تركز دورة لجنة وضع المرأة هذا العام على الابتكار والتغيير التكنولوجي والتعليم في العصر الرقمي لتعزيز العمل لسد الفجوات بين الجنسين في هذا المجال.
شارك في الندوة وزيرات ووزراء من عدة دول عربية. ونظمتها منظمة المرأة العربية بالتعاون مع الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية والوكالة الألمانية للتعاون الدولي، وقد طرحت خلالها الدكتورة فاديا كيوان المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية مبادرة تهدف إلى تحفيز مؤسسات القطاع الخاص على تعزيز المسؤولية الاجتماعية.
ودعت إلى وضع “ميثاق عالمي للرقمنة” برعاية الأمين العام للأمم المتحدة.
وكانت الندوة بمثابة “مساحة حوار ونقاش” حول أبرز التحديات والفرص في الدول العربية فيما يتعلق بالتحول الرقمي ودوره في التمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء في المنطقة العربية، وقد شهدت عرضا مهما لأبرز المبادرات التحفيزية في عدد من الدول العربية، حسبما أفادت الوزيرة اللبنانية السابقة، وعضوة المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية، وفاء الضيقة حمزة، التي أدارت الندوة.
وقالت إن الندوة بحثت أيضا موضوع الفجوة الرقمية بين الجنسين التي تحتاج إلى الكثير من “التدخلات والعمل في إطار استراتيجي وقرار وطني يرصد- بمؤشرات واضحة- إدماج مفهوم المساواة بين الجنسين في كل السياسات المعنية بالتكنولوجيا والتحول الرقمي”.
وأكدت على أهمية الاستثمار في طاقات النساء والفتيات في المنطقة العربية لاسيما وأنهن يشكلن أكثر من 60 في المائة من حملة الشهادات في المجالات العلمية والرياضيات والهندسة، على حد تعبيرها. وأضافت:
“تدخل النساء والفتيات في العالم ككل وبالمنطقة العربية على وجه الخصوص هذه الثورة الرقمية وهن مثقلات بالتمييز في القوانين والتشريعات والقوالب النمطية. هن يردن أن يتزودن بعالم المعرفة ويسرعن الخطوة لكن هناك قوى تعيدهن إلى الخلف. إنهن يخضن معركة”.
وشددت السيدة وفاء على ضرورة التحلي بالقناعة والإرادة والالتزام إذا أردنا تغيير هذا الواقع، منبهة إلى أن العالم لا يمكن أن يبقى فقط عالما ذكوريا ويجب أن تكون مبادئ المساواة والحقوق الإنسانية جزءا لا يتجزأ من هذه الثورة الرقمية. ومضت قائلة:
“لا يمكن أن تتحقق أهـداف التنمية المستدامة إلا إذا كان هناك استثمار في كل القدرات البشرية، نساء ورجالا، كبارا وشبابا، وذوي الإعاقة، والناس في الريف والمدن”.
محو الأمية الرقمية في لبنان
بدورها، تطرقت الدكتورة كلودين عون رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية وعضوة المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية إلى التحديات المختلفة التي يواجهها العالم العربي وخاصة الفجوة الموجودة بين الفتيات والشباب فيما يتعلق بالتحصيل العلمي، مشيرة إلى أن الاستراتيجية الوطنية للمرأة في لبنان تسعى إلى محو الأمية الرقمية وتشجيع الفتيات على الانخراط في قطاع التحول الرقمي- قطاع المستقبل- كي يتمكن من مواكبته. ودعت الدول العربية إلى أن تأخذ بعين الاعتبار مفهوم النوع الاجتماعي في سياساتها.
وقالت المسؤولة اللبنانية – التي ترأست وفد بلادها المشارك في اجتماعات لجنة وضع المرأة – إن لبنان يمر بأزمة حادة على كافة الأصعدة “ونحن بحاجة إلى الاستثمار في قوتنا وقدراتنا كي نتمكن من النهوض وبناء البلد على قيم المساواة والإنسانية”.
مبادرة “مكين” توفر فرص العمل في سلطنة عمان
تحدثت في الندوة أيضا السيدة معاني بنت عبد الله البوسعيدية، المديرة العامة للتنمية الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية في سلطنة عمان ورئيسة المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية في دورتها العشرين.
وتطرقت المسؤولة العمانية إلى مبادرة “مكين” وهي مبادرة وطنية أطلقتها وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات في سلطنة عمان، وتهدف إلى تأهيل الشباب العماني من الجنسين بالمهارات الرقمية الحديثة والأكثر طلبا في السوق لفتح فرص عمل جديدة مدرة للدخل.
كما تحدثت السيدة عواطف حيار وزيرة التضامن الاجتماعي والأسرة في المملكة المغربية، مشيرة إلى “الإقبال الكبير” للنساء المغربيات على دراسة العلوم والتكنولوجيا.
آدم أحمد بخيت، وزير التنمية الاجتماعية في السودان تطرق في إفادته إلى الجهود التي تبذلها سلطات بلاده لمساعدة النساء في مجال الابتكار والرقمنة.
سفينيا شولتسه، وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية، في ألمانيا قالت إن النساء وعلى الرغم من أنهن يمثلن نصف سكان الكوكب إلا أن الرجال يمثلون الغالبية في القطاع الرقمي. ومضت قائلة:
“عدد النساء اللائي يحصلن على الإنترنت عبر الهاتف المحمول يقل بمقدار 234 مليونا عن عدد الرجال. الرجال أكثر أربع مرات من النساء في معرفة القراءة والكتابة الرقمية الأساسية، وهم يمثلون أكثر من 75 في المائة من الموظفين في القطاع الرقمي”.
فتيات عربيات مبدعات
وشهدت الفعالية عرض مقاطع مصورة لفتيات عربيات فزن بجوائز في مسابقة “تصميم أفضل تطبيق على الهاتف المحمول لتمكين المرأة الريفية في المنطقة العربية“ التي نظمتها منظمة المرأة العربية بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في سنة 2020.
واشتملت المسابقة على ثلاثة مجالات هي: أولا، الإدارة الجيدة للمحاصيل والمزارع، وثانيا الربط بين منتجات المرأة الريفية والأسواق المحلية، وثالثا التصدي للتحديات التي تواجه المرأة الريفية، ومن بينها مواجهة الكوارث الطبيعية، ومواجهة الصعوبات والمعوقات الاجتماعية.
فازت بالمركز الذهبي تبيان محمد الطيب عبد القادر من السودان عن تطبيق (هي) وتدور فكرته حول تقديم مجموعة من الخدمات القانونية والتوعوية والطبية والاجتماعية للمرأة الريفية.
فيما فازت بالمركز الفضي مريم عبد الرحمن النعيمية وميرة سليمان العزانية من سلطنة عمان وإيناس شادول محمد من السودان عن تطبيق (شتلة)، وتدور فكرته حول تقديم المساعدة للمرأة الريفية لمتابعة محاصيل مزرعتها بطريقة سهلة ومبتكرة.
المركز البرونزي فازت به ماري ايليان عبود، وجينا فياض وسينتيا يوحنا من لبنان عن مشروع تطبيق (مونتنا)، والذي يشكل منصة تجمع كافة السيدات اللواتي يرغبن بالتواجد في موقع موحد يسمح بربطهن مع المستهلك الذي يمكنه مقارنة المنتجات وأسعارها والتعرف على منتجيها.
من فئة الفتيات دون الـ 18 عاما، فازت كل من وفاء حسان الحايك ودينا ليث الدويري من الأردن عن مشروع تطبيق (بيت شعر) ويتكون من ثلاث واجهات ليفيد الموظفات، وأصحاب الأعمال المحلية والزبائن.
يشار إلى أن منظمة المرأة العربية هي منظمة حكومية تعمل في إطار جامعة الدول العربية.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.