أسفر قصف متبادل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عن مقتل 12 مدنيا على الأقل في نيالا، المدينة الواقعة جنوب إقليم دارفور، والتي يواصل السكان الفرار منها. يأتي ذلك بالتزامن مع ارتفاع حدة القتال في الخرطوم وبحري وأم درمان، وهي المدن الثلاث التي تشكل منطقة العاصمة الكبرى. وازدادت الأعمال القتالية منذ أن انتهك طرفا الصراع سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار، التي جرى التوصل إليها في جدة بعد محادثات قادتها الولايات المتحدة والسعودية. وتأجلت المحادثات الأسبوع الماضي.
نشرت في:
اتسع نطاق المعارك الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في دارفور في غرب السودان، الأحد، حيث أسفر قصف متبادل عن مقتل 12 مدنيا على الأقل في نيالا، المدينة الواقعة في جنوب الإقليم، والتي يواصل السكان الفرار منها.
وقال طبيب في المدينة لوكالة الأنباء الفرنسية، طالبا عدم نشر اسمه، إن “12 مدنيا قتلوا في نيالا، بحسب حصيلة أولية”.
وأضاف: “نحن نعرف أن آخرين قتلوا أو جرحوا، ولم يتمكنوا من الوصول إلى المستشفى، لأن المعارك العنيفة تحول دون التنقلات”.
ومنذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من نيسان/أبريل بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو، أسفرت المعارك عن مقتل 2800 شخص، وفق منظمة أكلد غير الحكومية، كما نزح أو لجأ إلى الدول المجاورة 2،5 مليون سوداني، وفق الأمم المتحدة.
وكانت حصيلة الضحايا ثقيلة، خصوصا في الجنينة، عاصمة غرب دارفور، حيث انضم للقتال مدنيون مسلحون ومقاتلون قبليون.
ووفق الأمم المتحدة، سقط في الجنينة “1100 قتيل”، كما وقعت تجاوزات يمكن أن ترقى إلى “جرائم ضد الإنسانية”.
وفي الشوارع الطينية في الجنينة، لا تزال حتى اليوم جثث مغطاة بملابس على عجل ترقد على الأرض تحت شمس حارقة، فيما أبواب عدد من المتاجر مغلقة، وأخرى مشرعة تعرضت للنهب.
وعلى الطريق المؤدية إلى تشاد، تواصل أعداد كبيرة من العائلات الفرار، وتحاول تجنب الطلقات الطائشة من الجانبين.
ولجأ 16 ألف سوداني حتى اليوم إلى تشاد هربا من الحرب.
قصف في الخرطوم
وعلى الناحية الأخرى من الحدود، يقيم اللاجئون السودانيون أسفل أسقف صنعت من فروع الأشجار، أو يقفون في طوابير طويلة للحصول على حصتهم من المياه والغذاء.
وبالمجمل، نزح 2.2 مليون سوداني داخل بلادهم، فيما لجأ نصف مليون آخرون إلى الدول المجاورة.
وتحاول الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الإنسانية مساعدة هؤلاء اللاجئين، الذين لم يتمكنوا من حمل أي شيء معهم حين خرجوا من بيوتهم التي تحتل أغلبيتها الآن قوات الدعم السريع.
لكن تمويل الاحتياجات الإنسانية غير متوفر.
كذلك فإن العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، الذين يطالبون منذ نيسان/أبريل بتمكينهم من الوصول للمدنيين، يواصلون الشكوى من العقبات الإدارية التي يواجهونها.
ومن دون مساعدتهم، لا يستطيع نصف سكان السودان البقاء على قيد الحياة، وفق الأمم المتحدة. ومع ذلك، فإن الممرات الآمنة اللازمة لم تتوفر بعد، وكذلك تأشيرات الدخول اللازمة لأجانب لمساعدة العاملين المحليين المنهكين.
وعلى مدى أسابيع، حاول الأمريكيون والسعوديون حمل طرفي الصراع على الوصول إلى تسويات، أو إلزامهما على الأقل بفتح ممرات آمنة. لكن منذ الأربعاء علقت واشنطن جهودها.
وفي العاصمة الخرطوم، صعد الجيش قصفه الجوي، في حين ضاعفت قوات الدعم السريع عدد الحواجز التي تقيمها على الطرق، وكثفت قصفها المدفعي لمواقع الجيش والشرطة.
والأحد، أكد مصدر في قوات الدعم السريع لوكالة الأنباء الفرنسية، أن هذه القوات “سيطرت على قاعدة للشرطة في جنوب الخرطوم، وعلى كل المعدات التي كانت بداخلها”.
والسبت، أعلنت قوات الدعم السريع إسقاط طائرتين حربيتين للجيش.
من جهته، أكد الجيش أنه صد “ثلاث هجمات للمتمردين”.
ومع كل رشقة نيران أو طلعة جوية، تهتز المنازل في الخرطوم، فيما يعيش من فيها في درجات حرارة شديدة الارتفاع، وفي ظل انقطاع للمياه والكهرباء لفترات طويلة.
والأحد، قال العديد من سكان العاصمة لوكالة الأنباء الفرنسية، إنهم سمعوا دوي قصف مدفعي في جنوب العاصمة، وأزيز رصاص في ضواحيها.
وأكد أحد سكان أم درمان لوكالة الأنباء الفرنسية، أن “صواريخ تسقط على المنازل” في الضاحية الواقعة شمال غرب الخرطوم.
فرانس 24/ أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.