جاء ذلك خلال كلمة ألقاها أمام زعماء العالم يوم الاثنين في قمة مجموعة الكاريبي (كاريكوم) في بورت أوف سبين، عاصمة ترينيداد وتوباغو.
وقال الأمين العام إن الوضع الأمني في هايتي “مروع”، مشيرا إلى زيارته الأخيرة إلى الدولة الجزرية التي تعاني من أزمات متعددة.
وعلى الرغم من “عدم وجود حل سياسي يلوح في الأفق”، إلا أن الأمين العام أبدى أملا وتفاؤلا حيال الوضع هناك، داعيا إلى اتخاذ إجراءات سريعة في وقت تتصاعد فيه الاحتياجات الإنسانية.
وأشار الأمين العام إلى ما وصفها بـ “قرون من الاستغلال الاستعماري والابتزاز والديكتاتورية وغير ذلك من أوجه الظلم الصارخ. يجب أن نساعد في تخفيف معاناة الشعب الهايتي”.
وأثنى السيد غوتيريس على جهود قادة الجماعة الكاريبية في معالجة الوضع في هايتي، ودعا إلى زيادة الدعم المقدم من المجتمع الدولي.
وشدد على أن تحقيق أمن دائم يتطلب مؤسسات ديمقراطية معززة، مشددا على الحاجة إلى تحسين جذري في الوضع الأمني.
وفي هذا السياق، كرر الأمين العام دعوته إلى مجلس الأمن للإذن بنشر قوة أمنية دولية قوية لمساعدة الشرطة الوطنية في هايتي في مكافحة العصابات التي تعيث فسادا في جميع أنحاء البلاد.
روح الجماعة الكاريبية
وقال الأمين العام إن التحديات التي تشهدها هايتي تتطلب زيادة في الانخراط والتضامن.
وأضاف أن تعاون الجماعة الكاريبية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومكافحة المخدرات غير المشروعة والاتجار بالأسلحة، ومكافحة الأمراض غير المعدية وتعزيز التكافؤ بين الجنسين، تجسد “الروح التأسيسية للجماعة الكاريبية”.
وقال إن تعزيز العمل المناخي الذي يركز الاهتمام على محنة الدول الجزرية الصغيرة النامية هي مظهر آخر من مظاهر تلك الروح.
ووصف التحديات التي تواجه منطقة البحر الكاريبي بأنها “هائلة”، من بينها حقبة ما بعد كـوفيد-19 التي شهدت انهيار صناعة السياحة في المنطقة وانخفاض عائدات التصدير.
وقال إن تزايد الديون المصحوب بنقص السيولة واشتداد حالات الطوارئ المناخية تتطلب اتخاذ إجراءات.
نظام مالي عفا عليه الزمن
وقال الأمين العام للأمم المتحدة: “لقد كشفت أزمة اليوم عن نظام مالي دولي عفا عليه الزمن، وبه خلل وظيفي، وغير منصف”.
وأشار إلى الخطة التي وضعها لإعادة تصميم الهيكل المالي العالمي- بما في ذلك نظام بريتون وودز، استعدادا لمناقشتها في مؤتمر القمة المعني بالمستقبل لعام 2024.
يشمل نظام بريتون وودز البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وحث زعماء العالم على الاستثمار في التنمية المستدامة والعمل المناخي، وتحسين آليات تخفيف الديون، وإنشاء أدوات مالية جديدة مثل مقايضة الديون بالاستثمار في التكيف مع المناخ.
كما دعا إلى تغيير نموذج أعمال بنوك التنمية متعددة الأطراف، والتحول بعيدا عن دعم الوقود الأحفوري، واتباع نهج أكثر عدلا للتمويل الميسر للبلدان المتوسطة الدخل.
ميثاق تضامن مع المناخ
فيما يتعلق بأزمة المناخ، قال الأمين العام إن الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية لا يزال ممكنا، لكنه يتطلب خفضا بنسبة 45 في المائة في انبعاثات الكربون بحلول عام 2030.
وقال إن اقتراحه الذي قدمه لعقد ميثاق تضامن مع المناخ يحث الجهات الرئيسية المصدرة للانبعاثات على تكثيف خفض الانبعاثات والدول الغنية لدعم الاقتصادات الناشئة في جهودها.
وذكَّر الأمين العام بخطة التسريع التي تهدف إلى تحقيق ذلك.
وأضاف: “أحث الحكومات على المضي قدما بسرعة في المواعيد النهائية المحددة للوصول بالكربون إلى مستوى الصفر، حتى تلتزم الدول المتقدمة بالوصول إلى مستوى الصفر بحلول عام 2040 والاقتصادات الناشئة بحلول عام 2050”.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.