حذّرت منظمات غير حكومية في تونس الجمعة من وضع كارثي للمهاجرين الذين تم طردهم مؤخرا من مدينة صفاقس بعد الصدامات التي أودت بحياة مواطن تونسي في 3 يوليو/تموز، وقالت إنهم يختبؤن في الطبيعة خوفا من رصدهم، داعية إلى إيوائهم بشكل عاجل. في نفس الشأن، ستزور رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيسة وزراء إيطاليا ونظيرها الهولندي تونس الأحد للقاء الرئيس قيس سعيّد بهدف مناقشة الهجرة.
نشرت في:
4 دقائق
وجهت منظمات تونسية غير حكومية الجمعة نداء لمواجهة الوضع الكارثي لمهاجرين من جنسيات أفريقيا جنوب الصحراء، تم طردهم مؤخرا من مدينة صفاقس ويختبؤن في الطبيعة خوفا من رصدهم، داعية إلى إيوائهم بشكل عاجل.
وبعد الصدامات التي أودت بحياة مواطن تونسي في 3 يوليو/تموز، طردت السلطات في هذا البلد مئات المهاجرين من محافظة صفاقس (وسط شرق)، التي تعد نقطة انطلاق رئيسية للهجرة غير الشرعية، وتم نقلهم إلى مناطق غير آمنة قرب حدود ليبيا والجزائر.
“مهاجرون يختبئون في الطبيعة خوفا من رصدهم”
في السياق، قال الناطق الرسمي باسم “المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية” رمضان بن عمر، إن ما بين 100 و150 من المهاجرين من أطفال ونساء لا يزالون في المناطق الحدودية مع ليبيا. مضيفا بأن نحو 165 آخرين تم نقلهم من المناطق الحدودية مع الجزائر بدون أن يوضح مكان تواجدهم حاليا.
وقال بن عمر أيضا: “مهاجرون يتم نقلهم من مكان إلى مكان في أوضاع كارثية ويختبئون في الطبيعة خوفا من أن يتم رصدهم”.
من جانبها، قدّمت منظمة “الهلال الأحمر التونسي” مساعدات لأكثر من 600 مهاجر منذ الاثنين، نُقلوا من الحدود الليبية وتم إيواؤهم موقتا في مدارس ثانوية جنوب البلاد.
وأعلنت سلطات قضائية الثلاثاء العثور على جثتين لمهاجرين على الحدود مع الجزائر.
اقرأ أيضاالسلطات التونسية تفتح تحقيقا بعد العثور على جثتي مهاجرين على الحدود مع الجزائر
كما أعرب بن عمر عن خشيته من العثور على جثث لمهاجرين آخرين في الأيام المقبلة. وشدد على أن السلطات يجب أن “توجه رسالة واضحة” للمواطنين في خصوص المهاجرين “بغض النظر عن وضعياتهم القانونية”.
من جهتها، شددت نائلة الزغلامي رئيسة “الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات” على تدهور أوضاع المهاجرين وخصوصا النساء منهم، لا سيما منذ خطاب الرئيس قيس سعيّد في 21 فبراير/شباط والذي ندد فيه بالهجرة غير القانونية واعتبرها “تهديدا” للتركيبة الديموغرافية في بلاده.
وجمعت منظمتها شهادات لمهاجرات أُغتصبت إحداهن من قبل أربعة أشخاص. وأوضحت الزغلامي أن خطاب سعيّد “أعطى الضوء الأخضر للأشخاص لفعل ما يشاؤون بالمهاجرين”.
والاثنين قال سعيّد في بيان إن بلاده “لقنت هذه الأيام درسا للعالم في الرعاية والإحاطة بهؤلاء الضحايا ولن تقبل أبدا بأن تكون ضحية وستتصدى لكل محاولات التوطين التي جَهَرَ بها البعض، كما لن تقبل إلا من كان في وضع قانوني طبق تشريعاتها الوطنية”.
“خطاب مفعم بالكراهية يحرض على ارتكاب الجرائم”
وأعربت 24 منظمة غير حكومية بينها “محامون بلا حدود” فضلا عن أحزاب سياسية ونقابات عن استيائها من تدهور الأوضاع في البلاد، واعتبرت خطاب سعيّد “مفعما بالكراهية ومحرضا على ارتكاب الجرائم وأعطى الضوء الأخضر لارتكاب الانتهاكات الخطيرة التي استهدفت المهاجرين”.
اقرأ أيضا“رايتس ووتش” تدعو تونس إلى وقف الطرد الجماعي للمهاجرين الأفارقة
وحمّلت المنظمات المسؤولية “للسلطات المحلية والوطنية”. كما دعت السلطات إلى “وضع حد لهذا العنف العنصري وعمليات الإعادة القسرية إلى الحدود”، معتبرة أن الأزمة “فاقمتها ضغوط ومساومات الاتحاد الأوروبي”.
وأعلنت المفوضية الأوروبية الجمعة أن رئيستها ورئيسة الوزراء الإيطالية ورئيس الوزراء الهولندي سيلتقون سعيّد في تونس الأحد لمناقشة ملف شراكة تتعلق خصوصا بالهجرة.
وقالت المتحدثة دانا سبينانت إن رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين: “تزور تونس الأحد” برفقة جورجيا ميلوني ومارك روته، لافتة إلى أنهم سيلتقون الرئيس التونسي بعد الظهر.
فرانس24/ أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.