ردود فعل دولية رافضة لها، لكنها لم تتوقف. ويتهم الفلسطينيون وجماعات حقوق الإنسان وحدات الجيش الإسرائيلي منذ وقت طويل باتخاذ موقف المتفرج أمام هذا العنف المتكرر.
ويأتي الهجوم غداة إعلان سكان إحدى البلدات أن مستوطنين هاجموا قريتين فلسطينيين في شمال الضفة الغربية المحتلة وأحرقوا سيارات واشتبكوا مع مواطنين هبوا لمواجهتهم.
وقال مصطفى محمد أحد سكان بلدة قراوة بني حسان حيث قتل رجل عمره 38 عاما رميا بالرصاص “حاصروا البيوت وأحرقوا السيارات دون أن ينهاهم الجندي (الإسرائيلي الذي كان في عين المكان)”.
لكن الجيش الإسرائيلي قال إن الجنود وصلوا إلى موقع الحادث واستخدموا وسائل تفريق الشغب والرصاص الحي لفض الاشتباك بين السكان والمستوطنين.
وذكر الجيش أن الفلسطينيين ردوا بإطلاق الشماريخ، مضيفا أن إسرائيليا وأربعة فلسطينيين أصيبوا في المواجهة. وتابع أن الحادث محل تحقيق وأحيل إلى الشرطة.
وأكدت خدمة الإسعاف الفلسطينية مقتل الرجل، واسمه أحمد عاصي، وقالت إن جنازته أقيمت الأحد.
وقال جمال مرعي، وهو ساكن آخر بقراوة بني حسان، إن حادث السبت وقع بسبب نزاع بدأ حينما طرد فلسطينيون مستوطنا إسرائيليا اصطحب غنمه إلى بساتين الزيتون الفلسطينية حيث أتلفت الغنم أشجارا، مشيرا إلى أن المستوطن عاد معه عشرون مستوطنا وبدأوا في مهاجمة السكان وتخريب الممتلكات.
وفي حادث آخر قال وجيه قط رئيس مجلس قرية ماداما بالقرب من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية إن مجموعة تضم 15 مستوطنا أحرقوا سيارة وحطموا نوافذ منزل بالحجارة. ولم يصدر تعليق على الحادث على الفور من الجيش الإسرائيلي.
ردود فعل دولية
الهجمات هي الأحدث ضمن سلسلة هجمات مماثلة شملت مستوطنين مما أثار إدانة زعماء عالميين بينهم الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي من المقرر أن تفرض إدارته حظرا على منح تأشيرات للمستوطنين المتطرفين.
وقالت الولايات المتحدة إنها مستعدة لحظر إصدار التأشيرات “للمتطرفين” الذين يهاجمون المدنيين في الضفة الغربية المحتلة.
وتصر السلطات الإسرائيلية على أنها لن تتسامح مع استخدام المدنيين الإسرائيليين القوة بلا تصريح ضد الفلسطينيين، لكن الفلسطينيين وجماعات حقوق الإنسان تتهم وحدات الجيش منذ وقت طويل باتخاذ موقف المتفرج في ظل حدوث العنف.
وقالت منظمة ييش دين (يوجد قانون)، وهي منظمة إسرائيلية من المتطوعين في مجال حقوق الإنسان في الضفة الغربية، التي تتابع عنف المستوطنين إن 225 حادث عنف نفذه مستوطنون في 93 تجمعا سكنيا فلسطينيا منذ بداية الحرب المستمرة في قطاع غزة المحاصر.
وقالت فرنسا قالت فرنسا الأربعاء الماضي إن على الاتحاد الأوروبي بحث فرض عقوبات على مستوطنين إسرائيليين يستهدفون الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وقالت آن كلير لوجندر المتحدثة باسم وزارة الخارجية في إفادة صحافية أسبوعية “نعتقد أن المجتمع الدولي لديه دور ليضطلع به في إنهاء أعمال العنف هذه التي تؤدي إلى انعدام الاستقرار في المنطقة بشكل كبير، كما أنها تضر بآفاق حل إقامة دولتين”.
وذكرت أنه لا توجد خيارات مستبعدة بما في ذلك فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الأفراد الذين يمارسون العنف.
وذكر مصدر دبلوماسي فرنسي أن باريس مؤيدة لعقوبات الاتحاد الأوروبي، لكن لم يبدأ بعد النقاش حول المسألة في التكتل.
فرانس24/أ ف ب/ رويترز
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.