تجدد التوتر السياسي في السنغال بعدما دعا المعارض عثمان سونكو أنصاره للخروج إلى “التظاهر بكثافة” احتجاجا على الخطاب الذي سيلقيه الرئيس ماكي سال مساء الإثنين ويكشف فيه عن قراره بشأن ترشحه لولاية رئاسية ثالثة متتالية.
نشرت في:
دعا المعارض السياسي السنغالي عثمان سونكو، المحكوم عليه بالسجن مدة سنتين بتهمة “إفساد الشباب”، أنصاره والشعب السنغالي عامة إلى الخروج إلى الشارع مساء الإثنين ” بكثافة” احتجاجا على الخطاب الذي سيلقيه رئيس البلاد ماكي سال والذي سيعلن فيه ما إذا كان سيترشح لولاية رئاسية ثالثة في 2024.
وقال سونكو في هذا الشأن: “علينا أن نواجه نظام ماكي سال ونقول له ليس هو من سيختار المرشحين الذين سيشاركون في الانتخابات الرئاسية المقبلة”.
اقرأ أيضاالسنغال: من هو عثمان سونكو المعارض الشرس الذي يتحدى نظام الرئيس ماكي سال؟
وأضاف: “في حال رشح الرئيس نفسه لولاية جديدة، يجب على شعب السنغال بأكمله أن يقف كرجل واحد ويقوم بمواجهته. فإذا فرضت علينا المعركة، يجب أن تكون معركة نهائية. أدعو إلى تعبئة وطنية لأن الأيام والأسابيع المقبلة ستكون حاسمة”.
الدستور الجديد أعاد الجميع إلى نقطة الصفر؟
وقد حكم على عثمان سونكو بالسجن عامين في قضية “إفساد الشباب”، وفقد بالتالي حقه في المشاركة بالانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2024. فيما رافق هذا الحكم القضائي اضطرابات ومسيرات شعبية منددة، كانت الأخطر في تاريخ السنغال، قتل على إثرها 16 شخصا وفق سلطات البلاد و24 حسب منظمة العفو الدولية و30 وفق المعارضة.
ولم يكتف المعارض سونكو بالقول إنه تعرض إلى مكيدة سياسية هدفها إزاحته من الانتخابات الرئاسية المقبلة، بل أكد أنه “محتجز” في منزله بالعاصمة داكار وتحت مراقبة قوات الأمن منذ 28 مايو/أيار.
اُنتخب سال رئيسا في 2012، وأعيد انتخابه من جديد في 2019. لكنه في 2016 قام بتغيير الدستور وأدخل مادة جديدة تنص بأنه “لا يمكن لأحد أن يترشح لأكثر من ولايتين متتاليتين”. وهي المادة التي استخدمها أنصاره لكي يطالبونه بالترشح مرة أخرى في 2024 بحجة أن الدستور الجديد أعاد الجميع إلى نقطة الصفر.
“حوار وطني” منحاز
ولتفادي هذا السيناريو، دعا المعارض سونكو سكان السنغال إلى الخروج إلى الشارع للتظاهر والتعبير عن رفضهم مشاركة الرئيس الحالي سال في الانتخابات المقبلة. وقال: “في حال تعرضت إلى التوقيف، أدعو الشعب السنغالي إلى الوقوف كرجل واحد من أجل وضع حد نهائي لهذا النظام الإجرامي” والمطالبة بـ “اطلاق سراح جميع السجناء السياسيين” و”إنهاء “الاعتقالات الإدارية”.
يعتقد المعارض سونكو أن الحوار الوطني الذي نُظم في البلاد منذ عشرة أيام بدعوة من سال ما هو سوى “اتفاق” بين مختلف القوى السياسية الموالية للرئيس من أجل إزاحته عن السباق الرئاسي على حساب مرشحين جدد، مثل كريم واد ابن الرئيس السابق عبدو لاي واد أو خليفة سال رئيس الحكومة السابق الذي منع من المشاركة بالانتخابات الرئاسية في 2019 لأسباب قضائية.
اقرأ أيضاترقب في السنغال بانتظار قرار ماكي سال بشأن المشاركة بالانتخابات الرئاسية في 2024
من جهته، جدد سال عزمه على المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، داعيا عائلته السياسية إلى “الوحدة” وإلى وضع “المصلحة العامة ومصلحة القوى المتحالفة معه” فوق كل اعتبار. وقال: “المعركة التي أريد القيام بها بكل فخر واعتزاز هو أن أقودكم نحو النصر لكي نواصل تنفيذ سياستنا الاقتصادية في خدمة شعبنا”، مشيرا أن “خارطة الطريق التي ستجعل من السنغال بلدا صاعدا في 2035 جاهزة”.
الرجل النظيف؟
ويعتبر عثمان سونكو من أبرز المعارضين لنظام ماكي سال. ولد في 15 يوليو/تموز 1974 بمدينة تييس التي تبعد حوالي 70 كيلومترا عن العاصمة داكار. أمضى سنوات من طفولته في منطقة سيبيكوتاني (45 كلم شرق العاصمة)، حيث كان والده موظفا حكوميا. يعرف سونكو بأناقته وفصاحته اللغوية، ويرتدي بدلة سوداء جميلة على الطريقة الغربية وتارة أخرى اللباس السنغالي التقليدي.
وبغية التأثير على القرار السياسي ومحاولة تغيير الوضع، اقتحم سونكو عالم السياسة وأسس في 2014 حزب “الوطنيون من أجل العمل والأخلاق والأخوة” المعروف اختصارا بـ “بستيف“. وهو حزب يسانده الشباب بشكل خاص ويدافع عن المهمشين وأولئك الذين يعانون من مشاكل اجتماعية واقتصادية في السنغال. لكن السؤال المطروح هل سيحظى بدعم السنغاليين كما يتوقع ذلك؟
طاهر هاني/ أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.