الوضع في المغرب العربي يزداد تأزما من ناحية الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وتسجل في المغرب والجزائر تحركات وتظاهرات تحت عناوين مختلفة منها البطالة ومنها ارتفاع الأسعار ومنها الاحتجاج على التقشف ما دفع البعض للقول إن تلك الدول قد تكون على أبواب ربيع عربي جديد.
فطبيعة التحركات فيها شبيهة بتلك التى ادت الى إنتفاضات، حتى ان الجزائر والمغرب شهدتا تحركات مكثفة، وقد وصلت تحركات الأساتذة في المغرب مثلا الى حد وصفت معه بأنها الاكبر منذ تظاهرات العام ٢٠١١ عندما شهد المغرب حراكا انتهى بوعود وتعديلات دستورية نفست الاحتقان .
منع تجول في تونس
اما الوضع في تونس هذه الايام فهو الأكثر شبها للوضع في تونس نفسها قبل اندلاع الثورة مع تسجيل احتجاجات اعتبرت الأوسع منذ سقوط النظام السابق، توقفت بفرض
منع التجول والاحتواء، ولكن جوهر التحركات الا وهو البطالة ، ما زال مشكلة قائمة لا بل معضلة.
هل نحن امام ربيع مغاربي؟
السؤال الابرز حاليا هل نحن امام ربيع عربي مغاربي؟ هذا السؤاب طرح في حلقة هذا الاسبوع من دنيانا مع بشرى حميدة بلحاج
النائبة التونسية عن حزب نداء تونس ونجاة ايخيش الناشطة في مجال حقوق الانسان في المغرب و أميرة بوراوي الطبية النسائية
الجزائرية التي وصفت بأيقونة المعارضة الجزائرية والتي حاولت الشرطة تعريتها خلال تظاهرات ٢٠١١ ووزعت صورها لذلها.
هذا السؤال تفاوتت الأجوبة بشأنه فبينما اعتبرت بشرى من تونس أن احتجاجات تونس دفعت للنظر في عمق الحلول وان كانت البطالة مشكلة تحتاج الى وقت لحلها، قالت أميرة بوراوي إن المشهد العربي مرعب ولا نريد تكراره في الجزائر بضوء الخوف من أن تتحول الدولة من خلال الاحتجاجات على واقعها الاجتماعي الى دولة شبيهة بليبيا او بسوريا .
الخوف نفسه دفع نجاة ايخيش من المغرب الى القول إن الشعب المغربي يريد التغيير ولكن عندما تصل الاحتجاجات الى ثورة فإن صورة سوريا وما يجري فيها ستكون ماثلة امام الناشطين.
يخشى الجزائريون كما تقول أميرة من تكرار العشرية السوداء في إشارة الى ما شهدته الجزائر من اقتتال بعد وصول الاسلاميبن الى السلطة وهي بالتالي تخشى وصولهم مجددا رغم أنها من أشد المعارضين للرئيس الحالي . وتخشى نجاة ان يفقد المغرب استقراره الأمني في حال انفجرت التحركات المطلبية لكنها في الوقت ذاته تقول إن السلطة تستخدم الامن كوسيلة لتخويف الناس من اي تغيير .
حلقة مفرغة تدور فيها دول المغرب العربي او المغرب العربي الكبير كما فضلت المشاركات وصفه، الناس تخشى انهيار الدولة في تصاعد الحراك الاجتماعي لكنها في الوقت نفسه تريد التغيير.
برنامج “دنيانا” برنامج حواري يعده فريق نسائي عربي وتقدمه كل اسبوع من بيروت ندى عبد الصمد بمشاركة ثلاث نساء عربيات، في مناقشة لأكثر القضايا والموضوعات التي تثير جدلا.
لكن موضوعات البرنامج لا تقتصر على “القضايا النسائية” فقط.
يبث البرنامج على شاشة بي بي سي العربية واذاعتها كل يوم جمعة في الساعة السابعة وخمس دقائق مساء بتوقيت غرينتش.
ويهدف إلى اطلاق نقاش حر لسماع آراء شريحة واسعة من نساء العالم العربي في قضايا سياسية وغيرها، وليس في قضايا المرأة التقليدية.
تناولت موضوع الفن في خدمة القضايا الوطنية، وموضوع تغيير الدين في العالم العربي، كما تتطرق الحلقة إلى الانقسام المذهبي الذي تشهده المنطقة العربية هذه الأيام.
Share this content: