دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون نظيره الروسي دعم بلاده “بشكل عاجل” للانضمام إلى مجموعة “بريكس” لأن ” الوضع الدولي الراهن مضطرب جدا” حسبه. وجاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها تبون إلى موسكو والتي تم التوقيع خلالها على عدة اتفاقيات اقتصادية. كما قام تبون أيضا بتدشين نصب تذكاري للأمير عبد القادر في قلب موسكو امتنانا للدور الذي لعبه في حماية أعضاء القنصلية الروسية في دمشق سنة 1860.
نشرت في:
أنهى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الجمعة زيارته إلى روسيا التي دامت ثلاثة أيام بالإعلان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عن “شراكة استراتيجية معمقة” بين البلدين والتوقيع على ثماني معاهدات تشمل مجالات عدة، من بينها منظومة القضاء وقطاعات الزراعة والاتصالات والثقافة بالإضافة إلى استكشاف الفضاء “لأهداف سلمية”.
وحافظت الجزائر وموسكو على علاقات مميزة منذ أن دعم الاتحاد السوفياتي السابق الجزائريين خلال حرب الاستقلال عن فرنسا (1954-1962).
وقال تبون خلال جلسة التوقيع التي جرت في قصر الكرملين الخميس: “علاقاتنا تاريخية وقوية مع روسيا. سنعمق التشاور أكثر حول النقاط التي تهمنا”. وأضاف أن “العدد الكبير من الاتفاقيات التي وقعنا عليها تبين بوضوح مدى رغبتنا في تعميق أفاق الشراكة”، معبرا في الوقت نفسه عن رضاه بشأن “المستوى الذي وصلت إليه العلاقات” بين البلدين.
>> اقرأ أيضا : بوتين وتبون يتفقان على “تعميق الشراكة الاستراتيجية” بين روسيا والجزائر
وتابع تبون خلال اللقاء الذي جمع الوفدان الجزائري والروسي وبحضور الرئيس بوتين” التشاور بين الأصدقاء ضروري في كل الظروف. نحن مطالبون بالتشاور فيما يخص كل النقاط التي تهمنا”.
واستطرد: “نحن متفقون بشأن الوضع الدولي المضطرب جدا، ولذا نريد التعجيل بانضمامنا إلى منظمة بريكس لما فيه من فائدة على اقتصادنا”.
وبريكس عبارة عن تكتل سياسي واقتصادي عالمي بارز يضم كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وهو يستقطب إلى جانب الجزائر اهتمام دول كثيرة في منطقة الشرق الأوسط مثل السعودية وإيران.
تدشين نصب تذكاري للأمير عبد القادر في موسكو
وتعد هذه الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها تبون إلى روسيا منذ توليه سدة الحكم في 2019. فيما تجمع البلدان علاقات اقتصادية وعسكرية قوية، إذ تعتبر موسكو من بين مزودي الأسلحة الأساسيين للجزائر.
من جهته، أعرب بوتين عن تقديره للدور الذي تلعبه الجزائر في أفريقيا والعالم العربي واصفا إياها بـ”الشريك المفتاح في العالم العربي والأفريقي”، منوها يأن” الزيارة جرت في جو عملي وناجح. والدليل على ذلك الاتفاقيات الموقعة بين البلدين والهادفة إلى تعزيز التعاون في مختلف الأصعدة”.
>> اقرأ أيضا : الجزائر: ماذا يريد الرئيس تبون من زيارة موسكو؟
واغتنم عبد المجيد تبون فرصة تواجده في موسكو لتدشين ساحة الأمير عبد القادر والنصب التذكاري المخلد له. وكتب على النصب وفق ما نشرته الرئاسة الجزائرية أن الأمير عبد القادر قد تقلد من روسيا لقب ووسام “فارس من وسام النصر الأبيض الروسي” لما قام به في حماية أعضاء القنصلية الروسية في دمشق سنة 1860. وهو أول نصب تذكاري يمجد شخصية إسلامية وعربية يقام في روسيا.
على المستوى الخارجي، تحدث تبون عن ملفين يحظيان حسبه بتوافق تام في الرؤى بين روسيا والجزائر وهما الملف الليبي والمالي.
وقال تبون “ليبيا بلد صديق للجزائر ولروسيا أيضا، ولذا نريد أن يعم الأمن والاستقرار فيه”. فيما حيا أيضا “العلاقات الراهنة بين روسيا ومالي”، طالبا من موسكو دعما أكثر من أجل “تعزيز وتثبيت اتفاق الجزائر” بشأن مالي ومشددا بأن “حل الأزمة المالية لن تتم إلا بفضل هذا الاتفاق وبعيدا عن القوة”.
دعوة رجال الأعمال الروس إلى الاستثمار في الجزائر
كما تطرق تبون أيضا إلى الوضع الدولي الراهن وقال بأنه “مضطرب جدا ولذا نريد التعجيل في انضمامنا إلى منظمة “بريكس” حتى ندخل في تنظيم آخر غير الدولار أو اليورو ولكونه سيعود بالفائدة لاقتصادنا”.
أما على الصعيد الاقتصادي، جدد تبون دعوته إلى المتعاملين الاقتصاديين الروس لـ”الاستثمار في الجزائر التي تتوفر اليوم على بيئة استثمارية ملائمة، بفضل الإجراءات التحفيزية والامتيازات التي يتضمنها القانون الجديد للاستثمار”، وفق ما قاله. فيما أشار إلى “اعتماد خارطة طريق طموحة للتعاون الثنائي، ترمي إلى الاستفادة من أوجه التكامل الاقتصادي بين البلدين”. وتابع تبون أن “الاستثمار في الجزائر آمن ومضمون”.
>> اقرأ أيضا : الرئيس الجزائري يبدأ زيارة إلى روسيا “في إطار تعزيز التعاون بين البلدين”
في الملف الأوكراني، شكر الرئيس الجزائري نظيره الروسي لقبوله وساطة الجزائر في النزاع القائم بين روسيا الصديقة وأوكرانيا، وأكد له أن هذه الثقة “ستكون في محلها”. لكنه لم يكشف عن مضمون هذه الوساطة الهادفة إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا.
أما بوتين، فقد أكد أن العلاقات الروسية الجزائرية تعتمد على الاحترام المتبادل للمصالح وتمتاز بتبادل المنافع وتشهد تقدما وتطورا في جو من الصداقة والاحترام”، مشيرا إلى “الاحتفال بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر وموسكو”.
فرانس24
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.