دعا الاتحاد العام التونسي للشغل السبت رئيس الحكومة المعين حديثا أحمد الحشاني إلى “الانفتاح على مختلف المكونات في البلاد”، مشددا في الوقت نفسه على لسان أمينه العام نور الدين الطبوبي خلال تجمع في صفاقس لإحياء ذكرى مقتل نشطاء عام 1947 خلال فترة الاستعمار الفرنسي، على ضرورة تغيير الاستراتيجيات عوض استبدال مسؤول بآخر. وكان سعيد قد عين نجلاء بودن رمضان رئيسة للحكومة قبل نحو عامين بعدما أقال رئيس الوزراء هشام المشيشي واحتكر جميع السلطات تقريبا في يوليو تموز 2021 وحل البرلمان في خطوة وصفتها المعارضة بـ “الانقلاب على الديمقراطية”.
نشرت في:
3 دقائق
قبل أقل من أسبوع على تعيينه، دعي رئيس الحكومة التونسي الجديد أحمد الحشاني إلى “الانفتاح على مختلف المكونات” في البلاد، خلال رسالة وجهها له السبت الأمين للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي خلال تجمع في مدينة صفاقس.
وعلق الطبوبي على إقالة الرئيس قيس سعيّد رئيسة الحكومة نجلاء بودن بعد عام ونصف عام من توليها المنصب قائلا “العبرة لا تكمن في تغيير الأشخاص وإنما تكمن في تغيير الإستراتيجيات والسياسات”.
وتجمع مئات من أنصار الاتحاد العام التونسي للشغل ذي الميول اليسارية والذي يضم نحو مليون عضو في أنحاء البلاد، في صفاقس لإحياء ذكرى مقتل نشطاء عام 1947 خلال فترة الاستعمار الفرنسي في تونس.
انتخب سعيّد ديموقراطيا في تشرين الأول/أكتوبر 2019، قبل أن ينفرد بالسلطة في 25 تموز/يوليو 2021، وصار منذ ذلك الحين يحكم بمراسيم رئاسية، وبات يمكنه إقالة رئيس حكومته أو وزرائه في أي وقت.
ولم يقدم الرئيس أي تفسير لإقالة بودن وتعيين الحشاني، وهو مدير سابق في البنك المركزي التونسي يحمل شهادة من كلية الحقوق التي درس فيها سعيّد.
وتساءل الطبوبي بشأن رئيس الوزراء الجديد “هل سيكون منفتحا على مختلف المكونات الموجودة في البلاد من أجل التغلب على المصاعب والتحديات؟”.
غيّر سعيّد الدستور التونسي وأرسى أسس نظام رئاسي معزز بدلا من النظام البرلماني الذي كان ساريا منذ ثورة 2011 التي أطاحت نظام زين العابدين بن علي.
وللاتحاد العام التونسي للشغل أهمية كبيرة في المشهد التونسي، وقد حاز مع ثلاث منظمات تونسية أخرى جائزة نوبل للسلام عام 2015، مكافأة على دوره في تنظيم “الحوار الوطني” الذي أقيم لإخراج البلاد من أزمة هددت التحول الديموقراطي.
وردا على سؤال حول “مبادرة الإنقاذ الوطني” الجديدة التي أطلقها الاتحاد مطلع العام مع منظمات مجتمع مدني أخرى، أكد الطبوبي أنها “ستكون جاهزة متى يكون الشعب التونسي في حاجة إليها”.
وتجمع المتظاهرون حول الزعيم النقابي ورددوا شعارات تنتقد الحكومة مثل “يا مواطن يا مقموع زاد الفقر زاد الجوع” و”وينو السكر وينو الزيت؟”.
وتشير الشعارات إلى نقص في سلع أساسية تعانيه تونس حاليا، في ظل مديونية تبلغ 80% من الناتج المحلي الإجمالي وشحّ في السيولة بالعملة الصعبة الضرورية لاستيراد المنتجات الأساسية التي تشتريها الدولة قبل إعادة طرحها بأسعار مدعومة في السوق.
بالإضافة إلى هذه الصعوبات، غرقت تونس في أزمة سياسية تفاقمت بسبب توقيف نحو عشرين من المعارضين للرئيس قيس سعيّد منذ شباط/فبراير، من بينهم راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الإسلامي المحافظ الذي تصدّر المشهد منذ 2011.
فرانس24/ أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.