- جوناثان أموس
- مراسل بي بي سي للعلوم
وصل أحدث قمر صناعي لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) بنجاح إلى مدار فوق كوكب المريخ الأحد، في مهمة لدراسة تغير المناخ بمرور الزمن على سطح هذا الكوكب من دافئ ورطب إلى بارد جاف.
وكان القمر الصناعي “مايفين” استغرق عشرة أشهر في رحلة بلغت مسافتها 711 مليون كيلومترا للوصول إلى كوكب المريخ، في أول مرة من نوعها لفحص غلافه الجوي الخارجي.
وتهدف البيانات التي سيجمعها “مايفين” إلى مساعدة العلماء في فهم ما حدث للمياه على سطح الكوكب الأحمر، وغاز ثاني أكسيد الكربون الموجودة في غلافه الجوي منذ مليارات السنين.
ويعتبر فقدان كوكب المريخ للهواء على سطحه واحدا من أكبر الألغاز التي لم يجد لها العلم تفسيرا حتى الآن، ويمكن للإجابات على ذلك أن تسلط الضوء على إمكانية أن يكون هذا الكوكب داعما للحياة على سطحه منذ زمن، حتى وإن كانت حياة ميكروبية.
كما يُنتَظر أيضا أن تسهم النتائج التي سيتوصل إليها القمر الصناعي “مايفين” في تعريف البشر بالطريقة التي يمكن لهم من خلالها أن يبقوا على قيد الحياة إذا ما قاموا بزيارة الكوكب الأحمر، في موعد قد يكون قريبا بحلول عام 2030.
وعلق جون كلارك – أحد أعضاء فريق عمل مايفين قائلا: “يعتبر كوكب المريخ مكانا باردا، إلا أنه لا يوجد هناك هواء كافٍ على سطحه. كما أن مناخه شديد البرودة لدرجة دون الصفر بكثير، وكمية الهواء الموجودة تقارب النصف في المئة من معدلات الهواء التي نتنفسها”.
وأضاف كلارك: “إلا أننا نعلم أن كوكب المريخ يمكن أن يطرأ عليه التغيير، وأنه قد يكون مختلفا عما كان عليه في السابق. وهناك الكثير من الشواهد التي تشير إلى وجود مياه متدفقة على سطح الكوكب من تاريخه القديم”.
مرحلة جديدة
ومن المقرر أن يبدأ مايفين بعد ذلك مهمة تستمر لمدة عام، سيعكف خلالها على دراسة الغازات الموجودة في الغلاف الجوي الخارجي للكوكب، وطريقة تفاعله مع الشمس والرياح الشمسية.
وقال بروس جاكوسكي، أحد كبار مسؤولي البحث والتحقيق بفريق مايفين: “حددنا بدايات شهر نوفمبر/تشرين الثاني ليكون البداية الرسمية للمرحلة العلمية من المشروع”.
ومن المقرر أن يقضي مايفين معظم هذه المهمة التي تستمر لعام في الدوران حول الكوكب على ارتفاع يبلغ ثلاثة آلاف و730 ميلا (أي ما يزيد على ستة آلاف كيلومتر) من سطح الكوكب.
إلا أنه من المقرر له أيضا أن ينخفض خمس مرات عن ذلك الارتفاع خلال تلك الفترة إلى ارتفاع يبلغ 78 ميلا (أي ما يقرب من 104 كيلومترات) فوق سطح الكوكب، وذلك للحصول على قراءات للجو من مستويات مختلفة.
وتعتبر وكالة ناسا أكثر الوكالات الفضائية نجاحا في العالم فيما يتعلق بإرسال المسابير والمركبات الفضائية الطوافة إلى كوكب المريخ، وضمت مهمات سابقة سفينتي “فايكينغ 1″ و” فايكينغ 2″ عام 1975، و”عربة التتبع المدارية الاستطلاعية لكوكب المريخ” عام 2005.
مهمة فضاء هندية
كما يعمل المسبار الفضائي كيوريوسيتي، التابع للوكالة الأمريكية، على استكشاف فوهة “غيل” على سطح الكوكب وجبل “شارب”، بحثا عن أي صخور مثيرة للاهتمام، ويقوم بنقل البيانات المتعلقة بما إن كانت هناك شواهد من البيئة على سطح المريخ تظهر قدرتها في السابق على دعم الحياة.
ومن المنتظر أن تصل أيضا في وقت لاحق من هذا الأسبوع، المركبة الفضائية الهندية غير المأهولة “مارس أوربيتر ميشن” أو “موم”، التي من المقرر لها أن تدخل مدار الكوكب خلال الأيام القادمة بعد أن استغرقت رحلتها عشرة أشهر في الفضاء، لتكون بذلك أول مهمة فضائية تطلقها الهند إلى الكوكب الأحمر.
وقال جاكوسكي: “ننتظر بشوق وصول مهمة موم الفضائية الهندية خلال يومين إلى مدار الكوكب، ونرسل لهم من فريق مايفين التمنيات بمهمة ناجحة”.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.