تظاهر آلاف من أنصار الانقلابيين في النيجر الجمعة قرب القاعدة العسكرية الفرنسية في العاصمة نيامي، غداة موافقة قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” على استخدام القوة لإعادة الرئيس محمد بازوم الى منصبه. ومنذ الانقلاب، يستهدف العسكريون فرنسا في شكل خاص، متهمين إياها بأنها كانت وراء مواقف “إيكواس” المناهضة بالانقلاب.
نشرت في:
4 دقائق
شارك آلاف من أنصار الانقلابيين في النيجر الجمعة في مظاهرة قرب القاعدة العسكرية الفرنسية في العاصمة نيامي.
وهتف المتظاهرون خلال التجمع “فلتسقط فرنسا، فلتسقط إكواس”، وذلك غداة قمة “إكواس” التي انتهت بالموافقة على تدخل عسكري محتمل في النيجر.
ورفع المتظاهرون أعلام النيجر وروسيا، مؤكدين دعمهم للعسكريين الذي استولوا على السلطة، وخصوصا قائدهم الجنرال عبد الرحمن تشياني.
وقال عزيز رابح علي، العضو في نقابة طلابية تدعم النظام العسكري، “سندفع الفرنسيين إلى الرحيل. إيكواس ليست مستقلة، فرنسا تتلاعب بها. هناك تأثير خارجي”.
اقرأ أيضا“إيكواس” تأمر بتفعيل “قوة احتياطية” من المحتمل أن تستخدم لاستعادة النظام الدستوري في النيجر
ومنذ الانقلاب، يستهدف العسكريون فرنسا بشكل خاص، متهمين إياها بأنها كانت وراء قرار دول غرب أفريقيا تفعيل “قوة الاحتياط” لديها تمهيدا لنشرها في النيجر لإعادة النظام الدستوري، من دون الكشف عن جدول زمني محدد للتدخل.
وتنشر فرنسا في النيجر نحو 1500 من جنودها بهدف دعم القوات المسلحة بالنيجر في التصدي للمجموعات الجهادية.
ويعقد قادة أركان جيوش دول “إيكواس” اجتماعا في في العاصمة الغانية أكرا السبت لبحث تفاصيل التدخل.
وبحسب رئيس ساحل العاج الحسن وتارا، الذي ستساهم بلاده في القوة، من المنتظر أن تتدخل الأخيرة “في أقرب وقت ممكن”.
مخاوف بشأن بازوم
بعد أكثر من أسبوعين على الانقلاب الذي أطاح الرئيس محمد بازوم في 26 تموز/يوليو، تتزايد المخاوف بشأن ظروف اعتقاله.
وشجب الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة “تدهور ظروف اعتقال” بازوم المحتجز مع زوجته وابنه.
اقرأ أيضاالنيجر: قلق أوروبي وأفريقي بشأن “ظروف احتجاز” الرئيس بازوم وروسيا تحذر من مغبة أي تدخل عسكري
وفي حال تدخلت “يإكواس” عسكريا في النيجر، فإن المخاوف على سلامة بازوم ستتزايد، بحسب أحد المقربين منه. وأكد المصدر أن الانقلابيين لوحوا باستهدافه إذا ما حصل التدخل العسكري.
وأكد أحد مستشاريه الذي تحدث معه مؤخرا لوكالة الأنباء الفرنسية أن “التدخل سيكون محفوفا بالمخاطر وهو يدرك ذلك. ويرى أنه تجب العودة إلى النظام الدستوري، معه أو بدونه”، لأن “سيادة القانون أهم من شخصه”.
من جهته، حذر المجلس النرويجي للاجئين من أنه “يجب ألا يدفع التصعيد العسكري بالنيجر والمنطقة الأوسع إلى أزمة إنسانية أعمق” و”ما زال هناك وقت لتجنب مواجهة عسكرية والتوصل إلى حل سلمي”.
تصلب من الانقلابيين
في أبوجا، جددت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” الإعراب عن أملها في التوصل إلى حل عبر القنوات الدبلوماسية، فقد قال رئيس نيجيريا بولا تينوبو الذي يتولى الرئاسة الدورية للمنظمة إنه يأمل “في التوصل إلى حل سلمي”، وأن اللجوء إلى القوة يبقى “الحل الأخير”.
لكن الانقلابيين يظهرون تصلبا إزاء محاولات “يإكواس” التفاوض على حل.
والثلاثاء، رفض قادة الانقلاب مسعى لإيفاد فريق يضم ممثلين عن “إيكواس” والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى نيامي.
ويعتبر الانقلابيون أن “إيكواس” منظمة “تعمل لحساب” فرنسا، واتهموا باريس الأربعاء بانتهاك المجال الجوي للنيجر المغلق، مؤكدين أن طائرة عسكرية فرنسية أتت من تشاد وأن الجيش الفرنسي “حرر إرهابيين”، وهو اتهام نفته فرنسا بشدة.
وقبل افتتاح قمة أبوجا، شكل الانقلابيون في النيجر حكومة برئاسة علي الأمين زين، وهو مدني، ويتولى فيها العسكريون المناصب الرئيسية لا سيما حقيبتا الدفاع والداخلية، وقد اجتمعت لأول مرة الجمعة.
اقرأ أيضاالنيجر: من هو علي الأمين زين الذي عينه الانقلابيون رئيسا لحكومتهم؟
كما فصل الانقلابيون العديد من رؤساء الشركات والإدارات العامة.
لكن ليست كل دول غرب أفريقيا معارضة للسلطات الجديدة في النيجر، فقد أعلنت كل من مالي وبوركينا فاسو المجاورتين وحيث تتولى السلطة حكومتان عسكريتان استولتا على السلطة عبر انقلابين، أن أي تدخل عسكري سيمثل “إعلان حرب” عليهما.
ومساء الخميس علقت بوركينا فاسو عمل إذاعة خاصة مهمة في البلاد “أوميغا” بعدما بثت مقابلة لمعارض للسلطة الجديدة في النيجر تضمنت بحسب السلطات “تصريحات مسيئة بحق سلطات النيجر الجديدة”.
فرانس24/ أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.