نشرت في:
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حوار حصري مع فرانس24 وإذاعة فرنسا الدولية وفرانس أنفو إنه يجب التوفيق بين مكافحة الفقر والتصدي للتغيرات المناخية. ودعا ماكرون إلى تعبئة دولية من أجل فرض “ضرائب عالمية” من أجل مكافحة تغير المناخ، وذلك في خضم قمة تنظمها باريس من أجل “ميثاق مالي عالمي جديد” لمواجهة تبعات التغيرات المناخية ومكافحة الفقر. وتوقف ماكرون عند الحرب في أوكرانيا إذ اتهم روسيا بالسعي ” لزعزعة الاستقرار في أفريقيا من خلال الاعتماد على مليشيات خاصة تقوم بانتهاكات بحق المدنيين”.
في حوار حصري مع فرانس24 بخصوص أهداف قمة باريس من أجل “ميثاق مالي عالمي جديد” ، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة إشراك الدول الغنية والدول الصاعدة في مكافحة الاحترار المناخي والتقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة، داعيا إلى تعبئة كل دول العالم من أجل فرض “ضرائب عالمية” للمساهمة في مكافحة التغيرات المناخية.
واعتبر ماكرون دول الجنوب بمثابة “رئتي الكوكب” داعيا إلى “تقديم مكافآت لحماية الغابات الاستوائية والتنوع البيولوجي”. وفي هذا الصدد، كشف ماكرون أن صندوق النقد الدولي سيقدم “تمويلات في هذا المجال”.
وتحدث الرئيس الفرنسي عن شراكات مع عدة دول من أجل “التحول العادل” في مجال الطاقة مشيرا إلى نموذج السنغال والمساعدات المقدمة لها للاعتماد على الغاز والطاقات المتجددة.
“ضرائب عالمية” لمكافحة تغير المناخ
وبخصوص تمويلات الحد من التغيرات المناخية، اعتبر ماكرون أنه من الضروري تعبئة القطاع الخاص في هذا المجال وطالب بتخصيص “ضرائب عالمية” على الشركات الكبرى للمساهمة في هذا المجهود مضيفا “لكن يجب أن تساهم كل الدول في هذا المجهود وإذا قمنا نحن في فرنسا بفرض هذه الضرائب لوحدنا فإن ذلك سيلحق بنا الضرر”.
إلغاء ديون الدول الفقيرة لا يمثل حلا
وبخصوص مديونية الدول الفقيرة خصوصا في القارة الأفريقية، شدد الرئيس الفرنسي على أن إلغاء ديون هذه الدول لا يمثل حلا على المدى الطويل قائلا “إذا قلنا لجميع المقرضين أننا سنقوم بإلغاء الديون، فإننا لن نجد مقرضا لتقديم أموال لهذه الدول مستقبلا. علينا توفير نماذج قابلة للاستدامة وإعادة هيكلة هذه الديون”. مضيفا “في الماضي عندما قمنا بإلغاء هذه الديون، ذهبت هذه الدول للاقتراض من الصين. وينبغي التخلي عن هذه الديون عندما تقوم هذه الدول بالإصلاحات”.
على روسيا “احترام القانون الدولي”
أما بخصوص التعامل مع روسيا التي تعد من بين أكبر منتجي الطاقة الأحفورية في العالم، أكد ماكرون أن روسيا تعيش عزلة دولية، مشددا على ضرورة أن توقف موسكو الحرب (في أوكرانيا) و “تحترم القانون الدولي”.
واعتبر الرئيس الفرنسي أن موسكو أوجدت نفسها “في وضع لا تحترم (خلاله) القانون الدولي، وباتت إحدى القوى الاستعمارية القليلة في القرن الحادي والعشرين، من خلال شن حرب استعمارية على جارتها أوكرانيا”.
وردا على سؤال عما سيكون عليه رد فعله في حال اتصل به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال ماكرون “بالتأكيد سأجيب”، مضيفا “إذا اتصل بي ليقترح علي أمرا ما، سأتجاوب لأن فرنسا كانت دائما قوة مسهلة ووسيطة”.
إلا أنه أشار إلى أن “استئناف الحوار لن يكون ممكنا إلا في حال احترام القانون الدولي، وهو الوحيد الذي يتيح لنا العيش بسلام”.
وشدد ماكرون على عدم وجود سبب يدعوه في الوقت الراهن للمبادرة إلى الاتصال بنظيره الروسي، آملا في أن “يحين الوقت… لمفاوضات وفق شروط أوكرانيا”.
إلى ذلك، وجه الرئيس الفرنسي اتهامات لروسيا بالسعي “لزعزعة استقرار أفريقيا” واعتماد خيارات “لا تصب في صالح المجتمع الدولي.
وقال ماكرون إن روسيا “قوة مزعزعة للاستقرار في أفريقيا عبر ميليشيات خاصة” تنكل بالمدنيين، مشيرا إلى أن “الأمم المتحدة وثقت (حصول) ذلك عبر مجموعة فاغنر في جمهورية أفريقيا الوسطى”.
Share this content: