المؤتمر نظمته لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف بالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي.
وناقش المؤتمر التغييرات الديموغرافية الناجمة عن توسيع المستوطنات الإسرائيلية وكيفية تأثيرها على الوجود الفلسطيني في القدس. كما ناقش أيضا الآثار القانونية والحقوقية لسياسة الاستيطان الإسرائيلية- بما في ذلك التأثير على حقوق الملكية، والتقسيم التمييزي للأراضي البلدية وحرية التنقل.
وكان المؤتمر- الذي عقد افتراضيا عبر الإنترنت- بمثابة منصة للخبراء الفلسطينيين والإسرائيليين والدوليين لعرض وجهات نظرهم على المجتمع الدولي، والتفاعل مع الدول الأعضاء وغيرها من الجهات، ومناقشة الحلول والاستراتيجيات الممكنة لتحدي مثل هذه السياسات.
الفلسطينيون يشعرون بأنهم معزولون عن بقية العالم
السفير شيخ نيانغ، رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف قال إن المؤتمر استعرض تأثير المستوطنات الإسرائيلية على القدس الشرقية بما في ذلك التحديات المؤسسية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجه السكان الفلسطينيين.
كما ناقش أيضا التوصيات المتعلقة بالإجراءات المرتبطة بقاعدة بيانات الأمم المتحدةالمعنية بالشركات التي تسهل عمل المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي جمعها مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان.
وقال السفير نيانغ إن السياسات الإسرائيلية التي تهدف إلى إحداث تغيير ديموغرافي، لا سيما من خلال إنشاء المستوطنات، والتهجير القسري، وهدم المنازل المستمر في القدس الشرقية، بالإضافة إلى السيطرة المشددة على تحركات الفلسطينيين وأعمالهم اليومية، تجعل الفلسطينيين يشعرون بأنهم محاصرون في جيوب معزولة ومستبعدون عن بقية الضفة الغربية والعالم. وأضاف:
“تقيد إسرائيل قدرة الفلسطينيين على العثور على عمل وسكن، مع تأثير اجتماعي واقتصادي ثقيل على حياتهم اليومية، وتفرض السيطرة من خلال نظام معقد يحد من الوصول إلى هويتهم المقدسية وحقوق الإقامة”.
وذكّر شيخ نيانغ بالاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين للنكبة الذي جرى في 15 أيار / مايو الماضي بهدف التذكير بتاريخ ومحنة لاجئي فلسطين، معربا عن أسفه لاستمرار عملية نزع الملكية منذ ذلك الحين.
الأمم المتحدة تدعم الجهود الدبلوماسية
بدوره، قال السيد خالد الخياري مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط وآسيا ومنطقة المحيط الهادئ إن وجود وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية- بما في ذلك القدس الشرقية- يرتبطان ارتباطا مباشرا بتصاعد عنف المستوطنين الإسرائيليين.
وقال إن إسرائيل- بصفتها السلطة القائمة بالاحتلال- ملزمة بحماية الفلسطينيين وممتلكاتهم من أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون المسلحون، وضمان محاسبة الجناة.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة تدعم جميع الجهود الدبلوماسية التي تمكن الطرفين من استئناف عملية سياسية ذات مصداقية تؤدي إلى إنهاء الاحتلال وإحلال سلام عادل ودائم في سياق حل الدولتين.
وفي هذا الصدد، رحب المسؤول الأممي بالمناقشات والتفاهمات الهامة التي تم التوصل إليها بين كبار المسؤولين المصريين والأردنيين والإسرائيليين والفلسطينيين والأمريكيين في العقبة بالأردن وشرم الشيخ بمصر في وقت سابق من هذا العام.
وحث جميع الأطراف على اتخاذ خطوات ملموسة لتنفيذ الالتزامات المقطوعة وتوسيعها. وأضاف:
“إن تعميق الاحتلال، والتوسع الاستيطاني، وارتفاع مستويات العنف ضد المدنيين، بما في ذلك الأعمال الإرهابية، والأهم من ذلك، غياب الأفق السياسي لا تزال تقوض الأمل في التوصل إلى حل سياسي للصراع وإنهاء الاحتلال من خلال تحقيق حل الدولتين، وتكون القدس عاصمة لهما، بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية”.
وأكد التزام الأمم المتحدة بدعم الفلسطينيين والإسرائيليين في سبيل تحقيق هذا الهدف.
منظمة التعاون الإسلامي تجدد الدعوة لوقف الأنشطة الاستيطانية
السفير علي قوتالي، ممثل منظمة التعاون الإسلامي جدد دعوة المنظمة إلى وقف فوري وكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية.
وأعرب عن تقدير المنظمة لموقف البرلمان الأوروبي الأخير والذي دعا الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية ووقف أنشطة الاستيطان ودعم المحكمة الجنائية الدولية في التحقيق بشأن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ودعا دول الاتحاد الأوروبي إلى تنفيذ هذه التوصيات.
السفير الفلسطيني: تكرار المواقف وحده لا يكفي
وفي كلمته في المؤتمر، دعا السفير الفلسطيني رياض منصور إلى مساعدة الفلسطينيين “بطرق عملية لوضع حد لهذا الاحتلال غير الشرعي في أسرع وقت ممكن”، مشيرا إلى أن “هناك إحباطا وغضبا بين أبناء شعبه الذي قال إنهم “سئموا وتعبوا من الاستماع إلى وتكرار المواقف دون خطوات عملية بينما يتم إحراق منازلهم”.
وأضاف: “تكرار المواقف وحده لا يكفي، هذا لا يغير الواقع على الأرض نحو اتجاه إيجابي. علينا أن نلجأ إلى خطوات عملية. إلى متى علينا أن نقول للشعب الفلسطيني انتظروا؟ الانتظار ليس خيارا”.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.