بمناسبة اليوم الدولي للمرأة والفتاة في مجال العلوم، الموافق 11 شباط/فبراير، نسترجع معكم حوارات أجريناها مع خمس عالمات شابات عربيات سطعن في مجال العلوم، وحققن إنجازات واختراعات علمية بارزة، وحصلن على جوائز مرموقة تقديرا لدورهن في ترقية وتطوير العلم.
من مصر.. سارة عبد القادر تعالج مشكلة زراعية عصية
تخرجت المهندسة سارة عبد القادر في الجامعة الأمريكية في الشارقة وحصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية. كما حصلت على درجة الماجستير في الهندسة البيئية في الجامعة الأمريكية في القاهرة.
تؤمن المهندسة سارة- وهي أخصائية بيئية- بأن الهندسة هي المفتاح السحري لإيجاد الحلول التي تفيد البشرية.
شاركت في عدد من الأبحاث المتعلقة بالمياه ومعالجتها وإدارتها. وقد فازت بجائزة برنامج “لوريال-يونسكو للمرأة في العلوم 2021 للمواهب الشابة”.
وهي تحضر الدكتوراة حاليا في معهد الصحة العالمية وعلم البيئة البشرية في الجامعة الأمريكية في القاهرة.
تقول المهندسة سارة إن بعض الأماكن- وخاصة المناطق النائية في الريف المصري لا يتوفر بها نظام صرف صحي جيد ولا توجد بها محطات لمعالجة مياه الصرف الصناعي- وبالتالي تكون مياه الصرف الزراعي ملوثة بمياه الصرف الصحي. وفي هذه الحالة تظهر الحاجة لمعالجة مياه الصرف الزراعي بشكل أكثر تقدما لكي نتمكن من إعادة استخدامها.
وتشير إلى أن فكرة بحثها تقوم على تصنيع أو تصميم وحدة معالجة مكونة من مواد قليلة التكلفة ومن المخلفات الزراعية الصلبة. يمكن وضع هذه الوحدة في المصرف بحيث يتمكن العامل أو المزارع من أخذ المياه منها مباشرة بعد معالجتها.
وقدمت المهندسة سارة نصيحة للفتيات اللواتي يرغبن في دراسة الهندسة:
“أقول لهن إن هذا المجال يحتاج إلى الشغف، والحب، والاتقان، والالتزام. والبنات لديهن هذه الصفات. تبلغ نسبة الفتيات اللواتي يتخرجن من كليات العلوم والهندسة في مصر حوالي 48 في المائة. معروف دائما أن البنات أكثر التزاما بالجامعات والدراسة. لدى البنات الكثير من الطاقة، ولكن هذه الطاقة إما أنها مهدرة بسبب بعض القيود المجتمعية، أو القيود التي تفرضها الفتيات على أنفسهن، ويتعقدن أنهن غير قادرات، طبعا يعود هذا إلى موروث ثقافي أو تربوي. نصيحتي لأي بنت هي عدم الاستسلام للقيود الداخلية، كأن تعتقد إحداهن بأن مجال الهندسة صعب، وأن الرياضيات معقدة وتسبب (وجع دماغ).”
من لبنان.. أريج يحيى تشرح لنا السّمات الشخصية وعلاقاتها بالفجوات بين الجنسين
أريج يحيى، شابة لبنانية تعيش في دولة قطر منذ 9 سنوات. وهي طالبة دراسات عليا في قسم علم النفس بجامعة وارويك، وتركز أبحاثها على فهم السمات الشخصية التي توسع الفجوة بين الجنسين.
إلى جانب دراستها للحصول على درجة الدكتوراه، أريج عضوة في هيئة التدريس بجامعة قطر. تدرس السنة الأولى في علم النفس حيث تساعد الطلاب على تطوير التفكير النقدي وإدارة الوقت وتقنيات البحث الأساسية ومجموعة واسعة من المهارات الأخرى الحيوية للنجاح في الجامعة.
فازت أريج بـ “جائزة لوريال-اليونسكو للمرأة في العلوم” عن بحثها الذي يتناول تحديد العوامل التي تدفع إلى اتساع الفجوة بين الجنسين في سمات الشخصية من أجل تقييم أكبر للسياسات الجنسانية الحالية والمستقبلية.
وقدمت لنا السيدة أريج نبذة عن بحثها:
“من المعروف أن هناك فروقاً بين الإناث والذكور في السمات الشخصية وتأكد هذا عبر الأبحاث والثقافات المختلفة. وبديهياً أن نتوقع أن الفروق بين الجنسين في السمات الشخصية ستكون أقل في الثقافات الأكثر نموا وتطورا. ولكن نتائج الدراسات التي توصلنا إليها في الماضي تؤكد عكس ذلك تماما، فالفروق في السمات الشخصية بين الرجال والنساء في المناطق الأكثر نموا نلاحظ أنها أكبر، وهذه الظاهرة غير بديهية. فمن المهم بالنسبة لنا دراسة هذه الظاهرة لأنها تساعد على تحديد دور البيئة في تكوين الشخصية”.
من العراق.. سما حسان علي تبتكر حلولا لمعالجة التلوث النفطي
هل يمكن معالجة التلوّث النفطي بطرق صديقة للبيئة ومنخفضة التكلفة؟ ما من شيء يستحيل على العقول الحالمة الشابة. فقد ركّز بحث أجرته الشابة العراقية سما حسّان علي رحمة الله، طالبة الدكتوراة في جامعة المستنصرية في العراق على الوسائل الممكنة للتخلص من التلوث البيئي. وتأمل سما في أن يتم تطبيقه في بلدها العراق وخارجه.
ويركّز بحث سما على معالجة المحتوى العالي من المعادن الثقيلة المتراكمة في النباتات والتربة بواسطة مخلفات النفط الخام التي تسبب أضرارا بيئية كبيرة وتهدد صحة المجتمع حوله بواسطة استخدام طرق بيولوجية (من مخلفات الطبيعة) صديقة للبيئة ومنخفضة التكاليف.
لاقى بحث الشابة العراقية استحسانا من قبل لوريال-اليونسكو للمرأة في العلوم، وحصلت بموجبه على جائزة.
للشابة العراقية رسالة مهمة للفتيات: “يجب تشجيع الفتيات على الدخول في المجال العلمي لأن المرأة هي نصف المجتمع، وبالتالي هي نصف إمكانياته. فعند دخول المرأة إلى المجال العلمي، يؤدي ذلك إلى إطلاق إمكانيات المجتمع الكاملة، وتحقيق أحد أهـداف التنمية المستدامة“.
من الإمارات.. حليمة النقبي وتكنولوجيا زرع الأعضاء
العالمة الإماراتية الشابة حليمة النقبي كانت من بين من تم اختيارهن للفوز بجائزة فخرية من برنامج لوريال-اليونسكو عند تكريمه أعمال 14 عالمة عربية.
ويهدف مشروع حليمة النقبي البحثي إلى حل التحديات المرتبطة بالتكنولوجيا الحالية لمطابقة الأنسجة بين المتبرعين ومرضى الزرع من أجل تقليل الآثار الجانبية لزرع الأعضاء، وتحسين الجودة من خلال دراسة الجينات التي تتحكم في استجابة الجهاز المناعي في سكان دولة الإمارات العربية المتحدة.
تقول النقبي: “الطريق لأي أمر عظيم يحتاج منك المثابرة. فرحلة العلم ليست سباقاً، بل هي ماراثون. لذلك، يجب أن تكوني دائما على اطلاع دائم بالتطورات الجديدة من خلال القراءة وحضور المؤتمرات العلمية أو الانضمام إلى مجتمعات علمية في مجال تخصصك. قد تشعرين بالإرهاق من الساعات الطويلة في المختبر والنقد المباشر من الآخرين فيما يتعلق بفرضيتك أو منهاجك العلمي أو منشوراتك. ومع ذلك، يجب أن يكون حبنا للتحدي هو دافعنا لعدم التوقف أبدا ويجب أن تكون لدينا مرونة في التعامل مع العوائق”.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.