أشارت روسيا الثلاثاء إلى انتهاء عملية إغاثية طويلة الأمد تقدم الأمم المتحدة بموجبها مساعدات عبر تركيا إلى أربعة ملايين شخص في شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة، وذلك بعد أن استخدمت موسكو حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي للاعتراض على تجديد تفويض لمدة تسعة أشهر. ثم فشلت روسيا في مسعاها لتمديد العملية، التي تقدم مساعدات تشمل الغذاء والدواء والمأوى منذ 2014، لمدة ستة أشهر فقط. وانتهى التفويض الذي ترسل بموجبه الأمم المتحدة مساعدات إغاثية لشمال غرب سوريا الاثنين.
نشرت في:
فشل مجلس الأمن الدولي الثلاثاء في الاتفاق على تمديد آلية إدخال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا، وذلك غداة انتهاء مفاعيل هذه الآلية التي تتيح إيصال مساعدات حيوية لملايين القاطنين في مناطق تقع خارج عن سيطرة النظام.
ويحاول أعضاء مجلس الأمن الخمسة منذ أيام التوصل إلى اتفاق على تمديد مفاعيل هذه الآلية، التي تتيح نقل الطعام والأدوية من تركيا إلى شمال غرب سوريا دون تصريح من دمشق.
وفي ظل تنامي الاحتياجات منذ زلزال شباط/فبراير، دعت الأمم المتحدة والعاملون في المجال الإنساني وغالبية أعضاء المجلس إلى تمديد الآلية سنة واحدة على الأقل، للسماح بتنظيم أفضل للمساعدات.
واقترحت سويسرا والبرازيل، المكلفتان بهذا الملف في مجلس الأمن، تمديد الآلية لمدة اثني عشر شهرا.
وفي مواجهة معارضة روسيا التي أصرت على تمديدها لستة أشهر فقط، طرح على التصويت الثلاثاء مقترح معدل يقضي بتمديد الآلية لمدة 9 أشهر.
لكن روسيا استخدمت حق النقض (الفيتو) لإحباط مشروع القرار المعدل، الذي حصل على موافقة 13 عضوا، فيما امتنعت الصين عن التصويت عليه.
كما رفض المجلس الثلاثاء بغالبية 10 أصوات (صوتان مؤيدان وامتناع ثلاثة أعضاء عن التصويت) مقترحا بديلا قدمته روسيا ينص على تمديد الآلية 6 أشهر.
وقالت السفيرة الأمريكية ليندا توماس غرينفيلد بعد الفيتو الروسي، “إنها لحظة حزينة لهذا المجلس، باستثناء دولة واحدة”.
بدورها، قالت السفيرة السويسرية باسكال بيريسويل عقب التصويت، إن هذا التمديد “كان من شأنه أن يجعل من الممكن اجتياز أشهر الشتاء الصعبة”، مؤكدة أنها تشعر بـ”إحباط شديد” بسبب الفيتو الروسي.
وأشارت إلى أن الدبلوماسيين “سيعاودون العمل على الفور لإيجاد حل”.
بالمقابل، اتهم السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الغرب بـ”الاستفزاز لدفع روسيا لاستخدام حق النقض”.
وأضاف أن الآلية “لا تأخذ على الإطلاق في الاعتبار مصالح الشعب السوري”.
وتطرق نيبينزيا إلى إمكان وقف إدخال المساعدات، وقال: “إذا لم يلق نصنا الدعم، يمكننا بكل بساطة إيقاف الآلية”، معتبرا أن المساعدات التي تدخل عبر هذه الآلية يستفيد منها “إرهابيو إدلب” وليس الشعب السوري.
بدوره، قال السفير السوري لدى الأمم المتحدة بسام صباغ، إن مشروع القرار الغربي “لم يعكس تطلعات سوريا”، متسائلا بشأن كيفية “ضمان قابلية التخطيط والتنبؤ في ظل النقص الهائل في التمويل، الذي لم تصل نسبته لهذا العام حتى الآن إلى 12 بالمئة”، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “خيبة أمله” لفشل مجلس الأمن الدولي في تمديد العمل بالآلية.
وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك في بيان، إن “الأمين العام يدعو كل أعضاء المجلس إلى مضاعفة جهودهم لدعم استمرار تقديم” المساعدة عبر الحدود “لأطول فترة ممكنة” إلى الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في سوريا.
“وسائل بديلة”
وقالت المسؤولة في منظمة هيومن رايتس ووتش فلوريان بوريل، إن “المساعدات الإنسانية يجب أن تستند إلى الاحتياجات وليس السياسة”، مستنكرة الفيتو الروسي.
وأضافت أن الأمم المتحدة “يجب أن تستكشف على الفور وسائل بديلة لضمان حصول السوريين على ما يكفي من الغذاء والدواء والمساعدات الأخرى التي يحتاجونها بشدة، دون استجداء روسيا أو الرئيس السوري”.
وتسمح الآلية التي أنشئت عام 2014 للأمم المتحدة بإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا، من دون الحصول على موافقة الحكومة السورية، التي تندد من جهتها بهذه الآلية وتعتبرها انتهاكا لسيادتها.
وشملت الآلية في البداية 4 نقاط عبور حدودية، لكن بعد سنوات من الضغط خصوصا من موسكو حليفة النظام السوري، بقي معبر باب الهوى فقط قيد التشغيل، وقلصت فترة استعماله إلى ستة أشهر قابلة للتجديد، ما يعقد التخطيط للنشاطات الإنسانية.
ورغم انتهاء صلاحية آلية الأمم المتحدة، لا يزال هناك معبران مفتوحان، وإن كانا أقل استخداما من باب الهوى.
فرانس24/ أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.