انتقدت الجزائر بشدة الخميس اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على الصحراء الغربية واعتبرت القرار “خرقا” للقانون الدولي و”صفقة مفضوحة لا يمكنها بأي حال من الأحوال إضفاء الشرعية على احتلال الأراضي الصحراوية”. وكانت إسرائيل اعترفت بسيادة المغرب على المنطقة المتنازع عليها الإثنين، فيما رحبت الرباط بهذا القرار “الصائب والمتبصر” حسب توصيفها.
نشرت في:
3 دقائق
تتواصل ردود الفعل حول إعلان المغرب اعتراف إسرائيل بسيادته على الصحراء الغربية، حيث انتقدت الجزائر بشدة الخميس هذا القرار، واعتبرت أن هذه الخطة تمثل انتهاكا جديدا للقانون الدولي.
وقالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان: “إن هذه الخطوة لاتعدو إلا أن تكون صفقة مفضوحة، لا يمكنها بأي حال من الأحوال إضفاء الشرعية على احتلال الأراضي الصحراوية ولا المساس بحق الشعب الصحراوي“.
وقطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع المغرب عام 2021، متهمة الرباط بـ”أعمال عدائية” بحقها. وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون هذا العام إن العلاقات بين البلدين وصلت إلى “نقطةاللاعودة“.ويخوض البلدان اللذان يشتركان في حدود طويلة نزاعا مريرامنذ عقود بخصوص الصحراء الغربية.
وكانت إسرائيل اعترفت بسيادة المغرب على المنطقة المتنازع عليها يوم الإثنين، وتدرس فتح قنصلية لها هناك. ويعمل المغرب وإسرائيل على تمتين علاقاتهما منذ تطبيعها في أواخر العام 2020 عبر اتفاق ثلاثي تضمن أيضا اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
وفي موازاة تعزيز التعاون مع إسرائيل، تسعى الرباط إلى الموازنة بين علاقاتها مع الدولة العبرية والتزامها إزاء القضية الفلسطينية. وأعلنت الرباط الأربعاء أن العاهل المغربي الملك محمد السادس دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لزيارة المملكة بعد قرار الدولة العبرية “الصائب والمتبصر”.
وقال الديوان الملكي في بيان إن الملك محمد السادس أرسل إلى نتانياهو رسالة شُكر قال له فيها “إني أرحب بكم للقيام بزيارة إلى المغرب في موعد يحدّد عبر القنوات الدبلوماسية، بما يناسبنا معاً“
وأوضح الملك في رسالته أن من شأن هذه الزيارة أن “تفتح إمكانيات جديدة للعلاقات الثنائية بين المغرب وإسرائيل“.
وفي القدس، قالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية في بيان إن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ووزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة “قررا مساء اليوم تحديد موعد مشترك في المستقبل القريب” للزيارة المرتقبة لنتانياهو إلى المملكة.
وفي رسالته لنتانياهو قال الملك محمد السادس إن “الموقف الواضح الذي اتخذتموه باسم دولة إسرائيل، بخصوص مغربية الصحراء، سيزيد من تعزيز الروابط بين المغرب وإسرائيل أكثر فأكثر“.
وشددت الرسالة على أن الصحراء المغربية هي “القضية الوطنية للمملكة، وتتصدر أولويات سياستها الخارجية“.
كما اعتبر العاهل المغربي أن القرار الإسرائيلي “ينسجم مع الدينامية الدولية القوية التي اعتمدتها دول عديدة من مختلف جهات العالم في اتجاه دعم حل سياسي نهائي لهذا النزاع الإقليمي الذي طال أمده“.
وشدد الملك محمد السادس على أن هذا الحل يكون “على أساس المبادرة المغربية القاضية بمنح الحُكم الذاتي لمنطقة الصحراء في إطار سيادة المملكة ووحدتها الترابية“.
ويعتبر المغرب الصحراء الغربية جزءا لا يتجزأ من أراضيه، لكن جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر تريد إقامة دولة مستقلة عليها. وكانت المنطقة مستعمرة إسبانية سابقة، يسيطر المغرب على 80 بالمئة من أراضيها اليوم، ويقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادته، في حين تدعو “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب” البوليساريو إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير.
فرانس24/ رويترز/ أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.