أعلن الانقلابيون في الغابون الأربعاء تعيين القائد النافذ للحرس الجمهوري الجنرال بريس أوليغي نغيما “رئيسا للمرحلة الانتقالية”، وفق بيان تمت تلاوته على قناة غابون 24 الرسمية. ويخلف نغيما الرئيس علي بونغو الذي لم يكد يُعلَن فائزا بولاية رئاسية ثالثة في انتخابات مثيرة للجدل حتى وجد نفسه خارج السلطة. فمن هو بريس أوليغي نغيما؟
نشرت في:
4 دقائق
بات اسمه على كل الألسن منذ الانقلاب العسكري في الغابون الذي أدى إلى “إنهاء النظام القائم” برئاسة علي بونغو. بريس أوليغي نغيما، قائد الحرس الجمهوري الذي بات منذ الأربعاء الرجل القوي في البلد الغني الواقع وسط أفريقيا.
وتم تعيين الجنرال نغيما “بالإجماع رئيسا للجنة انتقال واستعادة المؤسسات ورئيسا للمرحلة الانتقالية”، كما جاء في بيان تلاه عبر قناة غابون 24 الرسمية قادة عسكريون بحضور عشرات من كبار الضباط والجنرالات الذين يمثلون كل ألوية الجيش وأفراد من الحرس الجمهوري وجنود.
ولم يحدد العسكر مدة الانتقال السياسي.
اقرأ أيضامن عمر الأب إلى علي الابن.. 55 عاما من حكم عائلة بونغو في الغابون
وبعد اجتماعهم تحت شعار “لجنة انتقال واستعادة المؤسسات”، قرر الانقلابيون في وقت سابق “باسم الشعب الغابوني الدفاع عن السلام من خلال إنهاء النظام القائم”، وفق قول كولونيل في الجيش.
ولا نعلم إلى حد الآن ما إذا كان نغيما القائد الفعلي للانقلابيين. فخلال تلاوة البيان، كانت كل القوات المسلحة ممثلة: من الحرس الجمهوري والجيش والشرطة.. واكتفى التلفزيون الغابوني بتداول نفس الصور: رجل يظهر بزي عسكري وقبعة خضراء وجنود يرفعونه في الهواء وهم يقولون “أوليغي رئيسا” في إشارة إلى بريس أوليغي نغيما قائد الحرس الجمهوري الذي كان يتولى أمن علي بونغو.
اقرأ أيضاوسط وغرب أفريقيا: من مالي وصولا إلى الغابون.. ثمانية انقلابات في غضون ثلاث سنوات
وكان نغيما نفسه قد أجاب على أسئلة لصحيفة صحيفة لوموند الفرنسية بعد ساعات قليلة من إعلان إزاحة بونغو عن السلطة. وأكد أن بونغو “أحيل على التقاعد وسيتمتع بكل حقوقه”. وقال: “لم يكن له الحق في الترشح لولاية أخرى، تم انتهاك الدستور، والنظام الانتخابي لم يكن مناسبا. ولذلك، قرر الجيش طي الصفة وتحمل مسؤولياته” متحدثا عن “السخط” الذي يعم البلاد و”مرض رئيس الدولة” الذي أصيب بجلطة دماغية في عام 2018.
تكوين عسكري في المغرب
كان الجنرال بريس أوليغي نغيما يتمتع أصلا بنفوذ قوي، حتى قبل الانقلاب. وبعد أن تلقي تكوينا في الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس في المغرب، صعد نغيما، ابن الضابط الرفيع بالجيش، سريعا في سلم الرتب العسكرية حتى أصبح أحد أهم المعاونين لمعسكر الرئيس السابق عمر بونغو حتى وفاته في 2009.
“عندما عرفته، كان شخصا ذكيا يمكن التواصل معه بسهولة ولم يكن يخشى الصحافيين في تلك الفترة” يقول فرانسيس كباتيندي، الأستاذ المحاضر في العلوم السياسية بجامعة باريس والمتخصص في شؤون الغابون.
منذ سنة 2021، يترأس نغيما الحرس الجمهوري الذي يتولى ضباطه أمس الرئيس علي بونغو.
ثلاثة منازل في ضواحي واشنطن؟
ويذكر فرانسيس كباتيندي أنه “كانت له (أوليغي نغيما) بعض المشاكل مع علي بونغو الذي قرر تعيينه ملحقا عسكريا في سفارة الغابون في المغرب ومن ثم في سفارة بلاده في السنغال”.
وعاد نغيما من الخارج بعد إصابة علي بونغو بجلطة دماغية خلال تواجده بالسعودية سنة 2018.
بالرغم من عدم ذكر اسمه في قضية “الأملاك غير المشروعة” خلافا لعدد من أبناء عمر بونغو، فإن نغيما ليس فوق الشبهات بشأن ثروته شخصية. فحسب المنظمة الأمريكية لمناهضة الفساد، “Organized Crime and Corruption Reporting Project“، فقد اشترى نقدا، بين عامي 2015 و2018، ثلاثة منازل في ضواحي العاصمة الأمريكية واشنطن بمبلغ يفوق المليون دولار.
وحسب موقع موند أفريك الفرنسي، فقد تم تكليف نغيما بمساعدة نجل علي بونغو، نور الدين بونغو فالنتان على الاستعداد لخلافة والده. لكن نغيما كان له رأي آخر.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.