بدأت حكومة جمهورية سيراليون، غربي أفريقيا، تطبيق حظر تجوال لمدة ثلاثة أيام، وذلك للوصول إلى الحالات المصابة بفيروس إيبولا القاتل وعزلها، في محاولة للحد من انتشار الفيروس في البلاد.
ويتقاعس الكثير عن سعيهم للحصول على علاج للمرض، خوفا منهم من أن تشخيص إصابتهم به تعني الموت، إذ أنه لم يثبت بعد وجود علاج له.
ومن المقرر أن يكون هناك فريق طبي قوامه 30 ألف شخص، يمرون على جميع المنازل للعثور على أي مصاب بالمرض وتوزيع قطع الصابون عليهم.
بيد أن منتقدي هذا الأسلوب يرون أن عملية الحظر هذه ستكون سببا في هدم ثقة العامة في الأطباء.
وتعتبر سيراليون واحدة من دول غربي أفريقيا التي تشهد انتشارا قويا للفيروس، حيث شهدت حالات وفاة من المصابين بالمرض بلغت 550 شخصا، وذلك من بين 2600 حالة وفاة للمرض جرى تسجيلها حتى الآن.
في الوقت نفسه، قال مسؤولون من دولة غينيا المجاورة إنهم عثروا على جثث ثمانية من المفقودين من فريق العاملين الصحيين والصحفيين أثناء عملهم ضمن حملة لرفع حالة الوعي بمرض الإيبولا.
وقال متحدث باسم الحكومة الغينية إن تلك الجثث كان من بينها جثث ثلاثة صحفيين.
ويشير المراسلون إلى أن العديد من القرويين يتشككون في محاولات الجهات الرسمية لمواجهة المرض، وأن هذه الحادثة تظهر الصعوبات التي يواجهها العاملون في المجال الصحي.
وكان مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة قد أعلن في وقت سابق أن انتشار فيروس إيبولا في غربي أفريقيا أصبح “خطرا يتهدد الأمن والسلم الدوليين”.
وتبنى المجلس بالإجماع قرارا يحث الدول على زيادة الموارد اللازمة لمواجهة انتشار الوباء.
وحذر الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون في الجلسة الطارئة للمجلس من أن عدد الإصابات بالفيروس يتضاعف كل ثلاثة أسابيع.
وقال بان إن “خطورة الوضع الآن تتطلب مستوى غير مسبوق من العمل الدولي لمواجهة هذا الوضع الصحي الطارئ”، معلنا تشكيل “لجنة طوارئ” تابعة للأمم المتحدة تعمل مع منظمة الصحة العالمية لمواجهة الأزمة.
ويقول المسؤولون في منظمة الصحة العالمية إنه وخلال الحظر، لا يمكن لأحد من مواطني سيراليون البالغ عددهم ستة ملايين شخص أن يغادر بيته بين السابعة صباحا والسابعة مساء.
وبحلول الليل، يمكن للناس أن يخرجوا من منازلهم ليكونوا في محيط المناطق التي يسكنونها فحسب، بينما ستبقى المحال مغلقة.
وأثناء فترة الحظر، سيعمل آلاف المتطوعين على البحث عن حالات الإصابة بالفيروس، أو الجثث التي تكون في أغلب الأحوال معدية.
وتعمل الفرق الصحية أيضا على تقديم قطع الصابون للسكان، إلى جانب المعلومات حول طرق منع الإصابة بالمرض.
ويقول المسؤولون إن هذه الفرق لن تدخل إلى داخل المنازل، وستكتفي بطلب خدمات الطوارئ للتعامل مع حالات الإصابة والجثث.
وحث رئيس سيراليون إيرنست باي كوروما في وقت سابق الخميس المواطنين على التعاون مطالبا إياهم بتجنب لمس بعضهم البعض أو زيارة المرضى وحضور الجنازات.
فيما قالت كريستينا توماس من العاصمة فريتاون لبي بي سي: “يخشى الناس من الذهاب إلى المستشفيات، لأنها تخضع جميع زائريها لفحص فيروس الإيبولا.”
في الوقت نفسه، بدأت القوات الأمريكية العمل في العاصمة الليبيرية مونروفيا لإنشاء جسر جوي يعمل على نقل الفرق الصحية والموارد الطبية إلى المناطق التي ينتشر فيها المرض في غربي أفريقيا.
كما تعهدت بريطانيا بإقامة مراكز علاج جديدة وتقديم التسهيلات بـ 700 سرير طبي في سيراليون، بالرغم من أن غالبية تلك الأسرّة قد تستغرق عدة أشهر لوصولها.
ورحب العاملون في المجال الإغاثي بالمساعدات البريطانية، إلا أنهم أكدوا على ضرورة وجود تلك الأسرّة في الحال.
وفي الساعات التي تسبق بدء حظر التجوال في سيراليون، شهدت العاصمة فريتاون تكدسا مروريا، نتيجة سعي الناس للتزود بالمؤن التي يحتاجونها وقت الحظر.
فيما وجهت المؤسسة الطبية الخيرية “أطباء بلا حدود” انتقادا شديدا للحظر، وقالت إن ذلك سيساعد في النهاية على انتشار الفيروس، إذ أن تلك الإجراءات من شأنها أن “تفضي إلى دفع الناس للاختباء، وهو ما يتهدد الثقة بين الناس ومقدمي الخدمات الصحية”.
إلا أن السلطات في سيراليون تؤكد على أن هذا الإجراء من شأنه أن “يقلل من حجم انتشار الفيروس”.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.